"كل شيء تضاعف".. الجالية العربية تحت وطأة التضخم في بريطانيا

لافتات على رفوف الطعام داخل سوبر ماركت سينسبري في ريتشموند، غرب لندن، بريطانيا، 27 يونيو 2022. - REUTERS
لافتات على رفوف الطعام داخل سوبر ماركت سينسبري في ريتشموند، غرب لندن، بريطانيا، 27 يونيو 2022. - REUTERS
لندن/دبي-رويترزالشرق

"كل شيء تغيّر خلال الخمسة شهور الماضية".. هكذا تحدّث عامل في أحد المطاعم اللبنانية، غرب لندن، عن أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا، والغلاء الذي يهدد عشرات المشروعات لأبناء الجالية العربية في ظل صعود أسعار الكهرباء والوقود والسلع.

وسط طاولات خالية من الزبائن، أوضح "أبو أيوب"، 61 عاماً، أثر الأزمة قائلاً: "نحن كمطعم كنا نشتري الدجاج منذ 5 شهور بـ 3.50 جنيه استرليني الآن أصبح 7 جنيهات، أي أن سعره تضاعف. وهكذا الزيوت كنا نشتريها مقابل 20 باوند أما الآن يباع نظير 45 باوند".

ارتفاع الأسعار صاحبه تأثير كبير على حركة البيع، بحسب الرجل الذي قال إن "الزبائن لا يريدون أن ينفقوا كما كانوا من قبل،  حتى النقود قلت في يد الناس".

معدّل انهيار الشركات والأعمال وصل إلى أعلى مستوى له في بريطانيا منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وتراجع الطلب على السلع والخدمات وارتفاع كلفة الاقتراض نتيجة الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة، بحسب مكتب الإحصاءات الوطني في بريطانيا.

وكشفت بيانات المكتب أن عدد الشركات والأعمال التي أعلنت إفلاسها في إنجلترا وويلز في الربع الثاني من هذا العام بلغ 5629 شركة، وهو أعلى معدل إفلاس في ربع سنة منذ الربع الثالث من عام 2009.

الأمر نفسه أكده "أبو أيوب" الذي أشار إلى أن "العديد من المطاعم أغلقت أبوابها بسبب غلاء الأسعار". كما قال أبو رامي، وهو صاحب أحد مطاعم أبناء الجالية العربية في بريطانيا، إن أسعار السلع التي يشتريها من أجل المطعم ارتفعت بشدة وأثرت بشكل كبير حتى على إقبال الزبائن على مطعمه.

قفزة أسعار الكهرباء

وتابع "أبو رامي": "كل شيء أصبح غالي الثمن، اختلف الوضع عن الماضي، كنا نشتري صندوق الطماطم مقابل 2.99 أو 3 جنيهات إسترليني، الآن وصل إلى 10 جنيهات، الخيار نفس الأمر، وجميع أغراض المطعم ارتفعت أسعارها بما فيها الزيت، ووصل كيلو اللحم إلى 15 جنيهاً بعد أن كان ثمنها 8-9 جنيهات".

الأمر لا يقتصر على مستلزمات الطعام، إذ أشار الرجل إلى ارتفاع أسعار الطاقة، موضحاً: "كنا ندفع الكهرباء 12 بيني في الوحدة، الآن ندفع 80 بيني في الوحدة. وبالتالي كل شئ اختلف، كل هذا يؤثر على الدكان والفواتير".

معاناة أصحاب المطاعم ليست إلا انعاكساً لما يواجهه المواطنين، وهو ما دفع مسؤولي الجاليات إلى محاولة التخفيف عن أعضائها. وذكر مصطفى رجب، مدير بيت العيلة في لندن، أن الجمعيات الأهلية تعمل مع مجالس البلديات لمحاولة رفع المعاناة بهدف حل الأزمة، مشيراً إلى عقد اجتماعات وورش عمل لمساعدة الجميع على مواجهة غلاء المعيشة.

وأضاف رجب لـ"الشرق": "نظراً للظروف الاقتصادية التي بمر بها العالم والمشاكل الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار اجتمعنا في فولهام وهامر سميث وكينزينجتون وتشيلسي وحي ويستمنستر للنظر في المعوقات التي تحول دون المواطنين والوصول إلى المساعدات المتاحة لهم".

مشهد ضبابي

وبينما تستمر معاناة أصحاب المشروعات من الجالية العربية، يسيطر مشهد ضبابي على العاصمة البريطانية لندن، بعدما أقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس، وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتينج من منصبه، في محاولة لإنقاذ منصبها في خضم هذه الأزمة التي تسيطر على البلاد.

وتواجه رئيسة الوزراء أوضاعاً صعبة، إذ عنونت صحيفة "ذي تايمز"، السبت، أن "ترس تكافح من أجل البقاء"، في ظل اضطرابات في الأسواق أحدثتها ميزانية الحكومة، مع تدهور شعبية حزبها في استطلاعات الرأي منذ تولت المنصب خلفاً لبوريس جونسون في الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي.

ونقلت الصحيفة، عن وزير الخزانة البريطاني الجديد جيريمي هانت، السبت، قوله إنه يسعى لتأجيل الخطط الضريبة لتقليل المعدل الأساسي لضريبة الدخل لمدة عام، محذراً من زيادة مقبلة للضرائب، بينما أقر بارتكاب سلفه "أخطاء" في "موازنة كارثية"، كان كشف عنها الشهر الماضي.

وكان خفض الضرائب محور الموازنة الفاشلة التي أعلنها كوارتنج وترس، لكن تمويل الخطوة كان عبر استدانة المليارات، وهو أمر أثار حالة ذعر في أسواق المال، ورفع التكاليف بالنسبة للعائلات البريطانية، في أوج أزمة تكاليف المعيشة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات