يرتقب أن يبدأ البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الجمعة، زيارة إلى العراق تستمر 4 أيام لإظهار تضامنه مع الطائفة المسيحية في البلاد، في أول زيارة يقوم بها حبر أعظم إلى بلاد الرافدين.
وتعتبر مدينة أور الواقعة في محافظة ذي قار، المحطة الثالثة التي سيزورها البابا فرنسيس، وذلك يوم السبت المقبل، إذ من المقرر يؤدي فيها صلاة الأديان.
ويضم موقع أور التاريخي، الذي يبعد نحو 300 كيلومتر إلى جنوب العاصمة بغداد، معبد "الزقورة"، ومجمعاً سكنياً إلى جانب معابد وقصور و أديرة اكتشفت قبل 100 عام من قبل العالم البريطاني ليوناردو ولي.
وقال الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم في مؤتمر صحافي عقده في بغداد الأربعاء، إن أن البابا فرانسيس سيقيم صلاة الأديان مع ممثلين للديانات الأخرى في أور، لافتاً إلى أن البابا سيوجه "كلمة من أور تدعو إلى الأخوة البشرية والتعايش السلمي كون أور بيت النبي إبراهيم هو أب الديانات المسيحية والمسلمة واليهودية".
"مسقط رأس النبي إبراهيم"
وقال رئيس هيئة الأثار العراقية، ليث مجيد لـ"الشرق"، إن زيارة البابا فرانسيس إلى مدينة أور لها بعد تاريخي مهم جداً بالنسبة للعراق بشكل عام، خاصة على مستوى السياحية الدينية والأثرية.
وأضاف مجيد أن أور "تعد مكان ولادة النبي إبراهيم كما ذكرت الكتب القديمة، وبالتالي فهي مكان الحج الأعظم في الديانتين المسيحية والنصرانية".
وتوقع ليث مجيد، أن تشهد المنطقة انتعاشاً في السياحة بعد زيارة البابا، وأن تصبح مقصداً من قبل مجاميع سياحية على المستويين الآثاري والديني.
بدوره، قال الباحث التاريخي علي النشمي لـ"الشرق"، إن، أور بُنيت من قبل السومريين عام 2112 قبل الميلاد، مضيفاً أن بيت النبي ابراهيم اكتُشف من قبل العالم البريطاني ليوناردو ولي في عام 192.
معبد الزقورة
ومن بين أهم المعالم، التي تحتضنها مدينة أور معبد "الزقورة" الذي بناه مؤسس سلالة "أور" الثالثة، الملك أورنمو عام 2112 قبل الميلاد.
وذكر مدير متحف الناصرية عامر عبد الرزاق لـ"الشرق"، أن "الزقورة" التي تظهر على شكل بناء مدرج، "أقدم فكرة للبناء المدرج في العالم"، مضيفاً أنها بُنيت على قاعدة مربعة مساحتها 1750 متر تقريباً.
وتابع عبد الرزاق أن ارتفاع الزقورة في الوقت الحالي 16 متراً ونصف، لكن ارتفاعها القديم عند بنائها كان 26 متراً ونصف المتر، مشيراً إلى أنها قُسمت لثلاث طبقات، ويضم الطابق العلوي منها معبد إله القمر "سن".
وأضاف عبد الرزاق أن أور "تضم مقبرتين، الأولى هي قبر الملكة شبعاد وزوجها الملك مسك لامدو والذي عُثر إلى جانبه على 160 قبراً يضم الخدم والجواري".
أما المقبرة الثانية فضمت رفات الملك شورك، التي عثر فيها على القطع الأثرية و يوجد معظمها في المتحف البريطاني.
وبحسب مدير متحف الناصرية، فإن مدينة أور تضم أيضاً أول محكمة ودار عدالة في التاريخ في معبد "دوب لا أنماخ"، وتعني بالعربية اللوح المعلق العظيم الذي تعلق فيه نصوص قانون الملك أورنمو.