امتزجت دموع الفرح بنظرات القلق وهتافات الرفض وصرخات التحدي في مشهد جمع الفرقاء خارج المحكمة العليا الأميركية بعد جلسة النطق بالحكم لإلغاء الحق في الإجهاض، الجمعة، في حين ندد البعض بالقرار وأكدوا أنهم لم يخسروا معركتهم بعد، فيما احتفى به مئات آخرون.
ورغم المخاوف من أن تتحول القضية العاطفية إلى أعمال عنف، كانت احتجاجات المعارضين والمؤيدين، وكثير منهم طلاب جامعيون، ذات طابع سلمي، حيث وقفت المجموعتان على جانبي مبنى المحكمة في فيرست ستريت بواشنطن العاصمة.
واحتشد الناس من الفريقين بأعداد كبيرة، الجمعة، قبل أن تتخذ المحكمة قرارها المثير بإلغاء الحكم التاريخي لعام 1973 الذي اعترف بالحق الدستوري للمرأة في الإجهاض وأضفى شرعية على هذه الممارسة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت ميسي بيتي (22 سنة) من ساوث كارولاينا: "يغمرني شعور بالامتنان للمحكمة العليا التي أخذت على عاتقها إصدار هذا الحكم لإنقاذ الأطفال".
وجثت بيتي على ركبتيها وهي تبكي عند سماع الأخبار حول قرار المحكمة، بينما ردد النشطاء من حولها الهتافات وغنوا أغنية عن حب المسيح لكل الناس.
وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الأميركيين يؤيدون الحق في الإجهاض. لكن إلغاء الحكم التاريخي الذي يضفي شرعية على الإجهاض ظل هدفاً للمعارضين والمحافظين المسيحيين على مدى عقود، مع تنظيم مسيرات سنوية في واشنطن بما في ذلك في يناير هذا العام.
وتم تقسيم الشارع المكتظ بالناس أمام المحكمة العليا المحاطة بسياج إلى نصفين. وسادت أجواء احتفالية في أحد الفريقين وعزف معارضو حق الإجهاض الموسيقى وأطلقوا فقاعات الهواء في الجو ورقصوا ورددوا الهتاف "وداعاً رو" في إشارة للقانون، على الجانب الآخر، هتف دعاة حقوق الإجهاض "لا عدالة، لا سلام".
وقال ماركو سانتشيث (23 عاماً) من بورتلاند في أوريجون وهو عضو في جماعة (طلاب من أجل الحياة) المناهضة للإجهاض منذ السنة الأولى في المدرسة الثانوية "جئت إلى هنا لمقاومة العار في بلدنا الذي سمح بقتل أرواح بريئة قبل الولادة".
على الجانب الآخر، انتقد سام جولدمان (35 عاماً) وهو من النشطاء المدافعين عن الحق في الإجهاض، قرار المحكمة ووصفه بأنه "غير شرعي".
وأضاف أن "الأمومة القسرية غير شرعية. لا ينبغي لهذا الوضع أن يستمر. الإجهاض القانوني في جميع أنحاء البلاد حسب الطلب هو ما نحتاج إليه وعلى الناس الخروج للشوارع وعدم التوقف حتى يتحقق هذا الطلب".
