دراسة أممية: 700 ألف صومالي سيعانون من "نقص غذاء كارثي" في 2023

طفلة صومالية تعاني من سوء التغذية تشرب الماء من قارورة بينما تنظر والدتها إليها، في جناح الأطفال في مستشفى بنادير، في مقديشو، الصومال. 24 سبتمبر 2022 - REUTERS
طفلة صومالية تعاني من سوء التغذية تشرب الماء من قارورة بينما تنظر والدتها إليها، في جناح الأطفال في مستشفى بنادير، في مقديشو، الصومال. 24 سبتمبر 2022 - REUTERS
مقديشو/جنيف-أ ف ب

أظهرت دراسة أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أن أكثر من 200 ألف صومالي يعانون من نقص "كارثي" في الغذاء، وأن الكثيرين يموتون جوعاً بينما من المتوقع أن يرتفع ذلك العدد إلى أكثر من 700 ألف العام المقبل.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يضع المعيار العالمي لتحديد شدة الأزمات الغذائية إنه تم مؤقتاً تفادي أسوأ مستويات التصنيف، وهي المرحلة الخامسة من المجاعة، ولكن الأمور تزداد سوء.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية (أوتشا) "لقد أبقوا المجاعة خارج الباب، لكن لا أحد يعلم إلى متى".

وأضاف في إفادة صحفية في جنيف عقب صدور أحدث دراسة تحليلية بشأن الصومال "يموت هؤلاء الناس جوعاً، لا شك في ذلك، لكن لا يمكنني تحديد عدد لذلك".

خطر دائم

وأدّى الجفاف على مدى عامين إلى تدمير المحاصيل ونفوق الماشية في أنحاء دول القرن الإفريقي في حين ارتفعت أسعار الواردات الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وفي الصومال، حيث نزح 3 ملايين من ديارهم بسبب الصراع أو الجفاف، تفاقمت الأزمة بسبب حركة تمرد حركة الشباب أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق.

وسبق أن حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن بعض المناطق في الصومال كانت معرضة لخطر الوصول إلى مستويات المجاعة، إلّا أن جهود المنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية حالت دون ذلك.

وجاء في التحليل "الأزمة الأساسية لم تتحسن مع ذلك، بل تم تفادي المزيد من النتائج المروعة بشكل مؤقت فقط. أدت الظروف القاسية التي طال أمدها إلى نزوح جماعي للسكان وحصيلة تراكمية كبيرة للوفيات".

وأدّت آخر مجاعة تعرض لها الصومال في عام 2011 إلى وفاة ربع مليون شخص، وقع نصفها قبل الإعلان رسمياً عن المجاعة.

وخوفاً من نتيجة مماثلة أو أسوأ هذه المرة، سارع رؤساء المنظمات الإنسانية إلى القول إن الوضع كارثي بالفعل بالنسبة لكثير من الصوماليين.

أرقام صادمة

وتشير نتائج التقرير بشأن هذه الفترة بشكل عام إلى أن الأزمة الغذائية في الصومال ستتفاقم وتمتد مع تصنيف نحو 8,3 مليون شخص على أنهم في حالة "أزمة" (المرتبة الثالثة على مقياس اي بي سي) أو في مراتب أسوأ أيضاً، مقابل 5,6 ملايين حالياً.

ويتوقع أن يبلغ عدد الأشخاص في المرتبة الخامسة (الكارثة) وهي المرتبة الأكثر تقدماً على مقياس "اي بي سي" أكثر من الضعف خلال هذه الفترة مرتفعاً من 214 ألفاً إلى 727 ألفاً.

ويتوقع بلوغ نحو 2,7 ملايين شخص المرتبة الرابعة (طوارئ) بحلول الفترة من أبريل إلى يونيو من العام المقبل. وتتميّز هذه المرحلة باستهلاك غذائي غير كافٍ إلى حد كبير يترجم بنقص غذائي حاد ومرتفع جداً ونسبة وفيات عالية. ويوضح لايرك أن هذا يعني أن الناس يموتون من الجوع.

وبعد خمسة مواسم من شحّ الأمطار منذ نهاية العام 2020 وموسم سادس مقبل بلا شك، تبدو الصومال في الوقت الحالي غير قادرة على تجنّب المجاعة من دون مساعدة إنسانية.

ويتفاقم الوضع بسبب زيادة أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن في البلاد ما يعيق وصول المساعدات الإنسانية.

وقال لايرك إن مئات الآلاف من الناس فروا من منازلهم بحثاً عن المساعدة في مواجهة خسارة المحاصيل ونفوق الماشية والخشية من المجاعة.

وأكد التقرير أنّ تمويل المساعدات الغذائية الإنسانية يكفي حالياً للوصول إلى أكثر من 5,8 ملن شخص شهرياً في المتوسط حتّى مارس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات