عثرت فرق الإنقاذ العراقية على جثث 5 أشخاص حتى الآن، هم 3 نساء ورجل وطفل، تحت الأنقاض، الأحد، إثر انهيار تلّ ترابي على مزار ديني بمحافظة كربلاء جنوبي العراق، فيما لا تزال أعمال الإنقاذ متواصلةً منذ أكثر من 24 ساعة.
وحتى مساء الأحد، كانت فرق الدفاع المدني تواصل محاولتها الحفر بالجرارات والمعدات اليدوية لانتشال الأشخاص الذين لا يزالون عالقين في المكان.
ووصل كل من وزير الداخلية عثمان الغانمي ، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير الشمري، إلى موقع الحادث، بحسب بيان لمديرية الدفاع المدني، أكدت فيه أن عمليات الانقاذ من قبل فرق الدفاع المدني مستمرة.
وقال مدير إعلام مديرية الدفاع المدني العميد عبد الرحمن جودت لوكالة "فرانس برس": "عثرنا على جثث لامرأتين ورجل وطفل"، مشيراً إلى أن الجثّة الخامسة لامرأة "يجري العمل لإخراجها من بين الركام".
وفيما رجّح أن تكون "هذه الحصيلة نهائية"، أضاف جودت أن "عمليات البحث مستمرة في الموقع حتى يتم مسح كامل الركام للتأكد من عدم وجود عالقين آخرين".
وفي وقتٍ سابق الأحد، رجّح المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني نؤاس صباح شاكر لـ"فرانس برس"، وجود "6 إلى 8 أشخاص عالقين" تحت الركام.
عالقون تحت الأنقاض
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح معلّقاً على الحادثة: "تلقينا بألم الحادث المفجع الذي تعرّض له أهلنا في انهيار طال مزار قطارة الإمام علي في كربلاء المقدسة".
وأضاف صالح: "نشدّ على يد فرق الدفاع المدني البطلة والمتطوعين في إنقاذ العالقين وإسعافهم وضرورة استنفار الجهود لإنقاذ باقي المُحاصرين".
من جهته، وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وزير الداخلية "بالإشراف المباشر والميداني في محل الحادث على أعمال الإنقاذ"، متمنياً "السلامة" للمصابين، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وكتب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على تويتر: "نتقدَّم بتعازينا لذوي ضحايا حادث الانهيار الذي حصل في مزار (قطارة الإمام علي)"، مضيفاً: "نشدُّ على أيدي الأبطال من الدفاع المدني وهم يستمرون في عمليات الإنقاذ منذ يوم أمس".
ووقعت الحادثة بعد ظهر السبت، عندما انهارت تلّة ترابية على مزار قطارة الإمام علي الواقع على بعد 25 كلم غربي مدينة كربلاء، وذلك بسبب "تشبّع الساتر الترابي الملاصق للمزار بالرطوبة"، كما أفادت مديرية الدفاع المدني لوكالة الأنباء العراقية.
وأوضح المتحدّث باسم الدفاع المدني لـ"فرانس برس"، أن "كثباناً رملية وصخوراً انهارت بسبب الرطوبة العالية على مبنى المزار" الواقع على أرض منخفضة تحيط بها الرمال والصخور.
وأضاف أن ذلك "تسبب بانهيار حوالى 30% من مساحة المبنى الذي تقدر مساحته بـ100 متر مربع".
وقالت مديرية الدفاع المدني لوكالة الأنباء العراقية، إن العمل كان متواصلاً طوال الليل. وذكرت أن فرقها تمكّنت من "إيصال الأكسجين ومياه الشرب والطعام للمحتجزين عبر إتمام عمل ثغرات في كومة الركام والكتل الخرسانية مع التواصل اللفظي المستمر لطمأنتهم".
عملية "دقيقة"
ومنذ ليل السبت، نجحت فرق الإنقاذ في انتشال 3 أطفال من تحت الأنقاض، وقالت إنهم "بصحة جيدة وتم نقلهم إلى المستشفى لمتابعة وضعهم الصحي".
وأظهرت صور عناصر الدفاع المدني وهم يخرجون طفلاً من الأنقاض محملاً على حمّالة ووجهه وجسده مغطى بالتراب.
وأكد مدير إعلام مديرية الدفاع المدني عبد الرحمن جودت أن العمل "يتمّ بدقة متناهية للوصول للمصابين لأن أي خطأ قد يؤدي إلى انهيارات أخرى".
وتوقّع جودت أن يتمّ "حتى مساء اليوم مسح المنطقة المنهارة بدقة من خلال رفع الأنقاض والركام".
وقال باسم الخزعلي عمّ أحد العالقين تحت الركام، من الموقع لـ"فرانس برس"، "ابن أخي مصوّر دخل إلى المرقد ليقوم بتصوير زوّار وحينها انهار الجبل من فوقهم وانهار السقف عليهم (...) وحينها جاء الناس عليهم وجاءت الشرطة وفرق الإنقاذ ويقولون نحن تكلّمنا معهم ونسمعهم".
وأضاف الرجل: "أخشى أن لا يؤدي هذا العمل إلى نتيجة، نخاف أن يختنقوا وأن يصيبهم مكروه .... نريد أن نعرف ما السبب وماذا حصل ولماذا الجبل قريب إلى هذه الدرجة".
ويتوافد أعداد كبيرة من الزوار القادمين من مختلف محافظات العراق، باستمرار لزيارة القطارة التي تعد مقدسة لدى المسلمين الشيعة، لا سيّما خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ويمتدّ موقع القطارة على مساحة تقدر بألف متر مربع ويضم قاعة تنبع من إحدى جدرانها الصخرية مياه.
تحقيق فوري وجاد
وطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأحد، الحكومة العراقية بتحقيق فوري وجاد من أجل كشف الحقيقة في حادثة القطارة.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر: " نطالب الحكومة بتحقيق فوري وجاد من أجل كشف الحقيقة في حادثة القطارة، حتى لا يطال الفساد المساجد ودور العبادة كما طال الدولة ووزاراتها".