هجوم إلكتروني "روسي" على مستشفى أميركي يتسبب في وفاة طفلة

صورة تعبيرية تظهر قرصنة شيفرات عبر شبكة الإنترنت - Bloomberg
صورة تعبيرية تظهر قرصنة شيفرات عبر شبكة الإنترنت - Bloomberg
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستيت جورنال"، في تقرير إن هجوماً إلكترونياً روسياً ضرب أنظمة مستشفى أميركي في عام 2019 وتسبب في وفاة طفلة من حديثي الولادة، قد يعد الأول من نوعه المرتبط بهجمات الفدية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في يوليو من عام 2019، دخلت امرأة تدعى تيراني كيد، لولادة طفلتها في مركز "سبرينج هيل" الطبي بولاية ألاباما الأميركية، إلا أنها لم تكن تعلم عن تعرضه لهجوم إلكتروني.

واستهدف الهجوم أنظمة المستشفى لعدة أيام، وتسبب في تعطل أجهزة الكمبيوتر وجهاز التعقب اللاسلكي الذي يمكنه تحديد موقع الطاقم الطبي داخل المستشفى.

إضافة إلى عدم إمكانية الوصول للسجلات الصحية للمرضى، كما تسبب بفصل الطاقم عن معدات مراقبة نبضات قلب حديثي الولادة.

من جانبه، رفض المركز تسمية المسؤولين عن الهجوم، لكن ألان ليسكا، كبير المحللين الاستخباراتيين في شركة "ريكوردد فيوتشر"، المختصة بمراقبة الإنترنت، قال إنه "من المحتمل أن تكون عصابة ريوك، التي تتخذ من روسيا مقراً لها، هي من قام بالهجوم في ذلك الوقت". 

وأشارت الصحيفة إلى أن الطفلة ولدت والحبل السري ملتف حول رقبتها، إذ تؤدي هذه الحالة إلى ظهور علامات تحذيرية على جهاز مراقبة القلب، عندما يقطع الحبل إمدادات الدم والأوكسجين للجنين. وبعد 9 أشهر توفيت الطفلة، وخلص الأطباء إلى أن السبب في ذلك تلف شديد في الدماغ.

دعوى قضائية

ووسط الاختراق الذي عطل الأنظمة، كان عدد الممرضات المتابعات لأجهزة مراقبة القلب أقل، حيث أرسلت إحدى طبيبات الولادة، رسالة نصية إلى مدير التمريض مفادها أن "الطفلة كانت يجب أن تولد بجراحة قيصرية، لو أنها شاهدت قراءة الشاشة".

وقالت في رسالتها: "أحتاج منك مساعدتي في فهم سبب عدم إخطاري"، لكنها قالت في الدعوى القضائية، إنها كانت على علم بالهجوم الإلكتروني، لكنها "اعتقدت أن كيد يمكنها أن تضع طفلتها بأمان".

وفي يناير الماضي، تقدمت كيد بدعوى قضائية تتعلق بسوء الممارسة الطبية لدى محكمة دائرة مقاطعة موبيل، ثاني أكبر مقاطعة في الولاية، ثم عدلتها بعد وفاة مولودتها، ليتم تحديد موعد المحاكمة في نوفمبر  من العام المقبل.  

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإنه إذا تم إثبات ذلك في المحكمة، فستكون القضية بمثابة أول حالة وفاة مؤكدة من هجوم برمجيات الفدية.

من جانبه، نفى المستشفى ارتكاب أي مخالفات، إذ قال الرئيس التنفيذي لمركز "سبرينج هيل"، جيفري سانت كلير، إن المستشفى "تعامل مع الهجوم بشكل مناسب".

وأضاف: "أبقينا مركزنا مفتوحاً وواصل الأطباء رعاية مرضانا. خلص الأطباء المعالجون المستقلون إلى أنه من الآمن القيام بذلك".

من هي "ريوك"؟

وذكرت الصحيفة أن "ريوك" هاجمت ما لا يقل عن 235 مستشفى عاماً، كما استهدفت منشآت للعلاج النفسي للمرضى الداخليين، إضافة إلى العشرات من مرافق الرعاية الصحية الأخرى في الولايات المتحدة، منذ عام 2018.  

وتمكنت "ريوك" من جمع ما لا يقل عن 100 مليون دولار من وراء هجمات برامج الفدية خلال العام الماضي، وفقاً لشركة "تشين أناليسيس" لتحليل البيتكوين.  

ووفقاً لشركة "كوفوير" المختصة بمفاوضات برامج الفدية، فإن متوسط الفدية التي تطلبها المجموعة يقل عن 700 ألف دولار بقليل، إذ يوقع المتسللون على أوراق الفدية بصورة لإله الموت الأسطوري "ريوك"، الذي استلهموه من رواية يابانية مصورة، وأخذوا عنه اسمهم. 

65 ألف هجوم

ووفقاً للصحيفة، باتت السلطات الأميركية تشعر "بقلق بالغ"، إزاء التطور المطرد لمشغلي برامج الفدية، إذ كانت تلك الهجمات قبل عقد من الزمن أمراً جديداً في عالم الجرائم السيبرانية، كلفت الضحايا بضع مئات من الدولارات، أما الآن، فتتسبب في انقطاع كبرى أنظمة النقل وأنابيب الغاز والمراكز الطبية وغيرها من مكونات البنية التحتية الحيوية. 

ولفتت الصحيفة إلى أن شركة "ريكوردد فيوتشر"، رصدت خلال العام الماضي 65 ألف هجوم يتعلق ببرامج الفدية في جميع أنحاء العالم.

وتستهدف عصابات برامج الفدية المستشفيات بصورة متزايدة، حيث يراهن المتسللون على أن المديرين التنفيذيين بهذه المؤسسات سيسارعون إلى دفع الفدية لاستعادة تكنولوجيا، إنقاذاً لحياة مرضاهم، "ما يفاقم الضغوط التي يعانيها مقدمو الرعاية الصحية المنهَكين فعلياً بسبب الجائحة".  

وفي مايو الماضي، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي"، من أن استمرار هجمات برامج الفدية على مقدمي الخدمات الطبية والمستجيبين الأوائل "يشكل خطراً على حياة الأفراد، حيث يهدد بتأخير تقديم خدمات الرعاية الطبية".  

وحتى الآن، لم يتم ربط أي حالة وفاة بالهجوم على مستشفى، وعلى رغم ذلك، كشف تحليل إحصائي أجرته وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية عن وجود "أدلة على أن برامج الفدية يمكن أن تودي بالمستشفيات إلى عواقب وخيمة"، وفقاً لما قاله جوشوا كومان، كبير المستشارين التابع لوزارة الأمن الداخلي الأميركية.  

اقرأ أيضاً: