أطلقت السلطات الجزائرية خطة استباقية لمكافحة حرائق الغابات، من خلال استئجار قاذفات المياه وتهيئة نقاط مائية وأبراج مراقبة، وفتح طرق ومسالك في الغابات تسمح بالتدخل السريع وإطفاء أي حرائق محتملة، بهدف تفادي سيناريو حرائق الغابات الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، وأودى بحياة العشرات.
وزارت "الشرق" محافظة تيزي وزو الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة، وهي من أكثر المناطق تضرراً من الحرائق خلال السنوات السابقة، ووقفت على الإجراءات المتخذة للوقاية من حرائق الغابات.
وفي قرية "إيغيل بوزال"، إحدى قرى تيزي وزو بمنطقة القبائل، التي تعتمد على نظام اجتماعي يدعى "تجماعت"، حيث لأعيان القرية كلمة الفصل لتسيير شؤون القرية.
وقال محديل جيلالي، أحد أعيان القرية، لـ"الشرق": "لقد فعّلنا قانوناً خاصاً، سنقوم بتنظيف القرية من كل الأحراش والنفايات، على أن نجتمع يوم السابع من شهر يوليو المقبل لحرق كل ما جمعناه".
وأضاف: "بعد هذا التاريخ سيمنع منعاً باتاً إشعال النيران، ومن يخالف ذلك سنفرض عليه غرامة مالية، تجنباً لتكرار سيناريو حرائق السنوات الماضية".
بدوره، قال رئيس مقاطعة الغابات في عزازقة بولاية تيزي وزو قاسي أرزقي لـ"الشرق"، إن "محافظة الغابات بتيزي وزو عملت على توعية لجان القرى والسكان المحليين بمخاطر حرائق الغابات، وكيفية الوقاية منها".
وأضاف أرزقي أن هذه الهيئة "قامت بعدة إجراءات تهدف لتفادي حرائق الغابات، وتسمح بالتدخل السريع لمنع انتشار أي حرائق محتملة، من خلال تهيئة طرق ومسالك للتدخل السريع، وفتح طرق ومصدات للوقاية من الحرائق بجوار القرى، إضافة لبناء 4 أبراج مراقبة، وإنجاز نقاط مائية بهدف حماية الغطاء النباتي في ولاية تيزي وزو، الذي يبلغ 112 ألف هكتار".
استعدادات حكومية
تعكس هذه الأجواء التي تعيشها محافظة تيزي وزو حالة من الاستعدادات الحكومية لتجنب حرائق الغابات التي شهدتها البلاد، وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وقال جمال طواهرية المدير العام للغابات لـ"الشرق"، أن الجزائر عززت جاهزيتها لمواجهة حرائق الغابات، من خلال رصد امكانات أكبر للتدخل الجوي الذي أثبت نجاعة في مواجهة حرائق الغابات، من خلال استئجار ست طائرات ذات سعة 3 آلاف لتر يرتقب استلامها في يونيو المقبل، إضافة إلى طائرة كبيرة، و7 مروحيات تخصصها الجزائر لإطفاء أي حرائق، مع تجهيز أماكن هبوط للطائرات بعدة ولايات معروفة بغاباتها الكثيفة.
وبالإضافة إلى تعزيز إمكانات المجال الجوي، وضعت السلطات الجزائرية 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه، و3523 نقطة توزيع مياه، وكذلك 748 خلية عمل بتعداد 8294 شخص، تم وضعهم تحت الطلب في حالة الضرورة القصوى.
خسائر كبيرة في السنوات الماضية
وأشار المدير العام للغابات الجزائرية إلى أن بلاده سجلت في السنوات الأخيرة حرائق عدة، أدت إلى خسائر كبيرة، ما دفع السلطات إلى وضع استراتيجية جديدة "تنطلق من تحديد أسباب هذه الحرائق، بهدف تحييدها وتقليص المخاطر، وتسخير وسائل مادية وبشرية كبيرة للتدخل في حال حدوث أي حرائق".
وفي العام الماضي، سجلت الجزائر احتراق 26 ألف هكتار من مساحات الغابات، ما يمثل ربع خسائر السنة السابقة، إذ أتلفت حرائق الغابات في 2021 أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات.
وبحسب إحصاءات رسمية، تسجل الجزائر خسائر تقدر بـ32 ألف هكتار من الغابات سنوياً خلال السنوات الـ10 الماضية، مما تسبب في خسائر للغطاء النباتي، وفي الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية.
ويمتد الغطاء الغابي في الجزائر على مساحة قدرها 4.1 مليون هكتار، بنسبة تقدر بـ2.3% من مساحة البلاد، ويتشكل أغلبه من أشجار الصنوبر الحلبي، وبلوط الفلين والكاليتوس.
