دراسة: معدلات وفيات الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية أعلى من البيض

رجل من أصول إفريقية وابنته في جالفستون بولاية تكساس الأميركية. 19 يونيو 2016 - REUTERS
رجل من أصول إفريقية وابنته في جالفستون بولاية تكساس الأميركية. 19 يونيو 2016 - REUTERS
دبي -الشرق

ظلت الفجوة في معدلات الوفيات بين الأميركيين من الأصول الإفريقية والبيض واسعة على مدى العقدين الماضيين وتفاقمت خلال جائحة فيروس كورونا، وفقا لدراسة كشفت عن اختلافات هائلة في الوفيات الزائدة بين السكان. 

وشهد من الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن الدراسة، أكثر من 1.6 مليون حالة وفاة زائدة مقارنة بالسكان البيض في البلاد على مدى العقدين الماضيين، وفقاً للنتائج التي نشرت، الثلاثاء، في دورية الجمعية الطبية الأميركية.

وارتفعت معدلات الوفيات المعدلة حسب العمر من 21% إلى 40% أعلى بين الذكور من الأصول الإفريقية ومن 13% إلى 31% أعلى بين الإناث من الأصول الإفريقية مقارنة بنظرائهن البيض. 

وقال الباحثون إن الولايات المتحدة أحرزت بعض التقدم نحو تحسين النتائج الصحية للأميركيين من الأصول الإفريقية في أوائل عام 2000، لكنها سرعان ما تعثرت.  

فجوة واسعة

وفي بداية جائحة كورونا في أوائل عام 2020، ارتفعت معدلات الوفيات الزائدة بين الأميركيين من الأصول الإفريقية إلى أعلى معدل لها منذ عام 1999، مما أدى إلى محو علامات التقدم التي شوهدت على مدى العقدين الماضيين، حسب نتائج الدراسة التي توصل إليها فريق بقيادة باحثين من جامعة ييل.

وقال هارلان كرومهولز، طبيب القلب في جامعة ومستشفى ييل، نيو هافن، الذي ساعد في إعداد الدراسة: "لا تزال هناك فجوة صحية كبيرة وراسخة بالنسبة للأميركيين من الأصول الإفريقية. الرسالة الجاهزة هي: حان الوقت لجعل العدالة الصحية حقيقة واقعة".

وفحص الفريق أكثر من 20 عاماً من بيانات شهادات الوفاة الأميركية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، لإجراء المقارنة.  

ومن خلال مقارنة عمر الوفاة المبكرة مقابل متوسط العمر المتوقع النموذجي للأميركيين من الأصول الإفريقية، تمكن الباحثون أيضاً من تقدير إجمالي سنوات الحياة المحتملة المفقودة بين السكان من الأصول الإفريقية.

وقال معدو الدراسة، إن النتائج التي توصلوا إليها تكشف عن الخسائر الهائلة التي تسببت فيها الأزمات الصحية المستمرة والمتداخلة على الأميركيين من الأصول الإفريقية الذين غالباً ما يكون هناك تأثير كبير عليهم بسبب "العنصرية الهيكلية، والاحتياجات الاجتماعية غير الملباة، والتحيز المنهجي".

وأوضحوا: "يجب أن تكون هذه الدراسة بمثابة دعوة للعمل، خاصة لصانعي السياسات".

وفي العقدين اللذين نظرت فيهما الدراسة، كانت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب أكبر مساهم عام في معدلات الوفيات الزائدة بين الأميركيين من الأصول الإفريقية والبيض.

فارق كورونا

وبالنسبة لكل من الرجال والنساء، انخفضت معدلات الوفيات الزائدة من الأسباب الرئيسية الأخرى مثل السرطان والسكري بشكل عام خلال فترة الدراسة، على الرغم من زيادة الوفيات الناجمة عن الاعتداء بالنسبة للرجال من الأصول الإفريقية.

ويشير التأثير الضار لفيروس على الأميركيين من الأصول الإفريقية في السنة الأولى من الجائحة|، إلى أن الجهود المبذولة لتقليل الفوارق الصحية بين الأميركيين من الأصول الإفريقية والبيض كانت "فعالة إلى الحد الأدنى، وأن التقدم كان هشاً"، حسبما قال سيزار كارابالو، زميل ما بعد الدكتوراة في جامعة ييل، نيو هافن، والمعد الرئيسي للدراسة. 

وفي بداية الجائحة، كانت معدلات وفيات كورونا للأميركيين من الأصول الإفريقية أعلى بثلاث مرات تقريباً من معدلات الوفيات بين الأميركيين البيض.

وساعدت اللقاحات والعلاجات منذ ذلك الحين في سد هذه الفجوة، لكن البيانات الحكومية تظهر أن الأميركيين من الأصول الإفريقية، لا يزالون أكثر عرضة للوفاة بسبب كورونا بنحو 1.6 مرة من نظرائهم البيض.

وتوفي الأطفال من الأصول الإفريقية بسبب كورونا بمعدل ثلاثة أضعاف معدل الأطفال البيض تقريباً، وفقاً لدراسة نشرت في مارس.

وكانت الاختلافات في الخسائر في الأرواح أكثر بروزاً بين الرضع. وتقدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن معدلات وفيات الرضع للأطفال من الأصول الإفريقية أعلى بنحو 2.4 مرة من معدلات الأطفال البيض.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات