برودة غير مسبوقة.. عاصفة ثلجية تضرب السعودية ومصر وبلاد الشام

جانب من تساقط الثلوج شمالي السعودية - واس
جانب من تساقط الثلوج شمالي السعودية - واس
دبي-الشرق

شهدت عدد دول عربية وشرق أوسطية عواصف ثلجية وتسجيل درجات حرارة منخفضة في الأيام الأخيرة، إذ شهدت المنطقة منخفضاً جوياً قادماً من اليونان وتركيا، وذلك بالتزامن مع دخول موجة قطبية تضرب بعض المناطق في السعودية والأردن ومصر وفلسطين.

وتشير التوقعات إلى اتساع رقعة المناطق المعرضة للثلوج في عدة دولة عربية، إذ توقعت السعودية، التي سجلت درجات حرارة منخفضة بشكل غير مسبوق، ازدياد "التبريد من الخميس إلى السبت على مناطق تبوك والحدود الشمالية والجوف وحائل والأجزاء الشمالية لمنطقة المدينة المنورة لتكون درجة الحرارة الصغرى من درجتين إلى أربع درجات تحت الصفر".

وأشار المركز الوطني للأرصاد بالمملكة العربية السعودية، في سلسلة تغريدات على تويتر، إلى أن "هناك فرصة لهطول الأمطار على مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية"، كما لا يستبعد "تساقط الثلوج على جبل اللوز وعلقان" شمالي البلاد.

وفي نفس السياق، تأثر الأردن بمنخفض جوي يتمركز فوق جزيرة قبرص، مصحوب بكتلة هوائية باردة جداً من أصل قطبي، وتكون الأجواء باردة جداً في أغلب المناطق، بحسب قناة "المملكة" الأردنية.

وبدأ تساقط كثيف للثلوج، مساء الأربعاء، في منطقة القادسية في محافظة الطفيلة، والتي يزيد ارتفاعها عن سطح البحر نحو 1500 متر، وفق القناة الأردنية.

وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي إن "الثلوج بدأت تتساقط مع دخول المنخفض الجوي أجواء الأردن في محافظات الكرك والطفيلة ولواء الشوبك وراس النقب"، مشيراً إلى أن "الطرق هناك سالكة بحذر شديد".

وتوقع المدير التنفيذي لموقع "طقس العرب" محمد الشاكر "تشكل الانجماد أثناء تساقط الثلوج في المناطق الجبلية العالية ليلة الأربعاء-الخميس"، لافتاً إلى "تراكم الثلوج على قمم المرتفعات الجبلية العالية بينها مناطق في عمان، وبأكثر من 20 سم".

كما تأثرت فلسطين بالمنخفض الجوي، إذ أكد مدير عام الأرصاد الجوية الفلسطينية يوسف أبو أسعد، أن "المنخفض الحالي الذي يضرب فلسطين ستصاحبه ثلوج متراكمة فوق المرتفعات الجبلية التي تزيد ارتفاعاتها على 800 متر فوق سطح البحر".

كما توقع أبو سعد "سقوط زخات متفرقة وغزيرة من الأمطار فوق معظم المناطق، مع سقوط الثلوج في ساعات الظهيرة، وتزداد كثافة هطولها في المساء والليل".

المنخفض يتجه شرقاً

وفي شمال القارة الإفريقية، توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، "تحرك المنخفض اتجاه الشرق لتصبح مدن القناة وشمال ووسط سيناء تحت تأثير الأمطار وتستمر هذه الأجواء حتي الساعات القادمة".

وأوضحت الهيئة المصرية في بيان أن "فرص سقوط الأمطار مستمرة علي السواحل الغربية والدلتا"، مؤكدةً أن "درجة الحرارة على القاهرة تبلغ 11 ونقطة الندي 4 وسرعة الرياح 17 عقدة".

أما في القارة الأوروبية، عادت الحياة إلى طبيعتها في اسطنبول، الأربعاء، بعد أن ضربت عاصفة ثلجية شديدة شرق البحر المتوسط وما زالت تشل الحركة في أثينا، ما دفع رئيس الوزراء اليوناني إلى تقديم اعتذار.

وأعلن مطار اسطنبول الدولي، الأكثر نشاطاً في أوروبا في عام 2021، والذي يشهد أكثر من ألف رحلة يومياً، وشلت حركة الملاحة فيه الاثنين، إعادة فتح مدرجين من مدارجه الثلاثة، على أن يفتح الأخير بعد الظهر.

وبحسب بيان للسلطات التركية، فإن "681 رحلة مبرمجة الأربعاء"، وتمكنت خدمة النقل بين المطار ووسط اسطنبول من استئناف عملها بشكل طبيعي.

وفي اليونان، بقيت حركة المرور معلقة لليوم الثالث على التوالي، ولا سيما على الطريق الدائري حول أثينا، كما لا يزال تأمين الكهرباء مضطرباً بسبب تساقط الثلوج بكثافة.

وعملت قوات الجيش والشرطة وأجهزة الدولة التركية، الأربعاء، على تحاول تحرير مئات المركبات المتوقفة بعد أن تركها أصحابها ليل الاثنين الثلاثاء.

مركبات عالقة على طريق سريع بعد تساقط الثلوج بغزارة في اسطنبول، تركيا. 25 يناير 2022. - REUTERS
مركبات عالقة على طريق سريع بعد تساقط الثلوج بغزارة في اسطنبول، تركيا. 25 يناير 2022. - REUTERS

اعتذار لليونانيين

ودفعت الفوضى رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى تقديم "اعتذارات شخصية وصادقة" واعداً بـ"استخلاص الدروس" مما حصل.

وأشارت النقابات في العاصمة أثينا إلى نقص الموارد المناسبة لمثل هذه الأوضاع.

ووسط هذه الظروف، قدم فاسيليس هالكياس الرئيس التنفيذي للشركة الخاصة التي تشرف على طريق أتيكي أودوس الدائري، استقالته مساء الثلاثاء، ووعدت الشركة التي قدمت اعتذارات بتعويض بقيمة 2000 يورو عن الأضرار التي لحقت بسائقي السيارات الذين تقطعت بهم السبل على الطريق السريع.

لكن الوضع أكثر تدهوراً على الطرقات الفرعية، وفي جهود إعادة خطوط الكهرباء، وندد السكان بإهمال السلطات.

وأوضح جورج أداميديس مسؤول النقابة في شركة الكهرباء العامة أن "الموظفين يتفقدون المنشآت سيراً على الأقدام لكن الآلات لا تستطيع الوصول إليها".

وقالت امرأة تقيم في أليموس، إحدى ضواحي أثينا الجنوبية المحرومة من التيار الكهربائي، لقناة ستار تي في "لم ننم طوال الليل من شدة البرد حتى أننا لا نشعر بأصابع يدينا وقدمينا".

أشخاص يشقون طريقهم في ميدان
أشخاص يشقون طريقهم في ميدان "سينتاجما" بعد تساقط الثلوج بغزارة في أثينا، اليونان. 26 يناير 2022 - REUTERS

شلل الحركة

في اسطنبول أيضاً، تعرضت إدارة الأزمة في المطار الكبير الحديث الذي تم تدشينه في عام 2019، ليحل مكان مطار أتاتورك، لانتقادات شديدة.

وتقطعت السبل بمئات الركاب في صالة الوصول، الذين لم يتمكنوا من الصعود إلى طائراتهم أو العودة إلى المدينة، وأجبروا على النوم على الأرض وسط البرد، واشتكوا من نقص المعلومات والدعم اللوجستي من سلطات المطار والخطوط الجوية التركية.

وظل مطار صبيحة، ثاني مطارات اسطنبول على الضفة الآسيوية، الأقل عرضة للأحوال الجوية، مفتوحاً خلال العاصفة.

وفي عام 2021، استقبل مطار اسطنبول هافاليماني 37 مليون مسافر وفقاً لوزارة النقل التركية، ما جعله أول مطار في أوروبا يؤمن رحلات مع آسيا الوسطى والشرق الأوسط وإفريقيا.

تصنيفات