إندونيسيا.. جهود متنامية للعثور على عشرات المفقودين بعد الزلزال

رجال الإنقاذ يبحثون عن شخص مفقود تحت أنقاض مبنى منهار بسبب زلزال بجاوة الغربية في إندونيسيا. 24 نوفمبر 2022 - REUTERS
رجال الإنقاذ يبحثون عن شخص مفقود تحت أنقاض مبنى منهار بسبب زلزال بجاوة الغربية في إندونيسيا. 24 نوفمبر 2022 - REUTERS
سيانجور (إندونيسيا) -أ ف ب

استخدمت السلطات الإندونيسية الآليات الثقيلة والمروحيات وآلاف العناصر، الخميس، لتحديد مواقع عشرات الأشخاص العالقين تحت الأنقاض بعدما أودى زلزال بحياة 272 شخصاً، بينما تتضاءل فرص العثور على ناجين.

وتم انتشال بعض الأحياء من تحت الركام المعدني والأسمنتي في عمليات إنقاذ مؤثّرة شهدتها بلدة سيانجور في مقاطعة جاوة الغربية، كان بينهم طفل في السادسة من عمره أمضى يومين تحت الأنقاض دون أي طعام أو مياه.

وأفاد مسؤولون أن 39 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم عالقون، بينهم فتاة في السابعة، في وقت تأخرّت جهود الإنقاذ نتيجة الأمطار والهزّات الارتدادية.

لكن إنقاذ الطفل في عملية التقطتها عدسات الكاميرات أعطى جرعة أمل لأقارب المفقودين وعناصر الإنقاذ.

وقال عنصر الإغاثة المتطوّع جيكسن كوليبو، الخميس "عندما أدركنا أنّ أزكا (الطفل) لا يزال على قيد الحياة، انفجر الجميع بالبكاء بمن فيهم أنا"، مشيراً إلى أنّ ما حدث كان أشبه بـ"معجزة".

وفي منطقة سوجينانج التي تعد الأكثر تضرراً، انشغل عشرات عناصر الإغاثة بحفر ألواح أسمنتية كبيرة، الخميس، بينما أزالوا بلاط سقف منزل مدمّر حيث يعتقد أن الطفلة علقت، وذلك على مرأى من والدتها المفجوعة.

زلزال مروع

واستخدم عناصر آخرون معدات الحفر والمطارق وأيديهم لإزالة الركام في إطار مهمة صعبة للعثور على سيكا ابنة السنوات السبع. 

وقالت والدتها إيماس ماسفاهيتاه في المكان "كانت تلعب في الخارج وكنت أنا أطهو في المطبخ. وفجأة، وقع الزلزال بشكل سريع جداً. في ثانيتين فقط، انهار منزلي".

أضافت "حدسي يقول إنها هنا لأنها كانت تحب اللعب هنا"، في إشارة إلى منزل جدة الطفلة حيث تتركّز عمليات البحث. وأضافت "مهما حصل، سأحاول تقبل الأمر".

وعلّقت فرق الإغاثة عملية البحث خلال المساء على أن تُستكمل، الجمعة.

وقال رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث سوهاريانتو في مؤتمر صحافي، الخميس "ما زلنا نأمل أن يكون هناك ناجين".

ويتوقع أن ترتفع حصيلة ضحايا زلزال الاثنين، في ظل وجود ألفي جريح، حالات بعضهم حرجة، بينما لا تزال قريتان مقطوعتين عن العالم.

وارتفع العدد، الخميس، بعدما عُثر على جثة شخص يبلغ من العمر 64 عاماً، بحسب سوهاريانتو.

واستخدم آلاف عناصر الإغاثة حفارات لشق طريقهم للوصول إلى القرى بينما استُخدمت مروحيات لإلقاء المساعدات الأساسية للسكان الذين ما زالوا عالقين.

لكن سوهاريانتو أشار إلى أن استخدام الآليات الثقيلة للحفر من أجل البحث عن ناجين ينطوي على مخاطر كبيرة خشية انهيار أبنية أو وقوع مزيد من الانزلاقات الأرضية.

أضرار واسعة النطاق

ويتوقع أن تتواصل عملية الإنقاذ لمدة تتجاوز 72 ساعة والتي تعد أفضل فرصة للعثور على ناجين.

وقال سوهاريانتو "نأمل في غضون يوم أو يومين بعد تحسن الطقس أن يكون بإمكاننا نشر مزيد من المعدات الثقيلة والعثور على مزيد من الضحايا".

من جهته، زار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو سيانجور مجدداً، الخميس، مرجحاً وجود 39 شخصاً في عداد المفقودين في منطقة سوجينانج وحدها.

وقال للصحافيين "سنركّز على هذا الموقع". ولفت ويدودو إلى أن 24 مصاباً ما زالوا في مستشفى البلدة "سايانج" حيث نُقل 741 شخصاً عندما وقع الزلزال.

وأكد سكان المنطقة أنهم لم يشهدوا كارثة كهذه من قبل.

وتضرر أكثر من 56 ألف منزل وأجبر أكثر من 62 ألف شخص على التوجّه إلى مراكز الإيواء، ما خلّف العديد من المشرّدين في بلدة لا تتوافر فيها الموارد بالشكل الكافي.

ورفع البعض لافتات طلبوا فيها المساعدة بينما حمل آخرون صناديق وتوسلوا الحصول على تبرعات بعدما خسروا كل شيء.

وأفاد ويدودو بأن التضاريس الوعرة تمثّل تحدياً في إيصال المساعدات لأولئك الأكثر حاجة إليها.

تشهد إندونيسيا بانتظام زلازل أو نشاطات بركانية، بسبب موقعها على "حزام النار" في المحيط الهادئ حيث تلتقي الصفائح التكتونية.

وكانت هزة الاثنين، الأكثر دموية في الأرخبيل منذ أودى زلزال وتسونامي نجم عنه بأكثر من 4000 شخص في جزيرة سولاوسي عام 2018.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات