أعلنت الصين، الخميس، فتح الحدود مع منطقتها الإدارية الخاصة هونج كونج، الأحد، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وسط تسارع وتيرة إلغاء قواعد مكافحة فيروس كورونا الصارمة التي ألحقت ضرراً بنموها الاقتصادي.
وقال مكتب شؤون هونج كونج ومكاو (مقره بكين)، في إشعار، الخميس، إن إعادة الفتح ستسفر عن استئناف السفر بين المركز المالي والبر الرئيسي دون الحاجة للخضوع إلى الحجر الصحي، واستدرك: "لكن ذلك سيتم بطريقة تدريجية ومنظمة".
ومن المقرر أن تفتح الصين حدودها للعالم، الأحد، إذ سترحب بالمسافرين الدوليين والمقيمين العائدين دون الحاجة للخضوع للحجر الصحي لأول مرة منذ عام 2020، على الرغم من ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا بعد إلغاء قيود مكافحته.
وأدانت الصين، الثلاثاء، فرض حوالي 10 دول على المسافرين الآتين من أراضيها إبراز فحص كورونا، محذّرة من أنها سترد بـ"إجراءات مضادة". وتشمل البلدان التي تلزم المسافرين القادمين من الصين إبراز فحص كورونا بنتيجة سلبية قبل الوصول كل من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان.
التخلي عن القواعد
واتبعت هونج كونج عن كثب سياسة الصين الصارمة (صفر كوفيد) حتى منتصف عام 2022 عندما بدأت في تخفيف بعض القيود، قبل أن تسقط جميع قواعد مكافحة المرض في ديسمبر الماضي، عدا وضع الكمامات الذي ظل إلزامياً إلا عند ممارسة الرياضة.
ولم يتمكن الناس في هونج كونج من الوصول إلى البر الرئيسي للصين إلا عبر مطار المدينة أو من خلال نقطتي تفتيش، واحدة في خليج "شنتشن" والأخرى عبر جسر "هونج كونج تشوهاي مكاو". وأغلقت معظم النقاط الحدودية الأخرى منذ أوائل عام 2020.
وأظهرت بيانات حكومية أنه قبل ظهور فيروس كورونا في الصين في أواخر عام 2019، كانت الحدود تشهد سنوياً أكثر من 236 مليون رحلة ركاب.
وقال المكتب إن الصين لن تطلب من القادمين من هونج كونج تقديم فحوص الكشف عن فيروس كورونا لدى وصولهم، بينما ستصدر بكين تأشيرات سياحية وتجارية خاصة لسكان البر الرئيسي لزيارة هونج كونج اعتباراً من 8 يناير الجاري.
تشكيك في الأرقام
وتشهد الصين حالياً أسوأ موجة وبائية بعد أن رفعت السلطات بشكل مفاجئ، في مطلع ديسمبر الماضي، معظم التدابير الصحية الصارمة لمكافحة فيروس كورونا.
ورغم هذه الموجة غير المسبوقة، أبلغت الدولة عن عدد طفيف من الوفيات المرتبطة بكورونا بعد تغيير مثير للجدل في منهجية حساب الحالات.
وأعلنت الصين عن وفاة واحدة جديدة بالفيروس في البر الرئيسي، الأربعاء، مقارنة بـ5 وفيات، الثلاثاء، ليرتفع بذلك العدد الرسمي للوفيات إلى 5259.
وتحتسب الصين وفيات كورونا فقط للحالات التي توفي فيها أشخاص جراء مشاكل في التنفس بعدما تثبت الفحوص إصابتهم بالفيروس. وهذا التغيير في المنهجية يعني أن عدداً كبيراً من حالات الوفاة غير مدرج على أنه ناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
وانتقدت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، تعريف الصين الجديد "الضيق للغاية" للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، مؤكدة أن الإحصائيات لا تنسجم مع عودة انتشار الوباء في البلاد، مجددة تأييدها لإجراء فحوصات على القادمين من الصين.
اقرأ أيضاً: