أيسلندا "واحة الأمان" تشهد سلسلة أعمال عنف من عصابات إجرامية 

ضباط شرطة يحاكون عملية توقيف خلال تدريب في ريكيافيك، أيسلندا - 22 مارس 2022.  - AFP
ضباط شرطة يحاكون عملية توقيف خلال تدريب في ريكيافيك، أيسلندا - 22 مارس 2022. - AFP
ريكيافيك  - أ ف ب

تشهد أيسلندا التي لطالما عُرفت بـ"الدولة الأكثر سلمية في العالم" عمليات إطلاق نار واعتداءات عدة مرتبطة وفق الشرطة بعصابات إجرامية، ما أدى خلال الأشهر الماضية، إلى زعزعة الهدوء المعتاد في الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 375 ألف نسمة.

واعتادت أيسلندا، وهي في طليعة ترتيبات مؤشر السلام العالمي منذ إدراجها في التصنيف عام 2008، على الأحداث المرتبطة بالجرائم في الروايات البوليسية أكثر منها في أرض الواقع.

ويقول عالم الاجتماع هيلكي جونلوجسن لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الأسلحة النارية ترمز عند الأيسلنديين إلى الرياضة أو الصيد".

وأضاف: "لكن في المخيلة الجماعية، من الغريب جداً استخدام السلاح لحماية نفسك أو لاستهداف أحد الأشخاص".

وفيما سُجلت فقط 4 جرائم قتل بأسلحة نارية منذ عام 2000 في الدولة الجزرية، وقعت في أكثر من سنة بقليل، 4 عمليات إطلاق نار أسفرت إحداها عن وفاة شخص.

وفي فبراير 2021، أثار اغتيال رجل بـ9 رصاصات أمام منزله في أحد أحياء العاصمة ريكيافيك السكنية صدمة لدى الأيسلنديين. وأفادت الشرطة بأنّ الاغتيال مرتبط بعصابات الجريمة المنظمة.

وأشارت المتخصصة في علم الجرائم مارجريت فالديمارسدوتير إلى أنّ "الجماعات الإجرامية في أيسلندا تصبح أكثر تنظيماً".

وأضافت أنّ "صلاتها بالجماعات الدولية تزداد أكثر مما لاحظناه سابقاً، ما يمثل تحدياً لقوات الشرطة لدينا".

وفي فبراير، انتهى نزاعان فرديان بين أشخاص أُدينوا سابقاً على خلفية عملية تهريب مخدرات، بعمليتي إطلاق نار وقعتا في وسط المدينة بفارق يومين بينهما.

وقال مفوض وحدة النخبة في الشرطة الأيسلندية رونولفور ثورهالسن: "اعتدنا أن نقول إنّ الأمر يستغرق من 5 إلى 10 سنوات لنرى في أيسلندا ما تشهده بلاد أوروبية أخرى"، مضيفاً أنّ "الموضوع حتماً يقلقنا".

شرطة غير مسلّحة

وأيسلندا هي إحدى الدول القليلة في العالم التي لا تحمل شرطتها السلاح أثناء أداء مهامها الرسمية.

وعلى الرغم من ذلك، جُهّزت منذ نهاية عام 2015 سيارات الدوريات بمسدسات توضع داخل خزائن مخصصة، في إجراء اعتُمد بعد اعتداءي أوسلو وأوتويا عام 2011.

وحدها قلة من الشرطيين التابعين لفرقة الفايكينج، وهي إحدى وحدات النخبة في الشرطة، يبقون مدججين بالسلاح بصورة مستمرة، إذ يرتدون سترات واقعية من الرصاص، ويحملون أسلحة نصف آلية وحتى دروعاً باليستية.

وأُطلقت هذه الوحدة عام 1982، وتمثل مهامها الرئيسية مساندة الشرطة الوطنية عند الإبلاغ عن وجود أسلحة في مكان من البلاد، ومنذ عام 2014، تضاعف عدد عمليات تدخلها بنحو 6 مرات.

وأضاف ثورهالسن: "نلاحظ اتجاهاً يتمثل في أنّ الأشخاص في عالمنا الإجرامي باتوا أقل تردداً في استخدام الأسلحة، ويلجأون إلى السكاكين أكثر من استعمالهم الأسلحة النارية"، مشيراً إلى أنّه لا يملك المعطيات الكافية لشرح الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.

وفيما لم يؤخذ موضوع تسليح قوات الشرطة كلّها في البلاد بجدية، تخطط وزارة الداخلية لتزويد الشرطة بمسدسات صاعقة كهربائية.

واعتبر رئيس الرابطة الوطنية لضباط الشرطة فيولنر سايمندسن أنّ هذه الأسلحة ستساعد الشرطيين لكنّ عملهم يتطلّب مزيداً من الوسائل.

وتشير الهيئة الإحصائية الأوروبية "يوروستات" إلى أنّ أيسلندا التي تضم 682 شرطياً بحسب أرقام عام 2021، تسجّل أدنى الأرقام نسبياً في أوروبا بعد فنلندا، مع مستوى أقل تقريباً بمرتين من المتوسط الأوروبي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات