"سي إن إن+" ضحية إعادة هيكلة واسعة في "وارنر برذرز ديسكفري"

إعلان لخدمة "سي إن إن+" بمانهاتن والتي أعلن عن إغلاقها بعد 3 أسابيع على إطلاقها - 21 إبريل 2022 - AFP
إعلان لخدمة "سي إن إن+" بمانهاتن والتي أعلن عن إغلاقها بعد 3 أسابيع على إطلاقها - 21 إبريل 2022 - AFP
دبي-الشرق

كشفت شركة "وارنر براذرز ديسكفري" العملاقة المتخصصة في مجال الترفيه وخدمات الوسائط الرقمية عن إعادة هيكلة واسعة في فريق عملها دولياً استعداداً لإطلاق خدماتها لتعزيز قدرتها على المنافسة مع منصات البث الدولية الأخرى.

وتضمنت تلك الخطوات إغلاق خدمة "سي إن إن+" التي كانت تعول عليها الشبكة في دخولها إلى عالم البث التدفقي بعد أقل من شهر على إطلاقها.

وذكرت مجلة "فاريتي" الأميركية أن الفريق الجديد سيكون تحت قيادة جيرهارد زايلر، الرئيس الجديد لشركة "وارنر براذرز ديسكفري إنترناشيونال" المنبثقة عن الكيان المندمج حديثاً بين شركتي "ديسكفري" مع "وارنر ميديا"، تمهيداً لانطلاق الشركة على مستوى دولي.

وحدد زايلر في مذكرة تم إرسالها إلى فريق العمل، واطلعت عليها "فاريتي"، 10 مسؤولين سيشرفون على مختلف المناطق والمسؤوليات مع الظهور العالمي للكيان المندمج حديثاً. 

وقال زايلر: "تتمتع أعمالنا الدولية المشتركة بنطاق كبير ومحفظة متنوعة جغرافياً وعبر خطوط أعمال منوعة". 

وأوضح أن الشخصيات التي وقع الاختيار عليها لقيادة الخدمات الإقليمية للشركة العالمية "تعكس حجم وتعقيد الأعمال التي من شأنها زيادة التركيز على الأسواق الرئيسية". 

وقال زايلر: "ينتج عن هذا تقسيم جغرافي مختلف عن حالة ما قبل الاندماج ما سيسمح أيضاً لكل من القادة الإقليميين بتقييم فرص النمو والكفاءة بشكل أسرع ودمج الشركتين بسرعة". 

"قرارات صعبة" 

وقال زايلر إن إعادة الهيكلة تنطوي على "قرارات صعبة للغاية"، مضيفاً: "يجب أن تفخر وارنر ميديا وديسكفري بالقادة الذين طوروا أعمالهما على مر السنين".  

وأضاف: "إن قراراتنا هي نتيجة لعملية مدروسة لضمان أن يعكس فريق القيادة اتساع نطاق الخبرة والموهبة عبر الشركتين. لم يكن أي من هذه القرارات سهلاً". 

وضمن خطوات إعادة الهيكلة، قررت "وارنر براذرز ديسكفري" إغلاق خدمة "سي إن إن +" اعتباراً من 30 أبريل، ما يمثل إحدى أولى المناورات المهمة للشركة منذ إتمام الاندماج قبل أقل من أسبوعين. 

وقال كريس ليخت الرئيس التنفيذي القادم لشبكة (سي إن إن)، في بيان: "هذا القرار يتماشى مع استراتيجية وارنر براذرز ديسكفري الأوسع نطاقاً للتوجه المباشر إلى المستهلك".  

وأضاف ليخت: "في سوق البث المعقد، يريد المستهلكون البساطة وخدمة شاملة توفر تجربة أفضل وقيمة أكبر من العروض المستقلة." 

وأطلقت خدمة "سي إن إن +"  للبث في 29 من مارس، وهي خدمة مدفوعة للبث المباشر باشتراك 5.99 دولار شهريا أو 59.99 دولار سنوياً. 

لكن بحسب شبكة قناة "سي إن بي سي"، فإن أقل من 10 آلاف شخص كانوا يستخدمون هذه الخدمة من بين أكثر من 100 ألف مشترك تقريباً، وهو ما اعتبر رقماً ضئيلاً. 

تشكيل جديد 

وبموجب التشكيل الجديد لفريق عمل "وارنر براذرز ديسكفري"، ستقوم بريا دوجرا، الرئيسة السابقة لشركة "وارنر ميديا" في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا (باستثناء الصين)، بالتركيز فقط على أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا (باستثناء بولندا).

وستستمر في العمل من لندن على أن تكون مسؤولة عن دمج وتشغيل مؤسستي ديسكفري ووارنر ميديا إنترناشونال في جميع أنحاء المنطقة. 

وسيتولى أنيل جينجان، الذي يشغل حالياً منصب الرئيس والعضو المنتدب في "Discovery Asia Pacific"، دوراً جديداً يقود بموجبه بتطوير أعمال لمجموعة "وارنر براذرز ديسكفري" الموسعة عبر جميع الأسواق الدولية للشركة. 

وفي هذه الأثناء سيكون جيمس جيبونز، الذي اشتملت مسؤولياته سابقاً الإشراف على شركة ديسكفري في المملكة المتحدة وأيرلندا بالإضافة إلى دول الشمال، الآن رئيساً ومديراً إدارياً لأستراليا ونيوزيلندا واليابان، وسيقدم تقاريره إلى زايلر.  

وسيبقى جيبونز الذي انضم إلى ديسكفري عام 1999، في لندن خلال عام 2022، لكنه سيعود إلى آسيا في أوائل عام 2023. 

كما شملت عمليات إعادة الهيكلة لقيادات الشركة عدة قطاعات أخرى بمناطق جغرافية على نطاق الخدمات العالمية للشركة. 

54 مليار دولار إيرادات متوقعة

ومن المتوقع أن يحقق الكيان الجديد الذي يضم "وارنر ميديا" و"ديسكفري" إيرادات قدرها 54 مليار دولار اعتباراً من العام المقبل، وفقا لوكالة "بلومبرغ". 

وبحسب الوكالة، ستقدم الشركة عرضها الأولي في مايو، لتكشف عن استراتيجية العلامة التجارية المشتركة للمعلنين. 

كما ستعلن عن سعر جديد لبيع خدمتي البث الرئيسيتين، "إتش بي أو ماكس" (HBO Max) و"ديسكفري بلس" (+Discovery)، معاً كحزمة واحدة.

وقالت الوكالة إنه سيتم الجمع بين الخدمتين في نهاية المطاف، لكن الأمر قد يستغرق عدة أشهر.  

وستكون الشركة صاحبة مركز قوي في مجال الرياضات الحية، مع تمتعها بحقوق البث لكرة السلة للمحترفين والبيسبول والهوكي في الولايات المتحدة، وبطولة كرة السلة الجامعية للرجال والألعاب الأولمبية في أوروبا بالإضافة إلى ركوب الدراجات والتنس ورياضة السيارات والجولف. 

ووعدت شركة "ديسكفري" بتوفير تكاليف بنحو 3 مليارات دولار، في إطار الاندماج، الأمر الذي يساعد في تقليل عبء ديون الشركة. 

تسريح الموظفين 

ومن المتوقع أن يأتي جزء كبير من توفير النفقات والتكاليف عبر تسريح الموظفين في مجالات عدة، مثل مبيعات الإعلانات والهندسة وتمويل الشركات والإدارة القانونية. 

وستصبح ديسكفري المشهورة بعروضها الطبيعية وشبكات تلفزيون الكابل مثل "أنيمال بلانيت"، أكبر كثيراً إذ ستتنافس مع عمالقة الترفيه مثل "والت ديزني" و"كومكاست كورب" و"نتفليكس". 

وتأتي خطوات إعادة الهيكلة الجديدة وسط احتدام المنافسة مع شركات البث الكبرى، في ظل بيئة عمل صعبة وسط الضغوط الاقتصادية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا ويفرضها حالياً الغزو الروسي لأوكرانيا. 

خسائر نتفليكس 

وضمن هذه الضغوط، خسرت منصة نتفليكس للبث التدفقي 200 ألف مشترك حول العالم في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بنهاية العام 2021، وهي سابقة منذ أكثر من 10 سنوات، فيما انخفض سعر أسهمها بنحو 24 % في تبادلات ما بعد إغلاق "وول ستريت"، الثلاثاء. 

وتسبب تراجع أسهم نتفليكس في فقدانها نحو 40 مليار دولار من قيمتها السوقية. كما توقعت المزيد من الانكماش في المستقبل، ما يمثل تحولاً مفاجئاً في حظوظ شركة البث التي ازدهرت خلال جائحة كورونا، وفق وكالة "رويترز". 

وأوضحت المنصة الأميركية العملاقة للبث أن هذا التراجع مرتبط بشكل أساسي بصعوبة الحصول على مشتركين جدد في كل مناطق العالم إضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا. 

وأدى تعليق الخدمة في روسيا بعد غزو أوكرانيا إلى خسارة 700 ألف مشترك. ودفع ذلك نتفليكس للمرة الأولى إلى القول إنها قد تقدم نسخة منخفضة السعر من الخدمة مع الإعلانات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات