قالت شبكة "NBCNEWS" الأميركية، الخميس، إن عدد المهاجرين الصينيين الذين يأتون إلى الولايات المتحدة بدون أوراق قد تزايد في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أنهم غالباً ما يأتون إلى البلاد في رحلات مروعة عبر العديد من البلدان ووسائل النقل المختلفة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن إيان جونسون، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية، ومقره نيويورك، قوله: "أعتقد أن ما نراه الآن هم أناس ينتمون إلى الطبقة الوسطى ممن يشعرون أن الفرص باتت تتضاءل وأن الوضع السياسي أصبح أكثر خطورة، ولذا فهم يبحثون عن أي طريقة للخروج من الصين".
من جانبها، أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية القبض خلال الأشهر الـ5 الماضية على ما لا يقل عن 4300 مهاجر صيني بلا أوراق يعبرون الحدود الجنوبية، وهو ما يزيد عن ضِعف العدد الذي جاء إلى البلاد طوال العام السابق.
وقال أحد المهاجرين الصينيين، والذي تحدث عن تجربته ولكنه رفض الكشف عن هويته للصحيفة إنه يخشى البقاء في الصين بعد التحدث علناً ضد الفساد الحكومي في البلاد، مشيراً إلى أنه هرب خوفاً من التعرض لمزيد من الانتقام بعد أن سُجن مرتين.
وأوضح أنه اتبع التعليمات التي وضعها هؤلاء الذين سبقوه في الهروب من البلاد على تطبيقات التواصل الاجتماعي الصينية، حيث تمكن بمساعدة البيانات التفصيلية ومقاطع الفيديو والخرائط من القيام بالرحلة بمفرده إلى حد كبير.
"تجارب صعبة"
وأضاف أن رحلته استغرقت أسابيع، حيث قطع آلاف الأميال على متن عدة طائرات وحافلات وقوارب ودراجات نارية وسيراً على الأقدام، كما أن بعض منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تنصح المهاجرين بالعبور من كاليفورنيا بدلاً من جنوب الولايات المتحدة، التي تؤدي سياسات الهجرة الأكثر صرامة فيها إلى معاملة أسوأ عند الوصول.
فيما قال رجل آخر، والذي ترك عائلته في الصين للقيام برحلته الأولى إلى الولايات المتحدة، إنه سمع عن آخرين اضطروا إلى دفع الأموال للناس مقابل الوصول إلى معلومات مهمة حول أماكن الإقامة على طول طريق الرحلة والمكان الأفضل لدخول الولايات المتحدة، مضيفاً أن سعر هذه المعلومات يمكن أن يتراوح من بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف من الدولارات.
وتابع: "هناك ظاهرة جديدة تتمثل في هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون كسب المال من هذه المعلومات، ولذا فهم يقدمون القليل من المعلومات في كل مرة، وإذا كنت تريد المزيد من المعلومات حول طريق معين فسيطلبون المزيد من الأموال".