البرتغال تتخلى عن الفحم وتبدأ الاعتماد كلياً على الطاقة المتجددة

أبراج التبريد لمحطة الطاقة Pego التي تعمل بالفحم في مدينة أبرانتس البرتغالية. 29 سبتمبر 2022 - AFP
أبراج التبريد لمحطة الطاقة Pego التي تعمل بالفحم في مدينة أبرانتس البرتغالية. 29 سبتمبر 2022 - AFP
بيجو (البرتغال) -أ ف ب

قال مسؤول الطاقات المتجددة في الفرع البرتغالي لمجموعة "أنديسا" الإسبانية، الاثنين، إن البرتغال  تعتزم زيادة قدرتها على توليد الطاقة الشمسية بنسبة 50% وبقدرة 3 جيجاوات في العام الجاري، مشيراً إلى أن التخلي المبكر عن الفحم "لم يكن مهيأ بشكل جيد".

وأضاف بيدرو ألميدا فرنانديز: "ليس من قبيل المصادفة، أن تكون البرتغال، التي تتمتع بـ 300 يوم مشمس في السنة، من بين أولى الدول التي تخلت عن الفحم في أوروبا، فالبلاد تستعد لتحول في الطاقة منذ فترة طويلة".

وتابع: "فازت هذه الشركة بمشروع تحويل محطة (بيجو) التي تعمل بالفحم من خلال الالتزام بإنشاء محطة مختلطة بحلول عام 2025، تجمع بين طاقتي الشمس والرياح وطاقة الهيدروجين الأخضر، إلى جانب نظام تخزين بالبطارية".

ومضى عام على توقف انبعاث الدخان الأبيض من برجي التبريد في آخر محطة طاقة تعمل بالفحم في البرتغال، التي تخلت عن مصدر الطاقة هذا قبل الموعد المحدد، لتعول على الطاقة المتجددة، إذ تشهد الأنوار المنطفئة والغبار المتراكم، على وقف العمل في المحطة منذ نوفمبر 2021، بعد حوالي 30 عاماً على وضعها في الخدمة.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول التشغيل جواو فورتادو: "تقتصر مهمتي الآن على إغلاق المحطة في مدينة بيجو التي تبعد 120 كيلومتراً، شمال شرقي لشبونة".

وبعد إغلاق محطة "سينيس"، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً، جنوب لشبونة مطلع عام 2021، قررت الحكومة عدم تمديد عمل محطة "بيجو"، قبل 8 سنوات من الموعد المحدد لإغلاقها، لتصبح البرتغال الدولة الرابعة التي تتخلى عن الفحم في أوروبا.

"مثال في أوروبا"

بيدرو نونيس، خبير الطاقة المتجددة في جمعية الدفاع عن البيئة "زيرو"، قال إن البرتغال تعد "مثالاً في أوروبا"، مشيراً إلى أن محطتي الطاقة اللتين تعملان بالفحم كانتا تمثلان وحدهما نحو 20% من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في البلاد.

ولتعويض مساهمة الفحم في إنتاج الكهرباء، تأمل الحكومة مواصلة تنمية مصادر الطاقة المراعية للبيئة لتوليد 80% من الكهرباء بحلول عام 2026، مقابل 40% في عام 2017.

وفي حين بلغت حصة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء نحو 60% عام 2021، انخفضت هذه النسبة إلى 40% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة التي تسببت في انخفاض إنتاج الطاقة المائية.

وبانتظار زيادة طاقتها الإنتاجية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، حيث تحتل البرتغال المرتبة الثامنة والـ13 على التوالي في أوروبا، لا تزال هذه الدولة تعتمد اعتماداً كبيراً على الوقود الأحفوري بنسبة 71% من إجمالي الطاقة في عام 2020، بحسب وكالة "يوروستات".

وخلال المرحلة الانتقالية، تنص الخطة في مرحلة أولى على توليد الكهرباء في محطات طاقة تعمل بالغاز وتعتبر أقل تلويثاً من الفحم بمقدار الثلث، وهكذا أنشأت الدولة محطات ذات دورة مختلطة تعمل بالغاز الطبيعي، على غرار تلك الموضوعة في الخدمة منذ عام 2011 في "بيجو"، إلى جانب محطة الطاقة القديمة العاملة بالفحم، ويستمر عقدها التشغيلي حتى 2035.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات