"خطة المناخ" الأميركية تهدد صناعة السيارات الكهربائية في أوروبا

آلة داخل منشأة Northvolt في فاستيراس ، السويد- 29 سبتمبر2021. - REUTERS
آلة داخل منشأة Northvolt في فاستيراس ، السويد- 29 سبتمبر2021. - REUTERS
هادي(ألمانيا)-أ ف ب

قال أوليفر شميت جوتزات رئيس بلدية هادي الألمانية، إنه "فوجئ" بإعلان بيتر كارلسون رئيس مجلس إدارة شركة نورثفولت تأجيل مشروع بناء مصنع ضخم لإنتاج بطاريات كهربائية، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وقررت المجموعة إعطاء "الأولوية للتوسع في الولايات المتحدة"، حيث تنتظر الشركات المصنعة للبطاريات التي تنتج على الأراضي الأميركية مساعدات سخية".

ودعا رئيس البلدية الاتحاد الأوروبي إلى التحرك لإقناع شركة نورثفولت بـ"البقاء" لتنفيذ هذا المشروع "المهم للغاية" للتوظيف ومستقبل المنطقة الصناعي.

وقال مارتن بيتر المتحدث باسم اتحاد المعادن IG Metall، إن "على أوروبا التحرك" معتبراً أنه من "الطبيعي أن يغير العرض الأميركي قرارات المستثمرين".

وأضاف: "مستقبل ألمانيا أمة السيارات، وأكبر اقتصاد في أوروبا، رهين بوجود قاعدة صناعية تنتج المكونات ذات القيمة المضافة الأكثر أهمية كالبطاريات".

طمأنة

وتسعى "نورثفولت" لمواجهة الاحتجاجات بالطمأنة، إذ ذكر متحدث باسم المجموعة لـ"فرانس برس"، أن "الشركة السويدية ما زالت ملتزمة بتوسعها في أوروبا".

وأكد بيورن يورجنسن المسؤول عن تطوير مجتمع البلديات حول هادي، أن الشركة المصنعة "لم تعلق" المشروع والنقاشات مستمرة بشأن موقع هادي، ومع ذلك بدأت مجموعات عدة مثل "نورثفولت" بالنظر عبر الأطلسي.

ويهدف المصنع الضخم لإنتاج بطاريات كهربائية من أجل تعزيز السيادة الصناعية لأوروبا، إذا لم تنسف خطة المناخ الأميركية الكبرى كل شيء".

وتم اختيار الموقع قرب هادي البلدة المتواضعة على بعد 100 كيلومتر من هامبورج في مارس، من قبل شركة نورثفولت السويدية لبناء "أنظف" مصنع للبطاريات في العالم.

وكان من المقرر  أن يجهز المشروع مليون سيارة كهربائية سنوياً وتقليل اعتماد أوروبا على المصنعين الصينيين المهيمنين بشدة في هذا المجال، لكن الخطة الأميركية "قانون خفض التضخم" (IRA) التي تنص على استثمارات تزيد على 430 مليار دولار بينها 370 ملياراً للحد من انبعاث غازات الدفيئة، قد تعيد خلط الأوراق".

جذب القيمة المضافة

وأعلنت بعض الشركات المصنعة للألواح الشمسية مثل "ثري سان" 3Sun الإيطالية و"ماير برجر" Meyer Burger السويسرية عن خطط لتوسيع أو إنشاء مصانع في الولايات المتحدة.

لذلك تدعو الصناعة الأوروبية إلى رد قوي من دول الاتحاد الأوروبي ضد الخطة الأميركية، حتى لا تنسف جهودها لعملية التحول البيئي.

وأكد أديتيا ميتال رئيس مجلس إدارة "أرسيلورميتال"  ArcelorMittal ، مؤخراً "أعتقد أن الرد على الخطة الأميركية أمر لا مفر منه". وتنوي مجموعته استثمار 1.7 مليار يورو للحد من الانبعاثات في مراكزها الصناعية شمالي فرنسا.

من جهته حذر جيوم فوري رئيس مجموعة "إيرباص" مطلع ديسمبر ،من أن "الوتيرة ستتسارع بقوة في الولايات المتحدة إذا لم يحدث شيء في أوروبا".

"صنع في أوروبا"

وقدمت المفوضية الأوروبية مقترحاتها الأولى، الأربعاء، للرد على الخطة الأميركية، والتي تنص خصوصاً على تخفيف القواعد المفروضة على المساعدات العامة، لكنه اقتراح لا يمضي بعيداً بما فيه الكفاية وفقاً لبعض الفاعلين في مجال الطاقة المتجددة.

وقالت كارين فيرنييه المديرة العامة في "فرانس إينو إنيرجي" التي تمول مشاريع الطاقة: "وضع الأميركيون قانون خفض التضخم لأسباب تتعلق بسيادة الطاقة، وعلى أوروبا أن تفعل الشيء نفسه".

وذكر دانيال بور رئيس الاتحاد الفرنسي لصناعة الطاقة الشمسية "إنربلان" Enerplan، "السؤال السليم الذي يجب طرحه هو ما إذا كان علينا الحد من السلع  المصنوعة في أوروبا".

وأشارت المفوضية الى إمكانية إنشاء صندوق جديد للاتحاد الأوروبي لدعم الصناعات الخضراء، لكن الفكرة تعارضها بقوة بعض الدول الأعضاء ولا سيما ألمانيا التي ترفض أي دين مشترك جديد".

وكان وزير المالية كريستيان ليندنر أعلن مؤخراً أن ألمانيا ليست بحاجة إلى أدوات مالية جديدة.

وفي وقت ترغب في صدور "رد" على الخطة الأميركية، تحذر الصناعة الألمانية التي تعتمد بقوة على السوق الأميركية، من حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا".

وقال سيجفريد روسورم رئيس اللوبي الصناعي الألماني: "نحن بحاجة إلى حوار بين الأصدقاء، فالشراكة عبر الأطلسي أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات