بدأت الصين أخيراً، بناء مرفق مراقبة عالي الدقة للفضاء العميق، في بلدية تشونجتشينج جنوب غربي البلاد، ضمن مشروع يهدف إلى تعزيز قدرة بكين الدفاعية ضد الكويكبات التي تقترب من الأرض، وهو ما يعتبر الرادار الأكثر قدرة في العالم على مراقبة الأهداف بعيدة المدى، حسبما أفادت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته الأحد، عن معهد بكين للتكنولوجيا، الذي يقود المشروع، أن مرفق المراقبة الجديد الذي يحمل الاسم الرمزي "China Fuyan"، سيتكون من مجموعة من الرادارات الموزعة والتي تحمل أكثر من 20 هوائياً، وسيبلغ قُطر كل هوائي من 25 إلى 30 متراً.
ومن المتوقع أن تقوم هذه الرادارات معاً بإجراء مراقبة عالية الدقة للكويكبات التي تقع على بُعد 150 مليون كيلومتر.
وسينضم مركز الابتكار في تشونجتشينج والمراصد الفلكية الوطنية الصينية التابعة لأكاديمية العلوم الصينية، وجامعة "تسينجهوا" وجامعة بكين، إلى عملية بناء المرفق، والذي سيصبح الرادار الأكثر قدرة في العالم على مراقبة أهداف بعيدة المدى.
وقال رئيس معهد بكين للتكنولوجيا، لونج تنج، لـ"جلوبال تايمز"، إن المرفق الجديد سيحقق أهداف الصين المتمثلة في الدفاع عن الأرض، وكذلك تعزيز قدرة الاستشعار في الفضاء.
تهديد الكويكبات
ويأتي البرنامج الجديد بعد إعلان الصين، في أبريل الماضي، عن خطط لبناء نظام مراقبة ودفاع للتعامل مع تهديد الكويكبات التي تؤثر على المركبات الفضائية، وذلك للإسهام في حماية سلامة الأرض والجنس البشري.
ووفقاً لـ"جلوبال تايمز"، فإنه سيتم إنشاء نظام مراقبة وتحذير على الأرض والفضاء لتحليل الكويكبات التي يحتمل أن تشكل تهديداً للأنشطة الفضائية البشرية، كما سيتم تطوير التكنولوجيا اللازمة لتبديد هذه التهديدات.
كما علمت الصحيفة أن المنشأة الجديدة في تشونجتشينج ستدعم أيضاً مهام الدولة في استكشاف المنطقة بين الأرض والقمر.
وبحسب لونج، فإن البرنامج سيتم تنفيذه على 3 مراحل، إذ سيتم إنشاء 4 قطع من الرادار بقُطر 16 متراً للتحقق من جدوى مثل هذا النظام وللحصول على صورة ثلاثية الأبعاد للقمر، وحتى الآن تم بناء رادارين من بين الرادارات الـ4، ومن المتوقع أن يتم تشغيلهما بحلول سبتمبر المقبل.
وستتمثل المرحلة الثانية في زيادة عدد الهوائيات إلى أكثر من 20، ثم تشكيل رادار موزع عالي الدقة يعادل رادار واحد بقُطر 100 متر، مما يمكن بكين من استكشاف وتصوير الكويكبات التي تقع على بُعد عشرات الملايين من الكيلومترات، حسب الصحيفة.
وتابعت: "أما المرحلة الثالثة فسيتم فيها تشكيل قدرة الرادار على المراقبة لمسافة 150 مليون كيلومتر، ولجعله أول رادار في الفضاء العميق في العالم لديه القدرة على إجراء تصوير ثلاثي الأبعاد ومراقبة ديناميكية، إضافة إلى المراقبة النشطة للأجرام السماوية في جميع أنحاء النظام الشمسي الداخلي".
ومن جانبه، يقول مركز تشونجتشينج للابتكار للصحيفة، إن الجدول الزمني للمشروع وحجم المرحلة الثالثة لم يتم تحديدهما بعد، حيث سيتم اتخاذ هذه القرارات بناءً على النتائج والدراسات التي سيتم إجراؤها خلال المرحلتين الأوليتين.
اقرأ أيضاً: