موجة الحرّ في الصين تقضي على المحاصيل وآمال المزارعين

الجفاف يضرب محاصيل زراعية في جيوجيانج، الصين، 27 أغسطس 2022 - REUTERS
الجفاف يضرب محاصيل زراعية في جيوجيانج، الصين، 27 أغسطس 2022 - REUTERS
بكين-أ ف ب

تشهد الصين خلال فصل الصيف ارتفاع درجات الحرارة، خصوصاً في المناطق القاحلة في غرب البلاد وجنوبها، لكن العلماء يقولون إن البلاد تواجه طقساً قاسياً هذا العام، يفاقمه الاحترار المناخي.

وهذا الصيف هو الأشد حرارة منذ بداية تسجيلات الأرصاد الجوية قبل أكثر من 60 عاماً. وهو وضع غير مسبوق سواء في مدته أو في نطاقه.

وتشكل موجة الحر "تهديداً خطيراً" للمحاصيل، وفق الحكومة التي خصصت 10 مليارات يوان (1.45 مليار يورو) من المساعدات للمزارعين لتأمين حصاد الخريف، خصوصا الأرز.

"كارثة"

منذ 10 سنوات، يكدح المزارع تشين بين (50 عاماً) في أرضه، ويزرع الخوخ وفاكهة دراجون فروت من أجل بيعها للسياح؛ الذين يزورون بستانه في ضواحي مدينة تشونجتشينج الصينية، لكنّ موجة الحر التي تضرب جنوب البلاد قضت على أشجاره.

وتقع مزرعته في منطقة ريفية تابعة لمقاطعة تشونجتشينج جنوب غرب البلاد، في قلب المنطقة المتضررة من موجة جفاف لم يسبق لها مثيل في حجمها، والتي تضرب نصف البلاد.

وقال تشين بين لوكالة "فرانس برس": "إنها المرة الاولى في حياتي التي أشهد فيها على كارثة مماثلة. هذا العام مزر للغاية". وأضاف: "كان يجب أن نبدأ الحصاد الآن. لكن لم يبق شيء، أحرقت الشمس كل شيء".

A farmer picks ears of rice left over by a paddy harvester as the region experiences a drought outside Jiujiang city - REUTERS
مزارع صيني يحصد محصول الأرز قرب مدينة جيوجيانج وسط موجة جفاف تضرب الصين - REUTERS

وبالنسبة إلى تشين بين، ستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة بغض النظر عن المساعدات. فقد جفّت محاصيله، ومعها، مصدر دخله الرئيسي.

وقال المزارع الخمسيني: "قضي على كل شيء تقريباً. الحكومة تفعل كل في وسعها لمساعدتنا. لكن كل ما يمكن إنقاذه هو الأشجار، لا يمكن فعل أي شيء من أجل الفاكهة".

لكنّه ليس الوحيد الذي يواجه هذا الوضع في بلدته، حيث يزرع أكثر من ألف هكتار من فاكهة الليتشي التي أصبحت الآن مهددة. وأوضح: "إذا سرتم في شوارع البلدة سترون حجم الضرر".

وتصل الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في فترة بعد الظهر، لذلك يعمل تشين بين والمزارعون المحليون الآخرون في نوبات ليلية من العاشرة مساء حتى الرابعة صباحاً، ويرتاحون خلال النهار.

وقال بين: "من المستحيل العمل في البستان خلال النهار، لأن حرارة الأرض تصل إلى 60 درجة مئوية". لكن هذه الجهود قد تذهب سدى إذا استمر الجفاف الشهر المقبل.

An aerial view shows a field covered by a net to protect the crops from direct sunlight as the region experiences a drought outside Jiujiang city - REUTERS
منظر جوي لحقل مغطى بشبكة لحماية المحاصيل من أشعة الشمس المباشرة حيث تعاني المنطقة من الجفاف خارج مدينة جيوجيانج- REUTERS

وأضاف المزارع الصيني "إذا استمرت (موجة الحرّ) حتى الرابع من سبتمبر، وفق تقديرات البعض، من المرجح أن يكون أكثر من نصف الأشجار التي نحاول إنقاذها قد ماتت".

وتابع: "ستكون رؤية ذلك أمراً مروعاً"، خصوصاً أن آثار الجفاف ستبقى محسوسة حتى العام المقبل، مضيفاً: "لن تزهر أشجاري جيداً الموسم المقبل. ستتأثر الثمار بشكل كبير نتيجة لذلك". وأشار إلى أن كل ما يمكن فعله الآن، هو أن يأمل في هطول أمطار منقذة.

تصنيفات