على هامش مؤتمر لشبونة الذي دعت إليه الأمم المتحدة، قال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري لوكالة "فرانس برس" إنه "لا يمكن حل أزمة المناخ دون معالجة المحيطات التي تؤدي دوراً حاسماً في امتصاص ثاني أكسيد الكربون".
ويتسبب التغير المناخي بجفاف وفقدان للمحاصيل الزراعية وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات التي تغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض، وتؤدي دوراً رئيسياً في الحياة على الكوكب، الأمر دعا الأمم المتحدة للدعوة إلى اجتماع في لشبونة للعمل على الحفاظ على صحة المحيطات الهشة وتجنب "الآثار المتتالية" التي تهدد البيئة والإنسانية على حد سواء.
فعبر امتصاص حوالي ربع التلوث بثاني أكسيد الكربون، في وقت ازدادت الانبعاثات بنسبة 50 % خلال الستين عاماً الماضية، أصبح البحر أكثر حموضة، ما يشكل تهديداً لاستقرار سلاسل الغذاء المائية، ويقلل من قدرة المحيطات على حبس المزيد من الكربون.
وتابع كيري: "لا يمكن أيضاً حل مشكلات المحيطات دون التعامل مع أزمة المناخ لأن انبعاثات غازات الدفيئة تتسبب في ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات وتحمضها".
وأشار إلى أن مؤتمر لشبونة ناقش هذه المسألة خلال إحدى الجلسات مع مجموعة من البلدان، لافتاً إلى اتفاق الجميع على "أهمية إدراج المحيطات في المناقشات في شرم الشيخ (حيث سيعقد مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 27" في نوفمبر المقبل)".
وعن أن الشحن البحري يمثل نحو 3 % من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، قال كيري: "نريد أن يحقق هذا القطاع الحياد الكربوني بحلول العام 2050 على أبعد تقدير، وذلك يتضمن أهدافاً متوافقة لعامَي 2030 و2040 من أجل تحقيق ذلك"، معتبراً أن "الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة".
وفي سؤاله عن ما شهدته الحرب في أوكرانيا من زيادة في شحن الغاز الطبيعي المسال، أجاب المبعوث الأميركي: "سيعتمد ذلك على قواعد عملية الانتقال، فنحن لا نؤيد إنشاء بنية تحتية للغاز الطبيعي المسال لمدة 20 و30 و40 عاماً دون أن تكون جاهزة للهيدروجين الأخضر والأمونيا".
ودعا كيري لـ"الحفاظ على المسار الصحيح للوصول إلى انبعاثات صفرية صافية بحلول العام 2050. وهذا يشمل الغاز"، حاثاً على "التقاط الكربون وتخزينه أو استخدامه".
ولفت إلى أنه وأثناء التحضير لقمة مجموعة السبع، التي عقدت هذا الأسبوع في ألمانيا، "رأيت لغة (في مسودة البيان الختامي) تشير إلى أن أي استبدال للغاز الذي يصدر من روسيا يجب أن يبقى ضمن الأهداف المناخية التي حُددت في جلاسكو وباريس".
وأوضح أنه "لا أحد يتحدث عن الانحراف عنها، فأوكرانيا ليست عذراً للابتعاد فجأة عن تلك الأهداف وعدم احترام الالتزامات التي جرى التعهد بها سابقاً".
وبشأن وضع ملف أزمة المناخ في المرتبة الأخيرة للأولويات وذلك في ظل أزمتي التضخم والركود، قال كيري "نحن نواجه رياحاً معاكسة قوية حالياً، لكن يجب الاستمرار في التركيز على الأساسيات، فإذا حصل التحول الاقتصادي على التمويل اللازم، وهذا ما نعمل من أجله، فإن ذلك سيخلق الكثير من الوظائف وستتحسن سلاسل التوريد ويمكن أن ينخفض التضخم".
وأكد أن "الضرر الناجم عن أزمة المناخ سيتفاقم الآن لقرون عدة"، مشيراً إلى أن "هذا هو المأزق الذي وضعنا أنفسنا فيه من خلال الهروب من ضرورة الاعتماد على الطاقة النظيفة".
ويتسبب تغير المناخ مع ما يشمله من جفاف وفقدان محاصيل وارتفاع منسوب المياه، في الموت والدمار في البلدان الفقيرة التي تكثف دعواتها إلى الدول الغنية لمساعدتها مالياً من أجل التكيف مع هذا الواقع الجديد.
ويأتي تمويل "الخسائر والأضرار" التي تكبدتها الدول الفقيرة في قلب مفاوضات دولية تجري هذا الأسبوع في بون بألمانيا، قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27" المقررة إقامتها في مصر في نوفمبر.