ذكرت وكالة "رويترز"، الجمعة، أن مالاوي سيطرت على ما يبدو على أشد موجة تفش للكوليرا حتى الآن، إذ أظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية، انخفاضاً في حالات الإصابة والوفيات، ومع ذلك يشعر السكان المحليون والخبراء بالقلق من أن ينقلب هذا الوضع بسرعة في أعقاب العاصفة الاستوائية "فريدي".
وتسبب إعصار "فريدي"، الذي يعد واحداً من أقوى العواصف وأكثرها فتكاً على الإطلاق في إفريقيا، في وفاة أكثر من 320 شخصاً في مالاوي فقط (400 وفاة بحسب الأمم المتحدة)، وأصبح الحصول على مياه الشرب أمراً مستحيلاً بالنسبة للكثير من السكان بسبب الهطول الغزير للأمطار، والفيضانات، والانهيارات الأرضية.
وتنتقل الكوليرا عبر المياه والغذاء الملوثين، ويعاني العديد من الأشخاص من أعراض خفيفة، ولكن الكوليرا قد تسبب الوفاة في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها.
وقالت أرييل نيلاندر، كبيرة محللي السياسات الصحية في منظمة "ووتر إيد" البريطانية، للوكالة: "للأسف، هناك قلق حقيقي الآن من أننا قد نشهد في الأسابيع القليلة المقبلة، تراجعاً في المكاسب التي تحققت بشق الأنفس خلال الشهر الماضي أو قرابة ذلك".
وقالت يونيس مسيليمو، ممرضة في مخيم للكوليرا بالقرب من مدينة بلانتير العاصمة الاقتصادية للبلاد، للوكالة إنها لاحظت زيادة في الحالات، وأنها تشعر بالقلق من عدم قدرة العاملين المرهقين في مجال الرعاية الصحية على مواكبة هذه الزيادة.
وقال روبرت هانجهانجا، الرئيس التنفيذي لهيئة المياه في بلانتير، التي تكافح لإصلاح خطوط المياه المكسورة، للوكالة إن هناك أزمة.
ونظمت مالاوي حملتين للتلقيح عن طريق الفم ضد الكوليرا، ولكن الارتفاع العالمي في تفشي الكوليرا أدى إلى حدوث نقص في اللقاحات.
وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن أفضل شيء يُمكن أن تقوم به دول مثل مالاوي هو زيادة مواردها الضئيلة ومحاولة احتواء تفشي المرض فور ظهوره.
في السياق، حذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن الإعصار أثر على أكثر من نصف مليون شخص في مالاوي، إحدى أفقر الدول التي تواجه حالياً خطر حدوث أزمة إنسانية.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا" المحلي، في تحديث للوضع أن فريدي "انحسر في منطقة ذات ضغط منخفض وتبدد تماماً في 15 مارس".
6 أشهر من الأمطار
وتساقط في 6 أيام فقط، ما يعادل 6 أشهر من الأمطار على جنوب مالاوي، مركز العواصف، ما تسبب في فيضانات وانزلاقات أرضية مميتة.
وأوضحت "أوشا" أن "أكثر من 500 ألف شخص تأثر منذ 12 مارس"، وأكثر من 183 ألف شخص من بين حوالي 20 مليون نسمة هم بلا مأوى.
من جهته، أفاد برنامج الأغذية العالمي في بيان، أنه تم فتح نحو 300 ملجأ طوارئ، لكن الدمار ما زال يحدّ من وصول الفرق الإنسانية وإيصال المساعدات.
وتسبب الإعصار الذي استمر لفترة استثنائية، في وفاة 86 شخصاً في موزمبيق، وفقاً لآخر حصيلة الجمعة، و17 في مدغشقر.
وقالت الناطقة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فونجما فودونج، لوكالة "فرانس برس": "هناك خطر من تفاقم وباء الكوليرا المنتشر حالياً، مع كون الأطفال الأكثر عرضة لهذه الأزمة".
اقرأ أيضاً: