بث التلفزيون الجزائري، الثلاثاء، اعترافات جديدة لـ6 أشخاص، قال إنهم متورطون في قتل الشاب جمال بن اسماعيل، الذي قتل وحرق بطريقة بشعة، بعدما اتُّهم خطأ بأنه من مشعلي الحرائق في ولاية تيزي وزو، التي اجتاحتها النيران في الأيام الأخيرة.
وقالت السلطات إن من بينهم أشخاصاً ينتمون لتنظيم "الماك" الانفصالي في منطقة القبائل، والذي تصنفه السلطات "حركة إرهابية".
وأفاد بيان للأمن الجزائري بأن التحقيق في قضية القتل "توصل إلى اكتشاف شبكة مختصة في الإجرام، كانت وراء المخطط الشنيع، وهي مصنفة منظمة إرهابية، وذلك باعترافات عناصرها الموقوفين".
وبحسب المصدر ذاته، فقد تم القبض على 25 شخصاً متورطاً في الجريمة، عثر عليهم متفرقين على مستوى عدد من الولايات، من بينهم شخصان كانا متأهبين للفرار، ليرتفع عدد الأشخاص المعتقلين إلى 61 شخصاً.
اعترافات "مفزعة"
وكشف البيان أن قوات الأمن "تمكنت باستعمال التقنيات الحديثة من استرجاع الهاتف المحمول للضحية جمال بن اسماعيل"، مشيراً إلى أنه "من خلال عملية استغلال الهاتف المحمول الخاص بالضحية، اكتشف المحققون حقائق مذهلة حول الأسباب الحقيقية لقتل الشاب جمال بن اسماعيل، ستفصح عنها العدالة لاحقاً".
ووفقاً لصحيفة "الشروق" الجزائرية، فقد اعترف قاتل جمال بن اسماعيل بتوجيه طعنتي خنجر للضحية، بعدما منحه أحد المتورطين خنجراً للقيام بجريمته.
وكان بن اسماعيل (38 عاماً)، ذهب طوعاً إلى بلدة "نايث إيراثن" شمال البلاد، للمساعدة في إطفاء الحرائق التي أودت بحياة 90 شخصاً على الأقل في نحو أسبوع.
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حشداً من الأشخاص الذين أحاطوا بسيارة الشرطة، وأقدموا على سحب الشاب منها بعد ضربه، قبل أن يقتل وتحرق جثته، فيما كان عدد من الشبان يلتقطون صور "سيلفي" أمام الجثة.
وتقول السلطات الجزائرية إنّ غالبية الحرائق في منطقة القبائل تسببت بها أفعال "جنائية"، ولكن من دون كشف أدلة.
وواصلت فرق الإنقاذ الثلاثاء، جهودها لإخماد ثمانية حرائق في خمس مناطق مختلفة. وفي كل عام، تشتعل حرائق الغابات في شمال الجزائر. وفي عام 2020 أتت النيران على 44 ألف هكتار من المساحات الغابية.
وفي مايو الماضي، صنفت الجزائر حركة "الماك" ويقصد بها "الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل"، في قائمة "التنظيمات الإرهابية".
وقال المجلس الأعلى للأمن، وهو أعلى هيئة استشارية في البلاد، إن هذا التصنيف يأتي على خلفية "أفعالها الدعائية والتحريضية، التي ترمي الى زعزعة استقرار البلاد، والمساس بأمنها".