"الدفع أو الحرق".. رسالة "المافيا الرابعة" للشركات الإيطالية

منتجع شاطئي دُمر في حريق متعمد في فوجيا بإيطاليا أواخر يناير الماضي - wsj.com
منتجع شاطئي دُمر في حريق متعمد في فوجيا بإيطاليا أواخر يناير الماضي - wsj.com
دبي-الشرق

يتعرّض رجال الأعمال في مقاطعة "فودجا" في إقليم بوليا جنوب إيطاليا، لعمليات ابتزاز من قبل عصابات مافيا محلية، ما أدى إلى سلسلة هجمات غير مسبوقة مؤخراً، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة الأميركية في تقرير، السبت، نقلاً عن بيانات جمعية مكافحة الابتزاز في فودجا، وهي جمعية تأسست في يناير الماضي لدعم رواد الأعمال في المقاطعة، إلى أن هناك 14 متجراً وشركة تعرّضت لهجمات بالقنابل أو الحرق المتعمد منذ بداية هذا العام فقط.

وقال أليخاندرو زيتو، رئيس جمعية مكافحة الابتزاز، للصحيفة، إن هجمات المافيا تتبع غالباً نفس السيناريو، إذ يتلقى رجال الأعمال طلباً من هذه العصابات للحصول على أموال مقابل توفير الحماية، وفي حال تجاهل طلب العصابات أو إبلاغ الشرطة، يقدم عناصرها على إحراق أو تفجير شركاتهم في غضون أسابيع قليلة.

بقايا منشأة تخزين أضرمت فيها النيران في أغسطس 2021 في سان سيفيرو، إيطاليا - www.wsj
بقايا منشأة تخزين أضرمت فيها النيران في أغسطس 2021 في سان سيفيرو، إيطاليا - wsj

وقالت الصحيفة، إن موجة العنف هذه تشير إلى محاولة عصابات المافيا في فودجا "إعادة ترسيخ نفوذها"، وذلك بعد حملة أمنية شنتها السلطات الإيطالية خلال السنوات الأخيرة، أسفرت عن اعتقال المئات من رجالها.

وغالباً ما يُشار إلى رجال العصابات الموجودين في فودجا، الذين يمارسون أنشطتهم في المقاطعة منذ 3 عقود، باسم "المافيا الرابعة"، وذلك لأن عصابتهم أصغر وأقل شهرة من عصابات "كوزا نوسترا" الموجودة في صقلية، و"ندرانجيتا" في كالابريا، و"كامورا" في نابولي، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن كبير المدعين العامين في فودجا، لودوفيكو فاكارو، قوله إن "عدد المحاكمات الجنائية في فودجا زاد إلى أكثر من 12 ألفاً، مقارنة بـ9700 قبل 4 سنوات، ويُعزى الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى حملة السلطات ضد العصابات".

مدخل محترق لأحد المتاجر المحلية جراء هجوم بقنبلة في منطقة حول فودجا - wsj.com
مدخل أحد المتاجر المحلية في منطقة حول فودجا بعد احتراقه جراء هجوم بقنبلة- wsj

مقاطعة فقيرة

وعلى الرغم من أن بوليا يعد أحد الأقاليم الأكثر ثراءً في جنوب إيطاليا، فإن مشكلات المافيا في فودجا، جعلتها واحدة من أفقر مقاطعات بوليا، بحسب الصحيفة.

وتبلغ نسبة البطالة في فودجا 25%، وهي واحدة من أعلى المعدلات في إيطاليا، وتقريباً ضعف النسبة في بقية مقاطعات بوليا، كما أن كثيراً من الناس لديهم وظائف موسمية فقط في السياحة أو حقول الطماطم والقمح الكبيرة.

وغالباً ما يهاجر شباب فودجا إلى شمال إيطاليا الأكثر ثراءً أو إلى الخارج، ولذا فإنه على مدار العشرين عاماً الماضية، انخفض عدد سكان فودجا بنسبة 13% إلى 600 ألف نسمة.

ونقلت الصحيفة عن أنطونيو لارونجا، قاضي التحقيقات في فودجا، ومؤلف كتاب عن المافيا المحلية، قوله إنه "لطالما كانت عمليات الابتزاز هي الدعامة الأساسية لرجال العصابات المحلية، لدرجة أنه كان يُعتقد حتى وقت قريب أن 80% من رجال الأعمال في فودجا يدفعون أموالاً للعصابات للتمتع بالحماية، وقلة منهم فقط تبلغ الشرطة".

وأضاف لارونجا أن "المافيا الرابعة"، تُهرّب معظم مخدر الماريجوانا الذي يدخل إيطاليا، عبر ألبانيا، وكثيراً ما يسرق رجالها المسلحون ببنادق كلاشينكوف عربات الأمن على الطرق السريعة.