أصبح تهريب مخدر الكوكايين إلى الاتحاد الأوروبي مشكلة تؤرق المسؤولين الأوروبيين وسط تحذيرات من معدلات "تاريخية" لتعاطي هذا المخدر داخل دول التكتل، رغم مصادرة السلطات كميات ضخمة لا تملك قدرات كافية لحرقها، وفق ما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وقال متحدث باسم إدارة الجمارك البلجيكية لـ"بوليتيكو"، إن الإدارة ستعقد مؤتمراً صحافياً في 10 يناير للتوصل لنهج جديد وإعداد تفاصيل حول التعاون مع إدارة الجمارك في هولندا لمكافحة مهربي المخدرات.
ويأتي ذلك، بعدما أظهر تحليل حديث أن "نقاء الكوكايين كان في اتجاه تصاعدي خلال العقد الماضي، وأنه وصل عام 2020 إلى مستوى أعلى بنسبة 40% من مؤشر عام 2010، وفقاً لتقرير المخدرات الأوروبي لعام 2022 الذي نشره "المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان" في وقت سابق من هذا العام.
ويقول التقرير إن ما يقرب من 2.2 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً وهي نسبة تشكل 2.2% من هذه الفئة العمرية في الاتحاد الأوروبي، تعاطوا الكوكايين في العام السابق للدراسة.
وأضاف أن تعاطي الكوكايين وتوافره لا يزال "مرتفعاً بالمعايير التاريخية"، مما يوجه ضربة لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاتجار بالمخدرات واستخدامها.
تعاط "قياسي"
وسٌجلت بعض الانخفاضات في مؤشرات تعاطي الكوكايين في جميع أنحاء أوروبا في عام 2020، إلا أنها عادت للارتفاع عندما استقرت الأمور بعد ذروة الإصابات بفيروس كورونا، وفقاً لما تشير إليه البيانات الأولية من عام 2021، لتعود مستويات التعاطي إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وقال مدير "المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان" أليكسيس جوسديل إن سوق المخدرات في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك الكوكايين أصبح "أكثر تنوعاً وديناميكية"، مضيفاً أن هذا "أدى إلى مستويات قياسية من توافر المخدرات وتزايد العنف والفساد وزيادة المشاكل الصحية".
وتسعى أجهزة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي جاهدة أيضاً للتصدي لوجود العصابات المكسيكية في السوق السوداء للمخدرات في الاتحاد الأوروبي.
عصابات مكسيكية وأوروبية
وأثيرت مخاوف في تقرير مشترك صدر مؤخراً عن "يوروبول" وإدارة مكافحة المخدرات الأميركية من أن التعاون بين الجهات الإجرامية المكسيكية والشبكات الإجرامية، التي تتخذ من الاتحاد الأوروبي مقراً لها، "قد يستمر في التطور".
وأشار التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة، برزت مضبوطات الميثامفيتامين والكوكايين المرتبطة بالجهات الإجرامية المكسيكية كـ"سمة بارزة" في مشهد المخدرات في الاتحاد الأوروبي.
وتعمل العصابات على "إفساد" مسؤولي القطاعين العام والخاص من أجل تسهيل مرور الكوكايين إلى التكتل، بحسب "بوليتيكو".
وحذر التقرير من أن "زيادة وجود الكارتلات (العصابات) المكسيكية في الاتحاد الأوروبي يمكن أن يؤدي إلى زيادة العنف".
وفي حين تم ضبط كميات كبيرة من الكوكايين في الآونة الأخيرة في أوروبا، بما في ذلك كمية ضخمة بلغت 30 طناً الشهر الماضي، وأدت إلى توجيه صفعة ضخمة لـ "عصابة كبيرة"، لم يتمكن مسؤولو إنفاذ القانون من كبح جماح مجرميها حتى الآن.
وأحد الموانئ الرئيسية لدخول التجارة غير المشروعة هي مدينة أنتويرب في بلجيكا، حيث تكافح السلطات في مواجهة طوفان من تهريب المسحوق الأبيض.
وقال مسؤول كبير إنه لا توجد قدرات كافية في الوقت الحالي لحرق كل الكوكايين الذي يتم ضبطه.
اقرأ أيضاً:
