تقرير أممي: 675 مليون شخص يعيشون دون كهرباء عالمياً

أطفال يرجعون دروسهم على ضوء مصباح "البارافين" أثناء انقطاع التيار الكهربائي في سويتو بجنوب إفريقيا. 18 مارس 2021 - REUTERS
أطفال يرجعون دروسهم على ضوء مصباح "البارافين" أثناء انقطاع التيار الكهربائي في سويتو بجنوب إفريقيا. 18 مارس 2021 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أظهر تقرير أممي جديد، الثلاثاء، أن حوالي 675 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون دون كهرباء، ما يعني غياب مصدر طاقة موثوق به بالنسبة لهم للإضاءة والتدفئة والتبريد وتشغيل الأجهزة الأساسية.

وأعد التقرير منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والبنك الدولي، وشعبة الاحصاءات في الأمم المتحدة.

وبدون كهرباء، يواجه هؤلاء الأفراد تحديات في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية، كما أن نقص الكهرباء يعيق التنمية الشاملة ورفاهية المجتمعات والمناطق.

وأشار التقرير إلى أن حوالي 2.3 مليار شخص لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على أنواع وقود الطهي التقليدية وغير الفعالة، مثل الخشب أو الفحم أو الكتلة الحيوية.

وقدّرت التوقعات الحالية أن 1.9 مليار شخص سيكونون بدون طهي نظيف و660 مليون بدون كهرباء في عام 2030 حال عدم اتخاذ المزيد من الإجراءات ومواصلة الجهود الحالية.

وستؤثر هذه الفجوات سلباً على صحة السكان الأكثر ضعفاً وستؤدي إلى تسريع تغير المناخ.

سيدة تطهو الطعام في إحدى قرى مقاطعة ناتيتينجو في بنين. 13 ديسمبر 2021 - FRILET Patrick / hemis.fr
سيدة تطهو الطعام في إحدى قرى مقاطعة ناتيتينجو في بنين. 13 ديسمبر 2021 - hemis.fr

تلوث الهواء

وتقضي الأسر التي تعتمد على وقود الطهي غير الفعال ما يصل إلى 40 ساعة أسبوعياً في جمع الحطب، مما يمنع النساء من متابعة العمل أو المشاركة في هيئات صنع القرار المحلية، فضلاً عن إعاقة ذهاب الأطفال إلى المدرسة.

ويسهم استخدام وقود الطهي التقليدي في تلوث الهواء الداخلي، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، خصوصاً النساء والأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً بالقرب من مناطق الطهي.

كما أن عدم الحصول على الكهرباء يعيق توفير خدمات الرعاية الصحية الكافية في المناطق المحرومة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت 3.2 مليون شخص كل عام بسبب المرض الناجم عن استخدام الوقود والتقنيات الملوثة. ويعني عدم حصول الأشخاص على الكهرباء زيادة مستويات التعرض لمستويات سامة من تلوث الهواء المنزلي.

كما يسهم الاعتماد على وقود الطهي غير الفعال في زيادة عمليات إزالة الغابات وتدهور البيئة.

ووجد التقرير أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق هدف التنمية المستدامة السابع للطاقة، وهو "ضمان الوصول إلى طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة". ويمثل هذا العام منتصف الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

وفي عام 2010 حصل 84% من سكان العالم على الكهرباء، ثم ارتفعت تلك النسبة إلى 91% في عام 2021، مما يعني أن أكثر من مليار شخص حصلوا على إمكانية الوصول خلال تلك الفترة، لكن وتيرة نمو الوصول للكهرباء تباطأت في الفترة من 2019 إلى 2021 مقارنة بالسنوات السابقة.

وفي عام 2021، لم تصل الكهرباء لأكثر من 567 مليون شخص في إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة تصل إلى 80% من سكان العالم الذين لا يحصلون على الكهرباء، حيث ظل العجز في هذه المنطقة كما هو تقريباً منذ عام 2010.

الكهرباء المتجددة

في سياق متصل، نما استخدام الكهرباء المتجددة في الاستهلاك العالمي من 26.3% في عام 2019 إلى 28.2% في عام 2020، وهي أكبر زيادة لعام واحد منذ بدء تتبع التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال التقرير الجديد إنه وعلى الرغم من زيادة معدل استخدام مصادر الطاقة المتجددة في قطاع الطاقة، لكن التقدم غير كافٍ لبلوغ الأهداف المحددة في أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن التدفقات المالية العامة الدولية لدعم الطاقة النظيفة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تتناقص منذ ما قبل جائحة كورونا وأن التمويل يقتصر على عدد صغير من البلدان.

كما شدد التقرير على ضرورة إجراء إصلاح هيكلي للمالية العامة الدولية وتحديد فرص جديدة لإطلاق الاستثمارات، لافتاً إلى أن الديون المتزايدة وارتفاع أسعار الطاقة يفاقمان من آفاق الوصول الشامل إلى الطهي النظيف والكهرباء.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات