توقعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن يتمكن رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون من كسب ملايين الجنيهات الإسترلينية من فترة ولايته "القصيرة والمضطربة"، ولكنه سيحتاج إلى البحث عن أكبر الرواتب خارج البلاد وليس في بريطانيا.
نقلت الصحيفة في تقرير، السبت، عن مسؤولين تنفيذيين في مجال صناعة المواهب وشخصيات بارزة في مجال النشر قولهم إن جونسون سيحصل على مقدم تعاقد من 7 أرقام (أي أكثر من مليون جنيه إسترليني) مقابل نشر أي مذكرات عن فترته في "داونينج ستريت"، وما يصل إلى 250 ألف دولار لإجراء مقابلة واحدة في آسيا أو الولايات المتحدة.
وأُجبر جونسون هذا الأسبوع على الاستقالة من منصبه كرئيس لحزب المحافظين، ولكنه أثار مقارنات مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد محاولته التمسك بالمنصب، على الرغم من استقالة أكثر من 50 مسؤولاً من حكومته.
وقال مطلعون في مجال النشر إن شهرة جونسون السياسية "لا تبدو ملوثة بما يكفي لمنعه من الحصول على أموال ضخمة في الولايات المتحدة، إذ يشتهر جونسون بين مؤيدي ترمب بتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
لا عمل في لندن
وقالت جينا نيلثورب-كاون، مديرة شركة "كروجر كاون"، للصحيفة: "لا أعتقد أنه سيقوم بعمل جيد في بريطانيا بالمستقبل القريب، ولكن في الولايات المتحدة سيحصل على مبلغ من 6 أرقام بالتأكيد".
وترى نيلثورب-كاون أن أحداث هذا الأسبوع لن تؤثر على "سعر" جونسون، موضحة: "الولايات المتحدة منعزلة عن بقية العالم في نواح كثيرة، كل ما سيرونه هو أنه رئيس الوزراء السابق لبريطانيا، سيكون اسماً كبيراً، وهو طبعاً يتحدث بشكل جيد ".
وقال جيريمي لي، مؤسس شركة "جي إل إيه"، إن المكانة التي تأتي مع لقب رئيس وزراء سابق ستعني زيادة كبيرة في الرسوم التي حصل عليها جونسون كمتحدث دولي في عام 2019، بعد استقالته من منصب وزير الخارجية.
وأوضح أن جونسون كان يحصل عادة على مبلغ تتراوح قيمته بين 25 ألفاً إلى 40 ألف جنيه إسترليني مقابل التحدث لمدة ساعتين تقريباً إلى مجموعة من البنوك وشركات التأمين والجمعيات التجارية الصناعية. وفي فعالية استثنائية لمجموعة "إنديا توداي" الإعلامية عام 2019، حصل على 122 ألف جنيه إسترليني.
وعلى سبيل المقارنة، حصلت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي على مبالغ تتراوح قيمتها بين 80 و100 ألف جنيه إسترليني، مقابل التحدث في فعاليات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا منذ مغادرتها الحكومة.
وقال لي إن عمل جونسون سيكون خارج بريطانيا بشكل كامل تقريباً، وأنه "لن يفاجأ إذا كان بأكمله" في الخارج.
وأضاف أن رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين - منذ وينستون تشرشل - كان من الصعب التعاقد معهم في بلدهم إلى حد كبير، مشيراً إلى مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية في الفترة بين 1975 و1990، التي كوّنت ثروة في الولايات المتحدة.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن جونسون ربما يتجه إلى العمل كمؤلف أو كاتب رأي في إحدى الصحف.
في عام 2019، كانت صحيفة "ديلي تليجراف" تدفع لجونسون 22 ألف جنيه إسترليني شهرياً مقابل مقال رأي أسبوعي.
وقال أحد المطلعين في مجال الإعلام إن الصحف المنافسة ستكون مهتمة بالتعاقد معه.
وترى بينديكت بيج، نائبة رئيس تحرير مجلة "ذا بوك سيلر" البريطانية، أن الإقبال على مذكرات جونسون ربما يكون ضعيفاً بسبب انخفاض شعبيته في بريطانيا.
اقرأ أيضاً: