ألمانيا.. بدء إخلاء مخيم اعتصام لنشطاء مدافعين عن البيئة

عناصر الشرطة أمام نشطاء بيئيين يتظاهرون في قرية لوتسيرات بألمانيا. 10 يناير 2023 - REUTERS
عناصر الشرطة أمام نشطاء بيئيين يتظاهرون في قرية لوتسيرات بألمانيا. 10 يناير 2023 - REUTERS
لوتسيرات (ألمانيا)-أ ف ب

بدأت الشرطة الألمانية في إجلاء نشطاء مدافعين عن البيئة تسلقوا هياكل مرتفعة بشكل خطير، في إطار عملية لإخلاء مخيم اعتصام بات رمزاً لمعارضة الوقود الأحفوري.

كان عدد سكان قرية لوتسيرات الواقعة في ولاية شمال الراين فستفاليا، يبلغ قرابة 100 شخص، لكن الأهالي هجروها خلال السنوات الماضية، وسط غموض بشأن مخطط لإجلائهم من أجل توسيع منجم الفحم جارتسفايلر المجاور.

ومنذ أن غادر آخر سكانها وهو مزارع في أكتوبر 2022، تدفق على القرية نحو ألف ناشط سعياً للحؤول دون أن تتحول منجماً للفحم.

وأقام النشطاء حواجز وحفروا خنادق لمنع الشرطة من دخولها. والبعض جلس على أراجيح نصبت عالياً فوق الأرض، وتعهد المتظاهرون أن يكون دفاعهم عن الموقع "بلا حدود".

وقال أحدهم ويدعى جوي (28 عاماً): "تركنا بعض المفاجآت للشرطة". وأضاف: "معظم الناس يختارون دفاعاً سلبياً (عن القرية) لكن آخرين سيتصرفون بدفاع نشط، لن تكون هناك حدود".

وتابع: "قد يبدو الأمر قاسياً ولكن هناك أشياء أكبر تأتي مع تغير المناخ، الناس يموتون".

Tree trunks and an old car have been set up as a barricade while anti-coal activists stage an
جذوع أشجار وسيارات قديمة وضعها نشطاء بيئيون كحواجز أمام الشرطة في مقر اعتصامهم بقرية لوتسيرات في ألمانيا. 10 يناير 2023 - AFP

 وكانت مجموعات مدافعة عن البيئة قد أملت أن تنجو لوتسيرات من أعمال الحفر بعد تولي حكومة المستشار أولاف شولتز بمشاركة حزب الخضر مهامها في ديسمبر 2021، ووعدها التخلي تدريجياً عن استخدام الفحم.

أزمة الطاقة

لكن الحرب الروسية في أوكرانيا تسببت في أزمة طاقة؛ أجبرت برلين على إعادة تشغيل منشآت الفحم لتلبية الطلب على الطاقة في ألمانيا.

وفي إطار بحثها عن مصادر للطاقة على وقع خفض روسيا إمداداتها، منحت حكومة شولتز إذناً لشركة آر دبليو إيه لتوسيع المنجم المجاور للوتسيرات.

ولإخلاء مخيم الاعتصام الواقع على أطراف منجم جارتسفايلر، يتعين على الشرطة اختراق حواجز وعوائق وخنادق أقامها النشطاء.

كما أقام النشطاء مخيماً متشابكاً في الأشجار تربطه كابلات وحبال، صُمم ليجعل عملية الإخلاء صعبة.

ولكي تتجنب إلحاق الأذى بالمتظاهرين، يتعين على الشرطة دخول القرية باستخدام آليات ثقيلة من بينها رافعات مجهزة بمنصات، لإزالة النشطاء الواحد تلو الآخر.

وأقام النشطاء مقرهم في مزرعة كبيرة كانت مملوكة للمزارع الأخير الذي غادر لوتسيرات. وحصنوا النوافذ والأبواب بشكل يجعل من الصعب على الشرطة الدخول، فيما وضعت مئات من أكياس النوم على أرض حظائر الماشية.

ويستعد النشطاء لحصار يمكن أن يستمر لأسابيع. والدخول إلى مخيم الاعتصام مقطوع من الخارج بحواجز الشرطة والدوريات المستمرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات