تتطلع شركة "شيفرون" الأميركية العملاقة للنفط، إلى إبرام اتفاق مع الجزائر للتنقيب عن موارد الطاقة، إذ تكثف البلاد جهودها لرفع إمداداتها إلى أوروبا المجاورة، وفقاً لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن أشخاص مطلعين.
وعلى مدى العقد الماضي، انسحبت الشركات الأميركية من عملياتها في دول الشرق الأوسط وإفريقيا الغنية بالنفط والغاز، التي اعتبرتها محفوفة بالمخاطر السياسية؛ للتركيز على إنتاج النفط الصخري المزدهر داخل أميركا.
لكن "شيفرون"، التي تعد ثاني أكبر شركة نفط غربية في العالم من حيث القيمة السوقية، أحيت مؤخراً محادثات للاستثمار في الجزائر، حسبما نقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين.
ووقعت "شيفرون" مذكرة تفاهم مع شركة سوناطراك الحكومية لاستكشاف فرص التنقيب عن الغاز الطبيعي في عام 2020، لكن التقدم كان بطيئاً حتى وقت قريب.
وخلال الشهرين الماضيين، أرسلت "شيفرون" ممثلين في العلاقات الحكومية والأمن وتطوير الأعمال إلى العاصمة الجزائر، التقى بعضهم بمسؤولين جزائريين، حسبما قال أشخاص مطلعون.
وقالت هذه المصادر إن الشركة استعانت أيضاً بمستشارين لتقييم موارد الغاز الصخري وغير الصخري في الجزائر وشروطها التعاقدية، ورسم خريطة لدوائر الطاقة فيها.
موارد الغاز
وأصبح استغلال احتياطيات الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط وإفريقيا أولوية لاستبدال الغاز الروسي الخاضع للعقوبات في أوروبا بالنسبة لشركة "شيفرون".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادرها أن "شيفرون" تأمل في الاستفادة من التقنيات التي تم تطويرها في استخراج المحروقات الصخرية في أميركا، لاستخدامها في الجزائر.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تقول فيه شركات مثل "إكسون موبيل"، إن إنتاج المحروقات الصخرية الأميركية يتباطأ وسط ارتفاع التكاليف.
وتمتلك الجزائر ثالث أكبر موارد للمحروقات الصخرية القابلة للاستخراج في العالم، بـ707 تريليون قدم مكعب، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة، لتأتي بذلك بعد كل من الصين والأرجنتين. ويعد مخزونها أكبر من مخزونات الولايات المتحدة البالغة 623 تريليون قدم مكعب.
وامتنعت متحدثة باسم شيفرون عن التعليق على فرص عمل محددة بالجزائر، لكنها قالت إن شركة النفط الكبرى لديها اتفاق مع الجزائر للوصول إلى بيانات عن أحواض أهنت وقورارة وبركين، وهي ثلاثة من أكبر مكامن الغاز الطبيعي في البلاد.
وقالت المتحدثة: "تمتلك الجزائر نظاماً بترولياً على مستوى عالمي، مع إمكانات كبيرة للتنقيب التقليدي وغير التقليدي عن النفط والغاز".
وأبرمت الشركات الأوروبية الكبرى "إيني" و"توتال إنرجيز" و"بي بي" و"رويال داتش شل"، وشركات أخرى، اتفاقيات لتطوير الغاز الطبيعي في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الجزائر وليبيا ومصر وقبرص ولبنان، ضمن مساع لاستبدال الإمدادات الخاضعة للعقوبات من روسيا، أكبر مورد للغاز في أوروبا تاريخياً.
تزايد اهتمام الشركات الغربية بالجزائر
وتبحث الشركات أيضاً عن مصدر للطاقة يعتبر أقل تلويثاً من النفط والفحم. وتبرز "شيفرون" كشركة أميركية نادرة تتنافس بقوة على الغاز الطبيعي على أرض يهيمن عليها الأوروبيون.
وقال جيف بورتر رئيس شركة "نورث أفريكا ريسك كونسلتينج"، التي تقدم المشورة للمستثمرين الأجانب في المنطقة، إن "الشركات الغربية تبدي اهتماماً متجدداً بالجزائر، ودول أخرى في شمال إفريقيا، في وقت يتزايد فيه الطلب بشكل كبير".
وتراجعت الشركات الأميركية عن عملياتها العالمية في السنوات الماضية. وانخفض الإنتاج الدولي لشركة "شيفرون" بنسبة 3% العام الماضي بعد انتهاء الامتيازات في تايلاند وإندونيسيا.
وفي الشهر الماضي قالت "شيفرون" إنها عززت الإنتاج في فنزويلا بمقدار 40 ألف برميل يومياً، بعد أن منحتها الولايات المتحدة ترخيصاً جديداً لضخ النفط هناك، بعد سنوات من العقوبات الصارمة. وتجري الشركة أيضاً محادثات لتطوير حقل بطاقة 600 ألف برميل يومياً في العراق.