الصين تسجل أدنى انخفاض لمعدل المواليد منذ 1949

أحد الشوارع في بكين خلال تفشي فيروس كورونا  - 13 يوليو 2020 - REUTERS
أحد الشوارع في بكين خلال تفشي فيروس كورونا - 13 يوليو 2020 - REUTERS
بكين -الشرقوكالات

أظهرت بيانات في الصين، الاثنين، أن معدل المواليد انخفض إلى مستوى قياسي في عام 2021، مواصلاً اتجاهه الهابط الذي دفع بكين العام الماضي، إلى السماح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال.

وألغت الصين سياسة إنجاب طفل واحد التي تتبعها منذ عقود في عام 2016، لترفع الحد إلى طفلين في محاولة لتجنب المخاطر الاقتصادية من تسارع الشيخوخة السكانية، لكن ارتفاع تكلفة المعيشة في المدن جعل الأزواج يحجمون عن إنجاب المزيد من الأطفال.

ومعدل المواليد المسجل في 2021 وهو 7.52 لكل ألف شخص هو الأدنى منذ عام 1949، عندما بدأ مكتب الإحصاءات الوطني تسجيل البيانات، ما يزيد من الضغوط على المسؤولين لتشجيع السكان على الإنجاب.

وتفيد البيانات بأن معدل النمو الطبيعي للسكان في الصين، أي الذي يستبعد الهجرة، بلغ 0.034 بالمئة في 2021، وهو أدنى معدل منذ 1960.

وبلغ معدل المواليد 8.52 للألف في 2020.

تغير المواقف تجاه الإنجاب

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فإن هذا التراجع الحاد في عدد الأطفال حديثي الولادة، يعني أن "عدد السكان في أكبر دولة في العالم سيبدأ على الأرجح في التراجع حتى قبل الموعد المتوقع". 

ونقلت "بلومبرغ" عن رئيس مكتب الإحصاء الوطني، نينج تشيجتشي، قوله في إحاطة صحافية في بكين، الاثنين، إن "تراجع عدد النساء في السن الأمثل للإنجاب، وتغير المواقف تجاه تربية الأطفال، وتأثير كورونا، أسهمت جميعها في انخفاض أعداد المواليد".  

وأضاف: "رغم ذلك، سيستمر عدد السكان الإجمالي عند نحو 1.4 مليار نسمة، مع توقع ميلاد نحو 10 ملايين طفل في السنوات القادمة، مع تفعيل سياسة "الأطفال الثلاثة" الجديدة تدريجياً".  

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن عدد السكان الصينيين في البر الرئيسي، بلغ نهاية العام الماضي 1.41 مليار نسمة، بزيادة 480 ألف نسمة عما كان عليه في نهاية 2020.  

وأضافت أنه "من بين هؤلاء، كان هناك 62.5% في سن العمل، الذي تحدده الصين بأنه بين 16 و59 عاماً، مقارنة بأكثر من 70% قبل عقد من الزمان، ما يبرز التحديات التي تواجهها البلاد مع تقدم سكانها في السن".  

وأشارت إلى أن "هذا الإحصاء يستبعد المواطنين الأجانب في الصين، وسكان هونج كونج، وماكاو، وتايوان".  

مواليد التسعينيات لا يرغبون في الزواج

والأسبوع الماضي، تم حظر خبير اقتصادي مثير للجدل من منصة "ويبو"، الصينية، الشبيهة بتويتر، بعد أن دعا البنك المركزي إلى "طباعة تريليوني يوان (314 مليار دولار) سنوياً، لمدة عقد كامل للمساعدة في تعزيز معدل الخصوبة".  

وذهب رين زيبينج، كبير الاقتصاديين السابق في مجموعة "تشينا إيفرجراند جروب" أبعد من ذلك، حيث قال في مقال، إن "النساء اللاتي ولدن بين عامي 1975 و1985 يجب أن يمثلن المجموعة البؤرية للإنجاب، لأن النساء المولودات منذ تسعينيات القرن الماضي، لا يرغبن حتى في الزواج".  

ورغم ما تعرضت له التصريحات من انتقادات حادة على نطاق واسع باعتبارها مثيرة، إلا أنها ربما تلقي  الضوء على التحديات التي تواجه السلطات الصينية، إذ أدت عقود من ضوابط تحديد النسل الصارمة، والصحوة النسوية، وحالة عدم اليقين التي خلفتها جائحة كوفيد- 19، التي طال أمدها، إلى تغيير مواقف الأجيال الأصغر سناً حيال الحياة الأسرية. 

"تأثير مؤقت"

وكافحت بكين من أجل وقف تراجع معدلات المواليد في البلاد منذ سنوات. بينما أدى تخفيف قيود سياسة "طفل واحد" الصارمة في عام 2013، والسماح لكل أسرة بإنجاب طفلين في 2016 إلى زيادة طفيفة في المواليد، إلا أن تأثير ذلك كان مؤقتاً.  

وبعد انخفاض معدل المواليد في 2020 إلى أدنى مستوياته منذ عام 1961، تمكنت السلطات الصينية في التخلص على نحو فعال من جميع القيود التي كانت مفروضة من قبل على عدد الأطفال الذين يمكن للأسر إنجابهم.  

وتبذل السلطات الصينية الآن جهوداً متنوعة لتسهيل إنجاب مزيد من الأطفال، مثل تقليل نفقات التعليم من خلال القضاء على صناعة التعليم الهادفة إلى الربح بعد وقت المدرسة، وإصدار توجيهات جديدة للحد من عمليات الإجهاض، والبدء في إصلاح قانون معمول به منذ عقد من الزمان لتوفير حماية أفضل لحقوق المرأة.  

كما اتخذت حكومات المقاطعات في جميع أنحاء البلاد عدداً من الإجراءات. ففي نهاية نوفمبر، توصلت 20 مقاطعة على الأقل إلى الإجراءات الخاصة بها لتعزيز الخصوبة، وفقاً لوكالة أنباء "شينخوا" الرسمية، بدءاً من تمديد إجازات الأمومة والأبوة، ووصولاً إلى "تقديم إعانات وتوفير قروض مواليد".  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات