بينما تتواصل حرائق الغابات في أكثر من منطقة بالعالم على خلفية التغيُرات المناخية، استعان عدد من الدول المتضررة بطائرات متخصصة في الإطفاء الجوي، للسيطرة على الحرائق المتزايدة، وكان آخرها الجزائر التي استقبلت طائرتين من طراز "كانادير"، الخميس.
وكانت الجزائر قد طلبت المساعدة من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي. وتُساهم طائرات الإطفاء الجوي من طراز كانادير في محاولات السيطرة على عدد من حرائق الغابات التي اشتعلت في الأسابيع الأخيرة في اليونان وإيطاليا وتركيا؛ فماذا نعرف عنها؟
تكتسب طائرات "كانادير" اسمها من شركة Canadair الكندية لصناعة الطائرات المدنية والعسكرية والتي صُنع تحت لوائها النموذج الأول من طائرات الإطفاء الجوي، ويطلق على النموذج الأصلي Canadair CL-215 الذي دخل الخدمة في أواخر الستينات، وأطلق عليه هذا النموذج اسم "سكوبر".
لاحقًا، وبعد تأميم شركة كانادير، اضطلعت شركة بومباردييه للطيران بصناعة طائرات كانادير، تلتها شركة فايكنج الكندية أيضاً.
وبحسب الموقع الرسمي لـ"بومبردييه"، فإن النموذج الأصلي من طائراتها للإطفاء الجوي وفّر للعالم وسيلة جديدة وفعّالة لإطفاء حرائق الغابات والمناطق الوعرة لم تكًُن موجودة من قبل، وشهدت أواخر الثمانينات أول تطوير على النموذج الأصلي ليخرج للنور النموذج CL-215T من الطائرات البرمائية بمحركات توربينية أكثر كفاءة.
وتمتاز الطائرات البرمائية بقابليتها للإقلاع والهبوط على البر وفي الماء، عن طريق عجلات قابلة للسحب، وتعتمد على أجنحتها الثابتة وهيكل يسمح لها بالطفو على ماء.
بومباردييه 415
وفي عام 1991، جرى تصميم وإطلاق النموذج الأكثر شيوعاً من طائرات كانادير وهوCL-415، والذي حلق لأول مرة في عام 1993.
ويُعرف هذا النموذج باسم "سوبر سكوبر"، ووفقاً لمنصة يوروسبيس تكنولوجي، ويبلغ طول طائرات هذا النموذج 19.8 متراً، ويعتبر الإطفاء الجوي هو الاستخدام الأشهر لسوبر سكوبر، فيما تستخدم أيضاً في مهمات متخصصة مثل المراقبة البحرية والبحث والإنقاذ ونقل الأفراد.
وتتسع طائرة الإطفاء الجوي لـ 8 أفراد من طواقم الإنقاذ، وتحتوي على 4 خزانات للمياه، تتسع في المجمل إلى 6137 لتراً من المياه يمكن ملئهم خلال 12 ثانية.
وبوسع طائرات كانادير أثناء مهام مكافحة الحرائق إلقاء 9 أحمال من المياه في النيران، وإعادة التعبئة من مصدر المياه على بعد 10 كيلومترات.
النشاطات الأخيرة
ويُعد النموذج CL-515 هو النموذج الأحدث من طائرات كانادير، والذي طورته شركة فاينكج آير الكندية، المُطور الحالي لطائرات كانادير، فيما لاتزال النماذج الأقدم في الخدمة.
وبحسب الموقع الرسمي لـ "فايكنج آير"، فإن أسطول طائرات كانادير، وفقًا لآخر إحصاء عام 2019، يشتمل على 165 طائرة في الخدمة حول العالم.
ويتوزع الأسطول على 12 دولة هم: كندا، وكرواتيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان، وماليزيا، والمغرب، وكوريا الجنوبية، وأسبانيا، وتايلاند، وتركيا، والولايات المتحدة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ساهمت طائرات من طراز كانادير مُعارة من دول الاتحاد الأوروبي، في مكافحة حرائق الغابات في تركيا، وإيطاليا، واليونان، وأخيراً الجزائر.وبحسب بيان للمفوضية الأوروبية، فإن المفوضية تشارك في تمويل 75% من تكاليف نقل ونشر الطائرات المُعارة لإطفاء حرائق الغابات.