حذّر الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة العملاقة "شل"، خلال توقيع اتفاق شراكة في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد، من تداعيات طويلة الأمد لأزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا جرّاء الحرب في أوكرانيا، مبدياً خشيته من أن يُؤدي التقنين الراهن في الإنتاج الصناعي إلى "اضطرابات سياسية في أوروبا".
وقال فان بوردن إن القطاع الصناعي الأوروبي تلقى ضربة كبيرة جراء أزمة الطاقة التي تفاقمت في القارة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف أن أوروبا خفضت الاستهلاك "بشكل فعال للغاية وبشكل كبير للغاية" بعدما خسرت 120 مليون طن من الغاز كانت تستوردها من روسيا سنوياً، لكن "الكثير من هذا التخفيض يتم من خلال إطفاء المصانع".
ومنذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا تبحث أوروبا عن بدائل سريعة للغاز الروسي، لكن فان بوردن، الذي سيتقاعد في نهاية العام الحالي، أكد أن أوروبا ستحتاج إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال ولعقود عديدة مقبلة.
وأوضح أن "الكثير من الناس يقولون خفّضوا درجة حرارة أجهزة التدفئة أو لا تُشغّلوا مكيفات الهواء، لكن هناك أيضاً من يقولون: لماذا لا نوقف تشغيل مصنع الأسمدة الذي لدينا أو فلنخفض إنتاج بعض المواد البتروكيماوية بشكل عام. هذا التقنين، إذا استمر لفترة طويلة، فسيصبح دائماً".
"بعض الانتصارات أخبار سيئة"
وبينما وافق فان بوردن القائلين إن أوروبا سجلت "بعض الانتصارات" بالطريقة التي خفضت بها استهلاك الطاقة، حذر من أن "بعضاً من هذه (الانتصارات) هي في الواقع أخبار سيئة على المدى الطويل، وبالتحديد التقنين الاقتصادي والصناعي".
ورأى الرئيس التنفيذي لـ"شل"، الذي سيخلفه في العام المقبل اللبناني وائل صوان، أول عربي يتقلد مثل هذا المنصب، أنه "إذا كان البعض يجد في بعض مناحي الترشيد الصناعي نوعاً من التجديد، فإن لهذا الأمر الإيجابي سلبياته أيضاً".
وحذّر فان بوردن من أن "القيام بهذا الأمر على هذا النطاق الواسع، وبمثل هذه الطريقة المباغتة، وفي فترة تحديات اقتصادية عموماً، سيضع الكثير من الضغوط على الاقتصادات الأوروبية، وربما أيضاً الكثير من الضغوط على النظام السياسي في أوروبا".
ووقع بن فان بوردن مع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي، اتفاقاً أصحبت بموجبه "شل" شريكة بنسبة 9.3% في مشروع توسعة "حقل الشمال الجنوبي" التابع لـ"قطر للطاقة".
وسيؤدي هذا المشروع دوراً أساسياً في الجهود التي تبذلها قطر لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50% في غضون السنوات الخمس المقبلة، وفق وكالة "فرانس برس".
و"شل" هي ثاني شريك أجنبي بعد "توتال إنرجيز" الفرنسية يتم اختياره لتطوير "حقل الشمال الجنوبي"، وهو مشروع لتوسيع "حقل الشمال" الذي يختزن حوالي 10% من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم.
وفي يوليو، تم اختيار شل لتكون الشريك الخامس والأخير (إلى جانب كل من توتال إنرجيز وإكسون موبيل وكونكوفيليبس وإيني) في حقل الشمال الشرقي، وهو مشروع لتطوير حقل غاز يمتد تحت البحر حتى الأراضي الإيرانية، حيث تصطدم محاولات إيران لاستغلاله بالعقوبات الدولية.
والعملاء الأساسيون للغاز القطري هم كوريا الجنوبية واليابان والصين، إذ إن الدول الأوروبية رفضت منذ فترة طويلة إبرام اتفاقات طويلة الأجل مع قطر، بحسب "فرانس برس"
لكن في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، يسارع مستوردو الغاز الطبيعي المسال في أوروبا لتأمين بدائل عن الغاز الروسي.
اقرأ أيضاً: