بلومبرغ: الصين تنفذ عمليات إغلاق "سريّة" بسبب مقاومة "صفر كوفيد"

ضابط شرطة يرتدي بدلة واقية أمام مدخل مبنى به إصابة مسجلة بفيروس كورونا، ماكاو، الصين، 1 نوفمبر 2022. - AFP
ضابط شرطة يرتدي بدلة واقية أمام مدخل مبنى به إصابة مسجلة بفيروس كورونا، ماكاو، الصين، 1 نوفمبر 2022. - AFP
دبي-الشرق

أقدم مسؤولون محليون في الصين على إغلاق بعض الشركات والمدارس وأجزاء من المدن دون الإعلان عن ذلك رسمياً، في ظل وقوعهم تحت مطرقة تنفيذ سياسة "صفر كوفيد" الصارمة التي يفرضها الرئيس شي جين بينج، وسندان الحدود الدنيا من التأثير على المجتمع والاقتصاد، بحسب "بلومبرغ".

وأوضحت الوكالة أن المسؤولين يبقون أمر الإغلاق "طي السرية" عبر التواصل مع الشركات بشكل مباشر، أو إغلاق أجزاء صغيرة من المدينة بشكل تدريجي لتجنب "ذعر الإغلاق الشامل"، مضيفة أن "في بعض الحالات، لا يتم إخبار السكان، الذين يفاجأون بأنهم حبيسي منازلهم لدى عودتهم إليها".

ومع ذلك، رصدت "بلومبرغ" بعض "المؤشرات على أن هذه المقاربة بدأت تأتي بنتائج عكسية في بعض المناطق".

"ميمز" ساخرة

في مدينة "لانتشو"، عاصمة مقاطعة "جانسو" الشمالية،  يشكو السكان منذ أسابيع، من الإغلاق، برغم قلة الإصابات التي تمت الإفادة عنها. وبدأ "تريند" تحت عنوان "4 حالات مؤكدة.. 7 منشآت عزل" يجوب وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، كنوع من السخرية من السلطات بسبب طريقة تعاملها مع الوضع.

ويتزامن انتشار هذا "التريند" ضد عمليات "الإغلاق الخفية"، مع اكتساب معارضة مقاربة "صفر كوفيد"، التي تواصل الحكومة الصينية انتهاجها، مزيداً من الزخم على الأرض.

وفي خطاب الرئيس نهاية الشهر الماضي، في مؤتمر الحزب الشيوعي، عزز بينج هذه السياسة، باعتبارها "المقاربة الصحيحة التي يجب أن تنتهجها البلاد"، من دون أن يعطي إشارة إلى موعد تخلي الصين عن هذه الاستراتيجية ذا التداعيات الاقتصادية المدمرة، "إذا كانت هناك نية للتخلي عنها"، وفقاً لـ "بلومبرغ".

ومنذ انتهاء المؤتمر، "تم تكثيف إجراءات مكافحة الفيروس"، حسب ما ورد في تحليل أجراه بنك "نومورا" الياباني.

رغم ذلك، لم تفلح هذه الجهود حتى الآن في كبح جماح تفشي العدوى على المستوى المحلي، إذ تم الإفادة عن 2689 حالة جديدة في 1 نوفمبر، وهو أعلى معدل في 3 أشهر تقريباً، واليوم الثالث على التوالي الذي يتجاوز فيه عدد الحالات 2500 حالة.

"ظاهرة متفاقمة"

وقال أندي تشن، كبير المحللين في شركة Trivium China للاستشارات، ومقرها بكين، إن "القيود الخفية تمثل ظاهرة متفاقمة في جميع أنحاء الصين"، مضيفاً: "يبدو أن المسؤولين على المستوى المحلي ينفذون تدابير، فيما ينتظرون تعليمات أكثر وضوحاً من الحكومة المركزية، بما في ذلك التوجهات المستقبلية الخاصة بمقاربة (صفر كوفيد)".

وتابع: "أعتقد أن هناك حالة من الارتباك على مستوى الحكومات المحليّة فيما يتعلق بحدود فرض هذه السياسة"، واصفاً هذه الحكومات بأنها "تعمل بارتجال".

تراجع معدلات السفر

يمكن أيضاً تعقب تأثير فرض قيود كورونا "في الخفاء" في تراجع معدلات السفر الجوي في الصين. فعلى الصعيد الداخلي، اكتملت 4234 رحلة جوية بنجاح، الاثنين، فيما تم إلغاء 8021 رحلة، وفقاً لبيانات خدمة Variflight لبيانات الرحلات الجوية، مقارنة بـ 11.738 رحلة مكتملة في نفس اليوم من عام 2019.

ومن بين أكبر 27 مطاراً في الصين، سجل مطار "أورومتشي"، في مقاطعة "شينجيانج"، أقل عدد رحلات مكتملة، الثلاثاء، بنسبة 3.7% فقط.

وخضعت أجزاء من "شينجيانج" للإغلاق لأكثر من 80 يوماً، مع استمرار ظهور حالات كورونا، فيما حل مطار "تشنجتشو" ثانياً في قائمة أقل الرحلات المكتملة بنسبة 8.9%، فيما بلغت نسبة اكتمال الرحلات في مطار "ووهان" 23.3%، حسبما أوردت "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أنه "حتى عندما تعلن المدن أو المناطق رفع الإغلاق، فإن الحرية لا تصل إلى الجميع". ففي حين أعلنت السلطات في "تشنجتشو"، الثلاثاء، إنهاء الإغلاق في "المناطق الخاضعة للسيطرة"، قال الكثير من السكان المحليون على وسائل التواصل الاجتماعي إنهم ما زالوا غير قادرين على أن يبرحوا الأحياء التي يقطنونها.

وقالت إحدى سكان مدينة لاسا، عاصمة منطقة التبت، لـ"بلومبرج" إنها ظلَّت حبيسة مجمعها السكني لمدة تزيد عن 80 يوماً، برغم إعلان الحكومة المحلية "تخفيف القيود" في 22 أكتوبر. 

وتوقع تشين، من شركة Trivium China، "استمرار هذا الوضع"، معللاً ذلك بأن "جميع الأسباب التي تجعل الصين تحجم عن التخلي عن سياسة (صفر كوفيد)، سواء ما يتعلق بشح موارد الرعاية الصحية، ونقص فعالية اللقاحات، وتراجع معدلات التطعيم في أوساط كبار السن، لا تزال قائمة".

وأكد كبير المحللين في Trivium China أن "كوفيد لا يزال يمثل الشغل الشاغل لقادة البلاد، برغم المخاطر التي تفرضها قيود تصفيره على الصعيد الاقتصادي"، متماً: "رغم ذلك، من الصعب تحقيق التوازن".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات