أفادت وكالة "رويترز" بأن الانقلاب العسكري الذي شهدته ميانمار، وإعلان الجيش حالة طوارئ، أثارا مخاوف في الصين المجاورة بشأن إمدادات المعادن، في ظل ارتفاع أسعار القصدير والنحاس والأتربة النادرة.
وتطرقت الوكالة إلى تدفق السلع التجارية من ميانمار إلى الصين، أبرز مستهلك للمعادن في العالم، مشيرة إلى أن ميانمار هي ثالث أبرز مصدر للقصدير في العالم، وفقاً لـ"رابطة القصدير الدولية".
القصدير
وفي عام 2020، استحوذت ميانمار على أكثر من 95% من واردات الصين من مكثفات القصدير، التي تستخدمها مصانع الصهر في إنتاج القصدير المكرر، من أجل لحام اللوحات الدائرية الكهربائية.
ويبلغ الاعتماد الإجمالي للصين على الواردات نسبة 30-35%، علماً بأن الشحنات من ميانمار، المتاخمة لمقاطعة يونان، معقل صهر القصدير في الصين، تراجعت بنسبة 13.5% العام الماضي، نتيجة فيروس كورونا المستجد.
وأشارت رابطة القصدير الدولية إلى أن الإقليم الرئيس لتعدين القصدير في ميانمار، هي منطقة وا العرقية المتمتعة بحكم ذاتي، قرب الصين، والتي تعمل بشكل منفصل عن الحكومة المركزية، لافتة إلى أنها لم تتأثر بالانقلاب، ولا تزال الشحنات ممكنة، ومضيفة أن الصادرات ثابتة في فبراير الجاري.
ورجحت أن تقلل المناجم في جنوب ميانمار إنتاجها، وأن تُضطر في النهاية إلى تجميد عملياتها، بعد قطع إمدادات التعدين الصينية، التي تدخل من معبر "رويلي" الحدودي شمالاً. واستدركت أن هذه المناجم لا تشكّل سوى نحو 20% من الإنتاج.
الأتربة النادرة
تُعتبر الصين أبرز منتج للأتربة النادرة في العالم، وهي مجموعة من 17 معدناً تُستخدم في الإلكترونيات الاستهلاكية والمعدات العسكرية.
ونقلت "رويترز" عن راين كاستيّو، المدير الإداري لمؤسسة "Adamas Intelligence"، المتخصصة في المعادن، قوله إن الصين اعتمدت على ميانمار في نحو نصف مكثفاتها من الأتربة النادرة الثقيلة، في عام 2020.
وأضاف أن ذلك يجعل ميانمار "مورّداً مهماً جداً... للمواد الأولية التي تُعتبر مكوّنات أساسية في المغناطيس الدائم عالي القوة لمحركات الجرّ في السيارات الكهربائية، وموّلدات طاقة الرياح، والروبوتات الصناعية ومجموعة واسعة من التطبيقات المتصلة بالدفاع".
ولا مؤشرات الآن على اضطراب في هذا الصدد، إذ تخضع مناجم الأتربة النادرة في ميانمار لسيطرة جماعات مستقلة. لكن الاختبار سيأتي بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، التي تبدأ في نهاية هذا الأسبوع. وقال كاستيّو: "عندما تعود الصناعة الصينية إلى العمل في مارس، ستكون الإمدادات المستقرة والوافرة من ميانمار، أكثر أهمية من أي وقت".
النحاس
أفادت المجموعة الدولية لدراسة النحاس بأن ميانمار احتلت المرتبة 18 في العالم بإنتاج النحاس، في عام 2019، مشيرة إلى أن كل إنتاجها جاء من مشروعين تقودهما شركة "Wanbao Mining" الصينية، التابعة لمؤسسة "Norinco" الدفاعية المملوكة للدولة في بكين.
وبلغت شحنات كاثود النحاس المكرر إلى الصين 108584 طناً في عام 2020، وهي بالكاد تحدث انخفاضاً في الواردات القياسية، البالغة 4.5 مليون طن من كل البلدان، ما يعني أن أي اضطراب لن يكون جوهرياً، وفق "رويترز".
والنحاس المُستخرج من مناجم ليتبادونغ وسابيتونغ وكيسينتونغ في مونيوا، شمال وسط ميانمار، قابل للتسليم في بورصة لندن للمعادن، وهو بالتالي مصدر إمداد لأسواق دولية أخرى.
وأفاد موقع "إيراوادي" الإخباري بأن نحو 300 من عمال مناجم النحاس في مونيوا، امتنعوا عن العمل في 5 فبراير، احتجاجاً على الانقلاب. لكن مصدراً صينياً شدد على أن العدد أقلّ، ولم يمسّ الإنتاج، وفق "رويترز".