المغرب.. استمرار عمليات إنقاذ الطفل ريان العالق في بئر منذ يومين

جانب من عمليات الحفر بجانب البئر الذي سقط فيه الطفل المغربي ريان في ضواحي مدينة شفشاون، المغرب - 4 فبراير 2022 - الشرق
جانب من عمليات الحفر بجانب البئر الذي سقط فيه الطفل المغربي ريان في ضواحي مدينة شفشاون، المغرب - 4 فبراير 2022 - الشرق
الرباط/ دبي -وكالاتالشرق

تواصلت الجمعة، جهود فرق الإنقاذ لانتشال طفل عالق في بئر منذ أكثر من 36 ساعة في المغرب، في سباق مع الزمن يخطف أنفاس السكان، فيما تم مده بالماء والأكسجين عبر أنابيب، وفق ما أفادت السلطات المحلية.

وسقط الطفل ريان البالغ من العمر 5 سنوات بشكل عرضي ليل الثلاثاء في بئر جافة يبلغ عمقها 32 متراً لكنّ قطرها ضيق يصعب النزول إليه، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، وفق ما أوضحت وسائل إعلام محلية.

وأفاد مراسل "الشرق"، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بتوقف عمل الجرّافات، وبدء عمليات الحفر اليدوي أفقياً عند مستوى قعر البئر، حيث يتوقع تثبيت قنوات تستخدم في الصرف الصحي لضمان عدم انهيار التربة والوصول إلى الطفل ريان لإنقاذه.

وقال خالد ورام، والد الطفل ريان لـ"الشرق"، صباح الجمعة،: "ابني لا يزال على قيد الحياة، وقد تمكن من الأكل والشرب اليوم"، مؤكداً أن عملية إنقاذ الطفل ريان "قد تُكلل بالنجاح خلال وقت قريب جداً"، مضيفاً: "فرق الإنقاذ لم تنم منذ 3 أيام وليالٍ ونرجو أن توفق في إخراج ريان".

وكانت فرق الإنقاذ استمرت في عمليات الحفر بجانب البئر، بعد فشل عدد من محاولات النزول إليه لإنقاذ الطفل، نظراً لضيق البئر.

وعملت 6 جرّافات بشكل متواصل وبحذر، إذ ترمي العملية للوصول إلى عمق 30 متراً ثم حفر نفق أفقي نحو البئر يمكن من خلالها انتشال الطفل، دون تعريضه للخطر بانهيار التربة.

وقال مسؤولون بالوقاية المدنية المغربية لـ"الشرق"، إنه لم تتبقَّ سوى 5 أمتار، إذ يستغرق حفر كل متر  نحو ساعة أو أكثر، وهو ما يعني أن عملية الحفر قد تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.

وأكد مراسل "الشرق" أن الطفل ريان ما زال يتنفس، وهو تحت مراقبة متواصلة من قبل عناصر الوقاية المدنية من خلال كاميرات أسفل البئر.

وقالت وسائل إعلام محلية الخميس إن الطفل حصل على الطعام والماء من خلال إنزاله إليه باستخدام حبل.

عملية معقدة

وأفادت وكالة الأنباء المغربية الرسمية مساء الخميس، بأن أعمال الحفر الجارية لإنقاذ الطفل ريان بلغت إلى عمق يصل إلى أزيد من 25 متراً بحضور مهندس وتقنيين طبوغرافيين.

ونقلت الوكالة عن عبد الهادي الثمراني، وهو عضو لجنة إنقاذ الطفل ريان التي استحدثتها السلطات المحلية، قوله إن "أشغال إنجاز حفرة موازية للبئر بلغت مع بداية مساء الخميس أزيد من 25 متراً"، موضحاً أن "الأشغال تتقدم بشكل حثيث لكن بكثير من الحذر لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة".

وأوضح أن عملية الحفر تتواصل بحضور مهندس وتقنيين طبوغرافيين حتى عُمق 32 متراً، قبل الشروع في حفر فجوة أفقية بين الحفرة والبئر لانتشال الطفل ريان.

وبحسب وكالة الأنباء المغربية، فإن عمليات الحفر تواجه صعوبات كبيرة أبرزها طبيعة التربة الرملية الهشّة في بعض الطبقات والصخرية في طبقات أخرى، ما يثير مخاوف من انهيار الأتربة على المنقذين وعلى الطفل نفسه.

وفي وقت سابق الخميس، أفادت الوكالة بأن مروحية طبية تابعة للدرك الملكي وصلت إلى المكان لنقل الطفل بمجرد انتشاله من البئر إلى أقرب مستشفى لتلقي العناية الطبية اللازمة، فيما تم وضع سيارة إسعاف بطاقم طبي متخصص في الإنعاش على أهبة الانطلاق.

"ابتلعته الأرض"

وقالت والدة الطفل ريان لوسائل الإعلام المحلية الخميس إن ريان اختفى بعد ظهر الثلاثاء، مضيفةً أن أفراد الأسرة لم يستطيعوا العثور عليه "وكأن الأرض انشقت وابتلعت جسده".

وأضافت: "بحثنا هنا وهناك، حتى سمعنا صوتاً قادماً من أسفل البئر، فربطنا هاتفاً بحبل وأنزلناه إلى البئر، ليظهر لنا عبر كاميرا الهاتف أن ريان عالق ويطلب النجدة".

وأشارت وكالة الأنباء المغربية إلى أن الطفل قضى ليلته الأولى في قعر البئر وهو يقاوم العطش ونقص الأكسجين، قبل أن تصل عناصر الوقاية المدنية التي أوصلت له إمدادات الماء والطعام والأكسجين.

وأثار الحادث اهتماماً واسع النطاق في مواقع التواصل الاجتماعي وترقباً كبيراً لعمليات الإنقاذ، إذ تصدر وسم "أنقذوا ريان" قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في المغرب عبر تويتر الخميس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات