يقود مدعٍ عام أمريكي سابق في نيويورك، ومحامية متخصصة في قضايا التمييز في مجال العمل، التحقيق في اتهامات "التحرش الجنسي"، التي تلاحق حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، مع تصاعد دعوات تطالب باستقالته.
وأعلنت المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيسيا جيمس، الاثنين، أنها كلفت المدعي الفيدرالي السابق، جون كيم، والمحامية آن كلارك، لقيادة التحقيق في تهم "التحرش الجنسي"، التي وجهتها 5 نساء ضد كومو.
وقالت جيمس في بيان: "نحن ملتزمون بإجراء تحقيق مستقل وشامل في الحقائق"، حسبما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وأضاف البيان: "جون إتش كيم، وآن إل. كلارك خبيران قانونيان مستقلان لديهما عقود من خبرة إجراء التحقيقات، والقتال من أجل دعم حكم القانون، ليس هناك شك في أن كليهما لديه المعرفة والخلفية اللازمة لقيادة هذا التحقيق، وتزويد سكان نيويورك بالإجابات التي يستحقونها".
وأشارت جيمس إلى أن الفريق سيُكلف بـ"إجراء تحقيق شامل ومستقل في الظروف المحيطة، بمزاعم التحرش الجنسي ضد الحاكم كومو، بما في ذلك تعامل إدارته مع مثل هذه الأمور".
وأوضحت أن "التحقيق سيشمل إصدار مذكرات الاستدعاء والأمور المتصلة بالامتثال، وفحص الوثائق والسجلات ذات الصلة، وإجراء المقابلات، بما في ذلك الإفادات الرسمية، وتحليل البيانات والمعلومات ذات الصلة بالتحقيق".
وسيقدم الفريق تقريراً أسبوعياً إلى مكتب جيمس، ولكنه لن يُلزم بإبلاغ مكتب كومو بهذه التقارير. سيكون التقرير المكتوب متاحاً للعامة في نهايته.
مدعٍ فيدرالي سابق
كان جون كيم، نائباً لمدعي نيويورك السابق، بريت بهارارا، الذي حقق في إيقاف إدارة كومو عمل اللجنة مكلفة بالتحقيق في الفساد في حكومة الولاية قبل عدة سنوات.
وخدم 10 أشهر في منصب القائم بأعمال المدعي العام للولاية بعد رحيل بهرارا عام 2017، كما قاد محاكمة مساعد كومو السابق جو بيركوكو، وهو مستشار سياسي كبير شبهه كومو بأخيه.
وحُكم على بيركوكو عام 2018 بالسجن 6 أعوام بتهم فساد، كما تولى كيم أيضاً أجزاء من التحقيق في جمع التبرعات لعمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو.
محاميان مستقلان
كيم الآن شريك في مكتب خاص للمحاماة، يركز على التحقيقات الداخلية وإنفاذ لوائح الجهات التنظيمية، فضلاً عن الدعاوى عالية المخاطر، وفقاً للبيان.
وكلارك شريكة في مكتب محاماة خاص أيضاً، وتركز على قضايا قانون العمل نيابة عن الموظفين على مستوى المحاكمات التمهيدية والاستئناف، ومثلت الأفراد في العديد من قضايا التحرش الجنسي، وغيرها من قضايا التمييز في مجال العمل في القطاع الخاص، في قطاع التعليم وفي الحكومة.
مطالب باستقالة حاكم نيويورك
وعقب مزاعم التحرش الجنسي التي لاحقت كومو، تصاعد الدعوات لإقالة الحاكم الديمقراطي النافذ. إلا أن كومو (63 عاماً) استبعد مرة أخرى استقالته.
والأحد، انضمت أندريا ستيوارت كازينز، زعيمة الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ في ولاية نيويورك، إلى عدد من زملائها في البرلمان المحلي لدعوة أندرو كومو إلى التنحي.
وبعد فترة وجيزة، حذا حذوها نظيرها في مجلس النواب كارل هيستي، وقال: "لقد حان الوقت للحاكم للتساؤل بجدية عما إذا كان (يستطيع) تلبية توقعات مواطني نيويورك" في ظل هذه الظروف.
وصوّت المجلسان الجمعة على سحب الصلاحيات الخاصة للحاكم، التي فُوض بها العام الماضي من أجل إدارة أزمة الوباء. ويتعين المصادقة على النص من قبل أندرو كومو نفسه. في حال الرفض، يحق للبرلمان تجاوزه.
كومو يرفض الاستقالة
تأتي هذه الاتهامات في وقت حرج بالنسبة إلى كومو حاكم نيويورك منذ 10 سنوات، إذ تنتهي ولايته في نهاية عام 2022. وحظي كومو بشعبية كبيرة في بداية انتشار الوباء لكنه الآن يتعرض لانتقادات من جميع الأطراف.
وهو متّهم بخفض أو حتى التستر على حصيلة الوفيات بالوباء في دور المسنين في هذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة. وقد فتح مدّعون فيدراليون في الولاية تحقيقاً أولياً بذلك.
يرفض كومو مطالب الاستقالة والتنحي عن حكم الولاية، بدعوى أنه تسلم المنصب "بإجماع من الناس لا السياسيين".
وتلاحق كومو سلسلة من الاتهامات بـ"التحرش أو السلوك غير اللائق"، من 5 نساء عملن معه خلال السنوات السابقة، أحدها كان قبل أن يتولى حكم الولاية الأميركية.
اقرأ أيضاً:
