قضى 78 شخصاً على الأقل في خمس ولايات أميركية في وسط وجنوب البلاد السبت، بسبب أعاصير وعواصف اعتبرها الرئيس جو بايدن "مأساة تفوق التصور".
وأحصي سبعون قتيلاً في ولاية كنتاكي وحدها، فيما قضى ثلاثة أشخاص في ولاية تينيسي وشخصان في أركسناو بحسب مسؤولين ووسائل الإعلام المحلية.
وقضى أيضاً شخصان في ايلينوي جراء انهيار مستودع لشركة أمازون، فيما سجلت وفاة واحدة على الأقل في ميزوري.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه تلقى إيجازاً عن الأعاصير المدمرة التي اجتاحت وسط الولايات المتحدة، مضيفاً: "نعمل مع حكام الولايات على تقييم الأضرار وضمان الحصول على ما يحتاجون إليه".
وأشار بايدن على تويتر إلى أن "فقدان أحد، أفراد أسرته في عاصفة مثل هذه مأساة لا يمكن تصورها"، لافتاً إلى استمرار البحث عن ناجين.
واجتاحت أعاصير أربع ولايات هي ميزوري واركنساو وكنتاكي وتينيسي فيما صدرت تحذيرات متعلقة بإيلينوي.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن حاكم كنتاكي آندي بيشير، أن أضراراً لحقت بالعديد من مقاطعات كنتاكي من جراء الإعصار الأقوى على الإطلاق، والرياح المرافقة له والتي تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر.
وفي الليلة ذاتها، اجتاحت عاصفة مستودعاً كبيراً لشركة أمازون في ولاية إيلينوي كان بداخله قرابة 100 موظف، وفق وسائل إعلام محلية.
وقال بيشير: "أخشى أن يكون 50 شخصاً قضوا في كنتاكي، ربما ما بين 70 و100، الأمر مروّع"، مضيفاً أن الإعصار هو "الأشد في تاريخ كنتاكي". كما انهار سقف في مصنع للشموع مسبباً "خسائر بشرية كبيرة" بمدينة مايفيلد، بحسب الحاكم.
انهيار سقف مستودع أمازون
أظهرت تسجيلات بثها العديد من القنوات الإخبارية الأميركية ووسائل التواصل الاجتماعي لمستودع إدواردسفيل أمازون، جزءاً كبيراً من السقف مقتلعاً فيما انهار أحد جدرانه وتناثرت المخلفات في الموقع. وأعلنت شرطة إدواردسفيل في بيان عن "وفيات مؤكدة".
وقال حاكم إيلينوي جي بي برايتزر: "صلواتي لأهالي إدواردسفيل هذا الليل". وأضاف بأن "شرطة ولاية إيلينوي ووكالة إدارة الكوارث تنسقان عن كثب مع المسؤولين المحليين، وسأواصل مراقبة الوضع".
وفي بيان أرسل إلى وسائل إعلام محلية، قال المتحدث باسم أمازون ريتشارد روكا إن "سلامة ورفاه موظفينا وشركائنا أولويتنا القصوى الآن. ندرس الوضع حالياً وسنشارك معلومات إضافية لدى ورودها".
وأكد بيشير أنه "قبل منتصف الليل أَعلنتُ حالة طوارئ"، ونُشر العشرات من عناصر البحث والإنقاذ نشروا في وقت لا تزال الولاية تشهد انقطاعا للتيار الكهربائي.
عواصف تضرب الولايات
وجاء الإعصار في كنتاكي بالتزامن مع عواصف أخرى ضربت ولايات أميركية عدة، بينها ميزوري وأركنساو وكنتاكي وتينيسي، فيما صدرت تحذيرات متعلقة بإيلينوي.
في ولاية أركنساو، قضى شخص وحوصر 20 آخرون بعدما اجتاح إعصار "دار مونيت مانور" للمسنين، وفق وسائل إعلام أميركية، مضيفة أن شخصاً آخر لقي حتفه في مكان آخر بالولاية.
وقال المسؤول في مقاطعة كريجهيد، مارفن داي، لقنوات إخبارية محلية، إن رجال الإنقاذ تمكنوا من إخراج العالقين في المبنى الذي "لحقت به أضرار بالغة".
وفي ولاية تينيسي، لقي شخصان على الأقل حتفهما في حوادث مرتبطة بالعاصفة، بحسب وسائل إعلام محلية عن مسؤول في إدارة الطوارئ.
أسوأ ليالي كنتاكي
ونقلت "واشنطن بوست" عن حاكم كنتاكي قوله، إن عدد الوفيات قد يكون "أعلى بكثير، فالتقارير تجعل القلب ينفطر".
وذكرت الصحيفة أن متحدثة باسم خدمة إدارة الطوارئ بالولاية قالت إن مسؤولي الإنقاذ لم يؤكدوا أرقام الوفيات أو الإصابات حتى وقت مبكر من صباح السبت.
وقال آندي بيشير، في تغريدة على تويتر إنه أعلن حالة الطوارئ في الولاية. معتبراً الليلة الماضية "الأصعب" في تاريخ الولاية بسبب الأعاصير.
إعصار استثنائي
وقال خبراء طقس إن "الإعصار كان طويل الأمد وقوياً، بشكل ليس معتاداً في مثل هذا الوقت من العام"، ورجحوا أن يكون قد شق طريقاً طوله 240 ميلاً".
وأضاف الخبراء أنه "إذا ظل الإعصار على الأرض دون انقطاع، فسيحتل المرتبة الأولى كأطول مسار إعصار في تاريخ الولايات المتحدة، وأول من يعبر أربع ولايات"، بحسب الصحيفة.
وكانت الهيئة الوطنية الأميركية للأرصاد الجوية، أصدرت تحذيرات من الإعصار، مساء الجمعة، في ولايات عدّة بينها أركنسا وتينيسي وميزوري.
وصدر أول تحذير من "إعصار كبير وخطير للغاية" مساء الجمعة، في حين تحركت العاصفة فوق مدينة مونيت لتصل مايفيلد في غضون ساعتين.
خسائر كبيرة
ومزق الإعصار سقف دار رعاية في منطقة مونيت مانور، شمال ولاية أركنساس، وأودى بحياة شخصين، وحاصر عشرات الأشخاص، بحسب قناة "كيه. إيه. آي. تي" التابعة لمحطة "إن. بي. سي" التليفزيونية.
وكشف رادار الطقس حطاماً من الإعصار لأكثر من ثلاث ساعات متتالية، بالإضافة إلى ارتفاعه أكثر من 30 ألف قدم في السماء، بحسب تقرير "واشنطن بوست".
وقال أحد الناشطين في إنقاذ ضحايا العواصف كريس جاكسون، إنه وصل إلى مدينة ما يفيلد، للمساعدة، مساء الجمعة، مؤكداً أنه "رأى جدران المستودعات التجارية، بما في ذلك مصنع الشموع مدمراً تماماً، وفي مستوى الأرض".
وأضاف: "كل شيء من حولنا، بقدر ما يمكن أن نراه، قد دُمر تماماً"، وتابع: "أشارك في عمليات إنقاذ منذ سبع سنوات، هذا بلا شك أسوأ إعصار رأيته على الإطلاق".
شاهد أيضاً: