شيّع العشرات ظهر الاثنين، جثمان الطفل ريان، بمسقط رأسه في مدينة شفشاون شمال المغرب، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
وتوفي الطفل ريان، مساء السبت، بعد 5 أيام من محاولات إنقاذه، إثر سقوطه داخل بئر عميقة في شفشاون.
وخصّصت السلطات المغربية طائرة خاصة لنقل جثمان الطفل ريان من العاصمة الرباط إلى الإقليم، كما منعت وصول السيارات بسبب ضيق المساحة، ما دفع المواطنين إلى السير على الأقدام مسافة تقترب من 8 كيلو مترات، بحسب موقع "هسبريس" المحلي.
وتصدّر وسم الطفل ريان مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية كافة، وأنحاء كثيرة من دول العالم، وتدفق سيل من الرسائل بجميع اللغات، من المغرب العربي إلى العراق واليمن وفرنسا والولايات المتحدة، للتعزية في فقدان الصبي.
ونعى عدد من الحكام والمسؤولين ومشاهير العالم الطفل ريان، بالإضافة إلى عدد من أندية كرة القدم العالمية والعربية.
وأجرى الملك محمد السادس اتصالاً هاتفياً بوالديه للتعزية، كما تقّدم رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش بالتعازي والمواساة لعائلته.
جهود الإنقاذ
وسقط ريان البالغ من العمر 5 سنوات، بشكل عرضي ليل الثلاثاء في بئر جافة قطرها ضيّق ويصعب النزول إليه، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون.
واحتاجت فرق الإنقاذ إلى خمسة أيام للوصول إلى الطفل، فقد كان عليهم أولاً حفر شق عميق ضخم ثم نفق أفقي. وقد تباطأ تقدمهم بشكل كبير بسبب طبيعة التربة، حيث إن بعض الطبقات صخرية وأخرى رملية جداً.
وعملت فرق الإنقاذ على تزويد الطفل بالماء والطعام والأكسجين خلال الأيام الأخيرة، ولكنها لم تتأكد من أنه استعملهما.
وتمّ إخراج جثمان الطفل، مساء السبت، وسط تكبيرات جمهور من المواطنين الذين ظلوا محتشدين في مكان الحادث، في أجواء جنائزية رهيبة تحت أضواء كاشفة.
وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر لانتشال الطفل، لكن قطرها الضيق "الذي لا يتجاوز 45 سنتيمتراً" حال دون ذلك.
وجرى التفكير أيضاً في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليتم العمل على حفر نفق موازٍ وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.