أظهر تقرير علمي نشرته حكومة أستراليا، الثلاثاء، عن الحالة البيئية لعام 2021، تعرض البلاد إلى "تدهور سريع" بفعل تغير المناخ، فيما وصفت وزيرة البيئة النتائج بأنها "مروعة".
وكشف التقرير الذي أعده خبراء مستقلون، زيادة الأنواع المُعرضة والمُهددة بالانقراض بنسبة 8%، وأن أستراليا فقدت أنواعاً من الثدييات أكثر من أي قارة أخرى، وذلك في ظل غياب أي مؤشر على تحسن السلامة البيئية منذ 2016، بحسب وكالة "بلومبرغ".
وحذر التقرير من الفشل في معالجة التحذيرات البيئية، بما في ذلك خطر تغير المناخ، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى "انقراض كائنات، وتقليص رأس المال البيئي الذي تعتمد عليه الاقتصادات الحالية والمستقبلية".
ومن ضمن الأشياء التي صنفها التقرير على أنها "متدهورة" جودة التربة والأراضي في أستراليا، وإمدادات المياه الداخلية، والنباتات الأصلية، وجودة المياه والهواء.
"بيئة سيئة"
وذكرت وزيرة البيئة الأسترالية بليبيرسك في مقابلة مع هيئة الإذاعة الأسترالية، الثلاثاء، أن قراءة التقرير "مقلقة للغاية"، مضيفة أنه يقول إن "بيئتنا في حالة سيئة وتزداد سوءاً. وإذا لم نغير قوانينا وأنظمتنا لحمايتها، فهذا التدهور سيستمر".
كما بيّنت بليبيرسك في كلمة ألقتها أمام نادي الصحافة الوطني في كانبيرا، أن حكومة حزب العمال ستضع هدفاً يتمثل في حماية 30% من أراضي ومحيطات أستراليا بحلول عام 2030، من خلال إضافتها للممتلكات الوطنية للدولة.
وقالت وزيرة البيئة، إن الحكومة السابقة، التي أُطيح بها في الانتخابات التي أُجريت في مايو الماضي، أخرت إصدار التقرير في محاولة للتكتم على النتائج غير السارة لأطول فترة ممكنة.
وأوضحت "بلومبرغ" أن التقرير قُدم في البداية إلى وزيرة البيئة السابقة سوزان لي، في أواخر عام 2021، ولكن لم يُصدر قبل الانتخابات الأسترالية، فيما لم يرد مكتب لي على الفور على طلب الوكالة التعليق.
وقالت إيما جونسون، نائبة رئيس جامعة سيدني، والتي شاركت في كتابة التقرير، لراديو هيئة الإذاعة الأسترالية، إن قرار الحكومة السابقة تأجيل إصدار التقرير أخر اتخاذ أي إجراء لمدة سبعة أشهر.
وتابعت جونسون أن أستراليا تواجه أزمتى "تنوع بيولوجي" و"مناخ"، مشيرة إلى أن كلتيهما تحتاجان إلى إجراءات عاجلة من الحكومة والمجتمع.
صورة قاتمة
من جانبه، قال الأستاذ في جامعة ديكين إيوان ريتشي، إن التقرير أكد "الحقيقة القاتمة لفشل أستراليا الذريع في الإشراف على البيئة والحفاظ عليها".
وقدّم التقرير العلمي صورة قاتمة عن الأضرار الكبيرة اللاحقة بالحياة البرية في البلاد. فمنذ مطلع القرن العشرين، ارتفع متوسط درجة حرارة الأرض في أستراليا بمقدار 1.4 درجة مئوية بسبب الاحترار، ما أدى إلى تسريع تدهور النباتات والحيوانات.
وأتت حرائق 2019-2020 على أكثر من 8 ملايين هكتار من الغطاء النباتي، كما قتلت أو شردت ما بين مليار إلى ثلاثة مليارات حيوان في البلاد، بحسب نتائج التقرير الرئيسية.
كذلك، أدت موجات الحر في المحيط إلى ابيضاض شديد للشعب المرجانية في الحاجز المرجاني العظيم خلال أعوام 2016، 2017، و2020، كما خلص تقرير حكومي صدر في مارس الماضي إلى معاناة الشعب المرجانية مجدداً من "موجة ابيضاض هائلة".
وقُضي على ملايين الهكتارات من الغابات البكر في أستراليا منذ عام 1990، وطال المصير نفسه أكثر من سبعة ملايين هكتار من الأنواع المهددة بالانقراض بين عامي 2000 و2017، وفق التقرير.
وفي خمس سنوات، أضيف أكثر من 200 نوع نباتي وحيواني ذات أهمية وطنية إلى قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بموجب القوانين البيئية الأسترالية.
وبيّن التقرير أن المدن الأسترالية تنمو بوتيرة سريعة، ما يؤدي إلى زيادة الحرارة والتلوث والنفايات الحضرية، مع الضغط على موارد المياه والطاقة، منبهاً إلى أن "سيدني فقدت أكثر من 70% من نباتاتها الأصلية بسبب التنمية" الحضرية.
وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة، يجب أن يشكّل التقرير "نقطة تحول" تؤدي إلى استثمارات أكبر وقوانين أكثر صرامة لحماية الحياة البرية في أستراليا.
وتتأثر أسترالياً خصوصاً بتغير المناخ، إذ تتعرض بانتظام للجفاف وحرائق الغابات المدمرة، إضافة إلى الفيضانات المتكررة والمتزايدة الخطورة.
اقرأ أيضاً: