مخاوف متصاعدة من فقاعة اقتصادية

"تظاهر بالنجاح حتى تحققه" استراتيجية شركات الذكاء الاصطناعي لجذب الاستثمارات

نائب رئيس شركة "إنفيديا" ومسؤول تنفيذي في شركة فوكسكون خلال مؤتمر للتكنولوجيا في تايبيه بتايوان. 21 نوفمبر2025 - REUTERS
نائب رئيس شركة "إنفيديا" ومسؤول تنفيذي في شركة فوكسكون خلال مؤتمر للتكنولوجيا في تايبيه بتايوان. 21 نوفمبر2025 - REUTERS
دبي -الشرق

يُشجع نموذج الشركات الناشئة في "وادي السيليكون" بولاية كاليفورنيا الأميركية، على استراتيجية "تظاهر بالأمر حتى تحققه"، من خلال التظاهر بالنجاح لجذب المبرمجين وأصحاب رؤوس الأموال، والعملاء الذين يحققون النجاح الفعلي، وسط مخاوف من "فقاعة اقتصادية" تتعلق بالذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة الأميركية، السبت، إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي تبنت هذه الفكرة إلى حدها الأقصى، فيما بدأ المستثمرون اللحاق بالركب؛ لكن هذا النهج الحالي يشوبه عيب أساسي واحد؛ فتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي يكلف أكثر مما تجنيه الشركات من أرباح، لذا كلما زاد عدد العملاء الذين تجذبهم الشركات، زادت خسارتها.

والأمل، وفق الصحيفة، في أن يتم التركيز على عدد العملاء، كل واحد منهم مدعوم من قبل مساهمين، "يمكن للشركات أن تخلق حلقة إيجابية، فزيادة الاستخدام تثير حماس المستثمرين الذين يضخون المزيد من الأموال، ويرفعون تقييم الشركة".

وهذا يسمح للشركات بتوظيف المبرمجين، الذين يتقاضون جزءاً من مدفوعاتهم في صورة أسهم، لدعم المزيد من العملاء، والأهم من ذلك، لإنفاق مبالغ كبيرة على البنية التحتية التي يأملون أن تسمح لهم في نهاية المطاف بتطوير منتجات أفضل يدفع العملاء ثمنها بالكامل، وهكذا يؤدي التظاهر بالأمر إلى تحقيق النجاح، ويصبح جميع المشاركين رابحين.

ووفق الصحيفة، يكمن الخلل في أن المستثمرين يدركون بالفعل ما يحدث، وربما يستنتجون أنهم لا يريدون دفع التكاليف الباهظة اللازمة للوصول إلى نقطة النهاية غير المؤكدة للغاية؛ والتراجع في أسهم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هذا الشهر يُظهر أن الحذر بدأ يترسخ.

مخاوف متصاعدة من "فقاعة اقتصادية"

وأشارت الصحيفة، إلى حدثين خلال الأسبوع الماضي، يوضحان البيئة المتدهورة للذكاء الاصطناعي. أولاً، تعهدت شركات "إنفيديا" ومايكروسوفت باستثمار 15 مليار دولار فيما بينهما في شركة "أنثروبيك"، الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تطور النماذج اللغوية الكبيرة التي تنافس سلسلة ChatGPT التي تطوّرها OpenAI.

وفي المقابل، وعدت الشركة بشراء قدرات حوسبة من مايكروسوفت بقيمة 30 مليار دولار باستخدام رقائق "إنفيديا"، وهذا النوع من الصفقات أدى إلى ارتفاع جيد في جميع الأسهم المعنية في الماضي، ولكن الأربعاء، لم يحدث شيء.

ثانياً، أشاد العديد من المستثمرين والمعلقين بنتائج Nvidia التي جاءت أفضل من المتوقع، واعتبروها دليلاً على عدم وجود "فقاعة ذكاء اصطناعي"، إذ قفز السهم بأكثر من 5% صباح الخميس، بينما ارتفعت الأسهم الأصغر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. 

ولم يستغرق الأمر سوى فترة بعد الظهيرة، حتى أدرك الناس أن هذا الجدل كان سخيفاً، بالتأكيد، تبيع Nvidia الكثير من الرقائق - ولكن هذا جزء أساسي من الإنفاق على البنية التحتية في مرحلة التظاهر، وإذا كانت هناك فقاعة، فهذا بالضبط ما يجب أن تتوقعه. 

وذكرت الصحيفة أن سهم الشركة أغلق على انخفاض، مع تأرجح كبير في الأسعار لم تشهده الأسواق منذ عمليات البيع على التعريفات الجمركية في أبريل الماضي.

ولم يساعد في ذلك عمليات البيع الموازية في الأسهم التي تحظى بشعبية لدى المتداولين الأفراد، الذين تعرض الكثير منهم لخسائر في العملات الرقمية، أو بسبب تلاشي الآمال في خفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

وانقلبت سيكولوجية المتداولين، الخميس الماضي، من الشراء عند الانخفاض إلى البيع عند الانخفاض، وهو أمر غير سار للأسواق، لا سيما مع تحول الزخم الصعودي إلى الهبوط.

ولكن جوهر الجدل الدائر حول الذكاء الاصطناعي، هو ما إذا كان كل الإنفاق على الرقائق والأبحاث سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق أرباح كبيرة بما يكفي لتبرير النفقات الضخمة، بحسب الصحيفة.

ولفتت "وول ستريت جورنال"، إلى أن الأسواق في طور التحول من التعامل بموافقة واضحة إلى أن تكون أكثر حذراً بعض الشيء. 

وبدلاً من ذلك، ثمة تحول في الجدول الزمني، أصبح المستثمرون أقل حرصاً على الإنفاق بكثافة الآن على أمل الحصول في المستقبل البعيد على آلات ذكية بشكل صحيح قادرة على التفوق على البشر. 

ولفتت الصحيفة إلى أن المستثمرين أكثر حرصاً على إيجاد سبل لتحقيق أرباح من الذكاء الاصطناعي على المدى القريب. وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت شركة "ألفابت"، مالكة جوجل، التي ركزت على مبيعات الشركات للمنتجات الحالية، في مأمن من عمليات البيع.

تصنيفات

قصص قد تهمك