بعد تصريحه الأخير عن بوتين.. أبرز "زلات لسان" بايدن

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقائه كلمته في القلعة الملكية في وارسو -  26 مارس 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقائه كلمته في القلعة الملكية في وارسو - 26 مارس 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

تتسبب كلمات قليلة أحياناً في إحداث ضرر على الآخرين أو إحراجهم، إلا أن زلات اللسان التي تخرج من أفواه رؤساء دول وقادة، من الممكن أن تؤدي إلى إرباك علاقات دولية أو أن تتسبب بإحراج كبير لصاحب الزلة ترافقه طوال تاريخه السياسي.

هذا ما حدث تحديداً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سقط في هفوة لفظية خلال تصريحه الأخير بشأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة البولندية وارسو، وأثار ضجة عالمية كبيرة.

"بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل (بوتين) أن يبقى في السلطة"، 10 كلمات قالها بايدن عن الغزو الروسي لأوكرانيا في كلمة ألقاها في وارسو، خلال ختام جولة دبلوماسية أوروبية استمرت 3 أيام، دفعت إدارته للإسراع إلى التوضيح وتجنب إرباك الجهود الدولية لإنهاء الحرب في كييف.

إبعاد بوتين عن السلطة

اعتبر محللون أميركيون كبار أن كلمات بايدن العشرة "تمثل دعوة لإبعاد بوتين عن السلطة، ما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات الهزيلة بين واشنطن وموسكو، وإلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا".

الرئيس الأميركي الديمقراطي الذي تولى منصبه خلفاً للجمهوري دونالد ترمب -المعروف أيضاً بزلات لساه وخروجه عن النص- في 2020، يتمتع بخبرة كبيرة في السياسة الخارجية، وكثيراً ما روج لعلاقاته مع قادة العالم وقدرته على التوصل إلى تسوية دبلوماسية، إلا أنه بات معروفاً عبر التاريخ بزلات لسانه وعدم قدرته على إخفاء مشاعره وأفكاره أمام الصحافة ما عرّضه لكثير من الأحيان إلى السخرية.

ومع الضجة القائمة بشأن تصريحه الأخير، نستعرض أبرز زلات لسان بايدن التي تسببت بإحراج كبير للبيت الأبيض في كثير من المواضيع الداخلية والخارجية، بينها نسيان بعض الأسماء والألقاب وحتى وظائف بعض معاونيه.

"أيرلندي.. لكني لست غبياً!"

في 17 مارس، وتحديداً أثناء حفل الكابيتول بيوم "سان باتريك" أطلق بايدن الذي يفتخر بجذوره الأيرلندية القوية، العنان لعاصفة من الغضب في الأوساط الأيرلندية حيث قال: "أبي، قبل أن أبدأ، باركني.. قد أكون أيرلندياً، لكنني لست غبياً".

وجاء بيان بايدن الذي تم إدانته على نطاق واسع خلال خطاب ألقاه على هامش مأدبة الغداء السنوية لأصدقاء أيرلندا في مبنى الكابيتول لإحياء "يوم القديس باتريك".

هاريس.. السيدة الأولى!

في 16 مارس الجاري، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمته في يوم المساواة بالأجور في البيت الأبيض "عن طريق الخطأ"، إلى نائبته كامالا هاريس بأنها "السيدة الأولى"، بينما استمر في المزاح لتغاضي الإحراج.

وقال بايدن (79 عاماً): "حدث تغيير طفيف في ترتيب من يقف على المنصة بسبب إصابة زوج السيدة الأولى بكورونا" وكان يقصد دوج إمهوف، زوج نائبته.

وعلى الفور، أشار إليه بعض الأشخاص بأن قوله يعني أنه هو الشخص الذي جاءت نتيجة اختباره إيجابية، فرد الرئيس: "هذا صحيح.. إنها بخير"، بينما غرقت الغرفة بأكملها في الضحك ليصحح بعد ذلك المعلومة.

والعام الماضي، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بزلة لسان بايدن عندما أشار بالخطأ إلى نائبته كامالا هاريس بـ"الرئيس هاريس".

الشعب الإيراني.. الأوكراني

وفي أول خطاب لبايدن حول "حال الاتحاد" أمام الكونجرس، الذي ألقاه في 2 مارس الجاري، علّق الكثير من رواد مواقع التواصل، على ما وصفوه بـ"زلة لسان" الرئيس الأميركي، أثناء حديثه عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال: "بإمكان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تطويق كييف بالدبابات، ولكنه لن يحصل أبداً على قلوب وأرواح الشعب الإيراني" بدلاً من "الشعب الأوكراني".

إهانة مراسل بالبيت الأبيض

وفي يناير الماضي، ضُبط بايدن وهو يشتم صحافياً في شبكة "فوكس نيوز"، واصفاً إياه بأنه "ابن ساقطة غبي"، على هامش جلسة لالتقاط الصور في البيت الأبيض.

وبينما كان الصحافيون يهمّون بالمغادرة سأل مراسل شبكة "فوكس نيوز" المفضلة لدى المحافظين، الرئيس بايدن إن كان التضخم يشكل عبئاً سياسياً قبل الانتخابات النصفية.

ورد بايدن الذي لم يكن على الأرجح يعلم أن ميكروفونه لا يزال مفتوحاً بتهكم "إنه ميزة عظيمة، المزيد من التضخم"، قبل أن يُسمع، وهو يتمتم "يا له من ابن ساقطة غبي".

ونشرت مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" كايتي روجرز على حسابها في "تويتر" صورة مأخوذة من محضر الجلسة تظهر ورود الشتيمة التي أطلقها بايدن.

"هذا الزميل".. موريسون

وفي سبتمبر الماضي، أثار الرئيس الأميركي سخرية الأستراليين بعدما نسي اسم رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، خلال إعلان التحالف الأمني الجديد بين واشنطن وكانبرا ولندن، حسب ما ذكرت صحيفة "بولتيكو" الأميركية التي وصفت موقف بايدن بـ"الزلة".

وقال بايدن، خلال كلمته في القمة الافتراضية: "أود أن أشكر الزميل في أستراليا، شكراً يا صديقي، أقدّر لك ذلك سيادة رئيس الوزراء"، وذلك عندما كان محاطاً بشاشات تبث صور رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وموريسون.

وقال بايدن لرئيس الوزراء البريطاني: "شكراً لك، يا بوريس"، قبل أن يلتفت إلى الشاشة التي تعرض صورة موريسون ليقول: "وأريد أن أشكر هذا الزميل في أستراليا".

وأدّى تصريح بايدن إلى ظهور وسم "الزميل الأسترالي" (ThatFellaDownUnder#)، ليصبح الأكثر تداولاً على "تويتر" في أستراليا.

بوتين أم ترمب؟

وفي المباحثات التي جمعت الرئيس الأميركي بنظيره الروسي في جنيف يونيو الماضي، كان بايدن على وشك أن ينادي بوتين باسم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال المؤتمر الصحافي، لكنه تدارك الموقف.

ووفقاً لشبكة "فوكس نيوز"، تعرض بايدن لزلات لسان أخرى في الفترة نفسها، لا سيما أنه خلط ما بين ليبيا وسوريا أكثر من مرة.

بايدن معروف بزلات لسانه العديدة، حتى أنه حصل على لقب "آلة الزلات"، لكن الأوساط السياسية الأميركية أعربت عن قلقها بشأن صحة وسلامة أكبر رئيس للولايات المتحدة عمراً، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

تصنيفات