الصين تكثف قيود كورونا في مدنها الكبرى مع تزايد أعداد الإصابات

أشخاص يرتدون كمامات للوقاية من فيروس كورونا في مدينة شنغهاي الصينية. 10 أكتوبر 2022 - REUTERS
أشخاص يرتدون كمامات للوقاية من فيروس كورونا في مدينة شنغهاي الصينية. 10 أكتوبر 2022 - REUTERS
بكين/ دبي -رويترزالشرق

أشادت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الثلاثاء، بسياسة "صفر كوفيد" المُطبقة في البلاد لليوم الثاني على التوالي، بينما كثفت شنغهاي ومدن صينية أخرى، بينها شنتشن وشيان، الفحوصات الطبية للكشف عن فيروس كورونا، في ظل ارتفاع أعداد المصابين.

وتبدد تلك الإشادة الآمال في أن يخفف الرئيس شي جين بينج القيود المتعلقة بفيروس كورونا، بعد عقد مؤتمر الحزب الشيوعي في 16 أكتوبر الجاري، إذ من المتوقع على نطاق واسع أن يمدد شي قيادته المستمرة منذ 10 سنوات لخمس سنوات أخرى، بحسب "بلومبرغ".

ووصفت صحيفة "بيلوز ديلي"، سياسة "صفر كوفيد" بأنها "مستدامة"، وقالت إن الدولة "يجب أن تلتزم بهذه السياسة لأنها ضرورية لاستقرار الاقتصاد وحماية الأرواح".

وأضافت: "فقط عندما يكون الوباء تحت السيطرة، يمكن أن يكون الاقتصاد مستقراً، وأن تكون حياة الناس آمنة، وأن تكون التنمية الاقتصادية والاجتماعية مستقرة وسليمة". 

واعتبرت الصحيفة أن "تخفيف القيود والضوابط المتعلقة بفيروس كورونا، سيؤدي حتماً إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى بين الأشخاص المعرضين للتأثر"، مُشيرة إلى أن انتشار الوباء حتماً سيؤثر تأثيراً خطيراً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتة إلى أن الكلفة النهائية "ستكون أعلى، والخسارة ستكون أكبر".

ويأتي تعليق الصحيفة، في وقت يأمل فيه الكثير من السكان، والمستثمرون الدوليون، والمديرون التنفيذيون تخلي الصين عن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، التي تسببت منذ ما يقرب من 3 سنوات في تعطيل الحياة اليومية وتوجيه ضربة قوية إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

وأشارت إلى المخاوف التي كثيراً ما يرددها المسؤولون الصينيون وبعض خبراء الصحة، قائلة إن الصين "دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، وتواجه تنمية إقليمية غير متوازنة وموارد طبية غير كافية".

أكثر من ألفي إصابة

وسجلت السلطات الصحية في الصين، الاثنين، 2089 إصابة محلية جديدة، في أعلى حصيلة مسجلة خلال يوم واحد منذ 20 أغسطس الماضي، وجاء ارتفاع الأعداد بعد زيادة السفر المحلي خلال العيد الوطني "الأسبوع الذهبي" في وقت سابق الشهر الجاري.

ومع تسجيل معظم الحالات في الوجهات السياحية، بما في ذلك مواقع المنطقة الشمالية من منغوليا الداخلية، بدأت المدن الكبرى تسجيل مزيد من الإصابات هذا الأسبوع، إذ سجلت شنغهاي، العاصمة المالية للصين، 28 إصابة محلية جديدة، وهو اليوم الرابع الذي يشهد تسجيل 10 إصابات فأكثر.

وقالت شنغهاي، التي تحرص على تجنب تكرار الإغلاق المدمر اقتصادياً والمروع نفسياً، الذي فرضته في أبريل ومايو الماضيين، في وقت متأخر، الاثنين، إن جميع مقاطعاتها الـ 16، ستجري اختبارات روتينية مرتين على الأقل في الأسبوع حتى الـ10 من نوفمبر المقبل. 

ويعد هذا تعزيزاً للإجراءات مقارنة بنظام الفحوص مرة واحدة في الأسبوع المطبق بعد رفع الإغلاق السابق، فيما قالت السلطات إنه ينبغي أيضاً تعزيز إجراءات فحص المسافرين الوافدين وإجراء الفحوص في أماكن مثل الفنادق.

36 مدينة

وبدأت 36 مدينة صينية، الاثنين، تنفيذ درجات مختلفة من الإغلاق أو إجراءات السيطرة، ما يشمل حوالي 196.9 مليون نسمة، ارتفاعاً من 179.7 مليون في الأسبوع السابق، وفقا لمجموعة "نومورا" للخدمات المالية.

وفي شنتشن، مركز التكنولوجيا بجنوب الصين، حيث تم رصد المتحور الفرعي "بي إف 7 أوميكرون" شديد العدوى في الآونة الأخيرة، ارتفعت الإصابات المحلية إلى أكثر من 3 أضعاف لتصل إلى 33 حالة مقارنة بالأحد.

وفي هذا الصدد، قالت السلطات في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، الثلاثاء، إن الوافدين سيخضعون لثلاثة اختبارات على مدى ثلاثة أيام.

وفي مدينة شيان شمال غربي البلاد، والتي سجلت ما يزيد قليلاً على 100 إصابة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، علقت السلطات فجأة الفصول الدراسية التي لا تستخدم التعليم عبر الإنترنت وأغلقت العديد من الأماكن العامة، بما في ذلك متحف "تيراكوتا" الحربي الشهير.         

وعلى الرغم من عدد الإصابات الضئيل جداً في الصين مقارنة بباقي دول العالم، والتأثير السلبي لسياساتها الصارمة لمكافحة الوباء على الاقتصاد والسكان، فقد حضت الحكومة الناس مراراً على قبول هذه الإجراءات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات