قال مسؤولون إيطاليون، الأربعاء، إن 9 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأجلي الآلاف من منازلهم جراء أمطار غزيرة بشمال البلاد، تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية.
وتم إجلاء قرابة 10 آلاف شخص من منازلهم، وفق السلطات، بينهم 3 آلاف في بولونيا، و5 آلاف في رافينا، فيما لا يزال نحو 5 آلاف شخص محرومين من الكهرباء.
وانقطعت الكهرباء عن حوالي 50 ألف شخص. في فورلي حيث رأى مصور وكالة "فرانس برس"، الناس في حالة صدمة أثناء فرارهم ليل، الثلاثاء، عبر مياه الفيضانات في الظلام وهم حفاة.
من الجفاف إلى الطوفان
وفي مكان آخر، سبح سكان محليون في أحد طرق تشيسينا، لإنقاذ طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، بينما شوهد رجل يصارع المياه وهو يحمل قطته.
وجاءت الأمطار الغزيرة في أعقاب جفاف تأثرت به مناطق واسعة في شمال إيطاليا، الشتاء الماضي، إضافة إلى شحّ قياسي للأمطار الصيف الماضي أتى على المحاصيل الزراعية.
وقال خبير الارصاد الجوية في القوات الجوية باولو كابيتزي لوكالة "فرانس برس"، "علينا التعوّد على ذلك في المستقبل لانه لسوء الحظ في السنوات الأخيرة كثيراً ما تنهمر هذه الأمطار الغزيرة".
وأُلغي سباق "فورمولا 1" في مطلع الأسبوع في إيمولا القريبة من العديد من المناطق الأكثر ضرراً، في مسعى لتقليل الضغط على خدمات الطوارئ ومنع عشاق سباقات السيارات من الحضور إلى المنطقة المتضررة.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي انهمرت على السهول في المنطقة على مدار يومين في فيضان نحو 20 نهراً في شمال إيطاليا، ما أدى إلى غمر مساحات شاسعة من الأراضي بالمياه وإجلاء الآلاف من السكان.
وقال دافيد مالدولا وهو أحد سكان منطقة تشيسينا لوكالة "فرانس برس"، "شاهدنا من نافذة المنزل (الطابق الثاني) المياه ترتفع تدريجيا" حتى غمرته بعد أن وصلت إلى ارتفاع متر ونصف، ما أدى إلى غرق المنزل.
وحلقت المروحيات طوال الليل بحثاً عن ناجين لإنقاذهم.
وفي مدينة فورلي المجاورة، جنوب شرق العاصمة الإقليمية بولونيا، قال رئيس البلدية جيان لوكا زاتيني إن مدينته "جاثية على ركبتيها، ومدمّرة وتتألم"، وأضاف زاتيني "إنها نهاية العالم".
وقال وزير الحماية المدنية نيلو موسوميتشي، إن بعض المناطق تعرضت في 36 ساعة فحسب إلى ما يعادل نصف المتوسط السنوي من الأمطار، مما ترتب عليه فيضان الأنهار على ضفافها وتدفق المياه عبر المدن وغرق آلاف الفدادين من الأراضي الزراعية.
بدوره، قال ستيفانو بوناتشيني رئيس بلدية منطقة "إيميليا رومانيا" للصحافيين "نواجه أحداثاً كارثية لم تشدها البلاد من قبل تقريبا.. هطلت كميات ضخمة من الأمطار الغزيرة على الأراضي ولم تعد الأراضي قادرة على امتصاصها".
وذكرت السلطات المحلية، أن الفيضان اجتاح 37 بلدة وتجمعاً، وجرى تسجيل نحو 120 انهياراً أرضياً، وتصدعت بعض الطرق وعُلق الكثير من خدمات السكك الحديدية.
جهود إغاثية مكثفة
وقالت إرينى بريولو نائبة رئيس "إيميليا رومانيا" للصحافيين، إنه تم انتشال 9 جثث من مناطق مختلفة.
وكانت هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها منطقة "إيميليا رومانيا" لأحوال جوية سيئة خلال هذا الشهر حيث قُتل شخصان على الأقل خلال عواصف في بداية مايو الجاري.
وقال ميشيل دو باسكال، رئيس بلدية رافينا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية "راي"، "على الأرجح هذه أسوأ ليلة مرت في تاريخ (منطقة) رومانيا"، وأضاف أن السلطات أجلت خمسة آلاف شخص من المدينة أثناء الليل.
وأظهرت لقطات فيديو، عمال إغاثة وهم يحملون سكّاناً في الطرقات التي غمرتها المياه أو على متن قوارب مطاطية، بينما اندفعت السيول عبر أروقة بولونيا التي تصنفها اليونسكو "تراثاً إنسانياً".
وفي مقاطع مصورة أخرى لخفر السواحل الإيطالي، ظهر عمال إنقاذ في مروحية وهم يسحبون شخصين مسنّين من على سطح منزل كان منسوب المياه فيه يغطي نوافذ الطابق الأول تقريباً.
وفي المناطق التي انحسرت فيها المياه، امتلأت الشوارع بالطين الكثيف والحطام.
وقبل أسبوعين فقط، تعرضت منطقة "إيميليا رومانيا"، وهي إحدى أكثر المناطق الغنية في إيطاليا، لأمطار غزيرة ما تسبب بفيضانات أودت بشخصين.
إلغاء "فورمولا "1
وأعلن، الأربعاء، منظّمو جائزة "إيميليا رومانيا" الكبرى، المرحلة السادسة من بطولة العالم لـ"الفورمولا 1"، المقرّر نهاية الأسبوع الجاري على حلبة إيمولا الشهيرة، أن السباق "لن يقام".
وقال المنظمون في بيان رسمي "عقب المناقشات بين فورمولا 1، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، والسلطات المختصة.. اُتخذ القرار بأن سباق الجائزة الكبرى لن يقام في إيمولا"، دون تحديد ما إذا سيتم إعادة جدولة السباق من هنا حتى نهاية الموسم.
وأضاف "اُتخذ هذا القرار لأنه لم يكن من الممكن تنظيم الحدث بأمان لمشجعينا وفرقنا وموظفينا".
واعتبر الرئيس التنفيذي لـ"فورمولا 1" الإيطالي ستيفانو دومينيكالي، في تصريحات تضمنها البيان أنه "كانت مأساة أن نرى ما كان يحدث في (إيمولا) و"إيميليا رومانيا)، المدينة والمنطقة التي نشأت فيها".
وبدورها وافقت الفرق على قرار إلغاء السباق حيث قال فيراري في بيان "حتى لو كان السباق على أرضنا والأهم بالنسبة لنا، فإن الأولوية في هذا الوقت يجب أن تكون خلاص أولئك الذين يعيشون ويعملون في المنطقة".
وألغيت الأنشطة في الحلبة، الثلاثاء، وطُلب من الموظفين في الموقع الإخلاء في فترة ما بعد الظهر كإجراء احترازي بسبب الارتفاع المقلق في مستوى نهر بالقرب من الحلبة.
وطلب المنظمون في البداية من الفرق والصحافيين عدم الذهاب إلى الحلبة، الأربعاء، قبل أن يتم إلغاء السباق.
وكان من المقرر أن يشهد سباق جائزة "إيميليا رومانيا" الكبرى عودة المنافسة إلى "القارة العجوز" بعدما أقيمت المراحل الخمس الأولى في البحرين والسعودية وأستراليا وأذربيجان وميامي.
اقرأ أيضاً:
