تلوث بحري في جنوب لبنان يرجح أن يكون مصدره إسرائيل

كورنيش مدينة صور الجنوبية في لبنان، 29 مارس 2020 - REUTERS
كورنيش مدينة صور الجنوبية في لبنان، 29 مارس 2020 - REUTERS
بيروت-الشرق

رُصدت بقع سوداء عند الشاطئ الجنوبي لمدينة صور اللبنانية، والذي يشكل جزءاً رئيسياً من محمية صور الطبيعية، رُجح أنها ناجمة عن تسرب نفطي في عرض البحر.

وتظهر الواقعة التي رصدها فريق علمي من محمية صور الطبيعية عند المنطقة السياحية من شاطئ المدينة الذي يقصده اللبنانيون والأجانب للاستجمام، ويعد موئلاً للكثير من الأحياء البحرية، ومنطقة لتكاثر السلاحف، كميات من مادة نفطية على مساحة تزيد على 200 متر تقريباً.

وقال مدير المحمية المهندس حسن حمزة، في تصربح لـ"الشرق"، إن "الفريق الذي بدأ عمليات البحث والتنقيب في المنطقة المجاورة، لم يستطع التأكد مما إذا كان ثمة مزيد من البقع المماثلة، ليتمكن من الوصول إلى مصدر هذا التلوث الذي لا يمكن على الفور تسجيل تبعاته ونتائجه وتأثيراته على الحياة البحرية في المنطقة".

ولفت حمزة إلى احتمالية أن يكون مصدر هذا التلوث من "الداخل الإسرائيلي، خاصة أن حركة التيارات البحرية في المنطقة تتجه من الجنوب إلى الشمال، ما يرجّح أن تكون هذه التيارات قد حملت هذه المواد الملوّثة من هناك".

تحرك رسمي

وطالب مدير المحمية "بتحرك رسمي سريع لتدارك نتائج ما حدث، خاصة وأن الكثير من المناطق الساحلية اللبنانية قد تكون عرضة لهذا التلوث خلال الساعات القادمة"، لافتاً إلى أن "المحمية لا تملك وسائل لمعالجة هذا التلوث، ما يعني أننا أمام تهديد لمكونات البيئة البحرية والشاطئية التي كنا نتغنى بها على الدوام".

ومن صور جنوباً نحو الشواطئ الممتدة إلى رأس الناقورة المحاذية للحدود الدولية، حيث بدأت فرق بيئية بإجراء مسح شامل للمنطقة لتحديد ما إذا كانت ثمة مناطق أخرى متضررة بتلوث مماثل، ورصدت الفرق إلى الآن، كتلة سوداء صغيرة عند منطقة رأس البياضة، وهي مشابهة من حيث الشكل والرائحة لتلك التي وجدت في صور".

فرضيات عدة

من جهته، قال مصدر أمني لبناني لـ"الشرق" إن "فرضيات عدة مطروحة لتحديد المسبب لهذه الحادثة، ومنها أن تكون السفن التي تبحر خارج المياه الإقليمية اللبنانية ألقت ببراميل من النفط لم تعد تحتاج إليها في عرض البحر، ووصلت بفعل الأمواج والعاصفة الأخيرة التي ضربت المنطقة إلى شواطئنا"، من دون أن ينفي أيضاً احتمالية أن يكون المصدر هو إسرائيل.

من جانبها، أعلنت رئاسة الوزراء، الاثنين، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب كلف وزيري الدفاع والبيئة والمجلس الوطني للبحوث العلمية، بمتابعة التسرب النفطي.

وقالت رئاسة الوزراء إن دياب كلف بإبلاغ قوات اليونيفيل، ووضع تقرير رسمي بهذا الخصوص، والتعامل مع هذا التسرب وأضراره.

وكانت مصادر رسمية لبنانية قالت في تصريحات لـ"الشرق"، الأحد، إنها لم تتلق أي معلومات من الأمم المتحدة عن خطورة تلوث شاطئ البحر في مدينة أشدود الإسرائيلية، إثر تسرب نفطي أعلنته الحكومة سابقاً، مشيرة إلى إمكانية وصول التلوث إلى الشاطئ اللبناني في الناقورة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، الأحد، إن حكومة بلاده ستصوت لصالح قرار يقضي بإغلاق جميع الشواطئ على طول البحر الأبيض المتوسط، في أعقاب تسرب نفطي أدى إلى نفوق الكثير من الكائنات البحرية.

وأوضحت جهات لبنانية بيئية رسمية لـ"الشرق"، أنها "تابعت موضوع التسرب المحتمل في وسائل الإعلام فقط"، لافتة إلى عدم تلقي لبنان "أي معلومات عن خطورة ما حدث في أشدود بعد الاستنفار البيئي الذي أعلنته تل أبيب لتنظيف شواطئها من أجل حماية بيئتها ولتكون شواطئها نظيفة في موسم الصيف المقبل".

اقرأ أيضاً: