لإنقاذ الأرواح.. دعوة أممية لاستباق عواقب ظاهرة "إل نينيو"

انخفاض منسوب المياه في نهر ماجدالينا بعد ارتفاع درجة الحرارة بسبب ظاهرة "إل نينو" في كولومبيا. 14 يناير 2016 - REUTERS
انخفاض منسوب المياه في نهر ماجدالينا بعد ارتفاع درجة الحرارة بسبب ظاهرة "إل نينو" في كولومبيا. 14 يناير 2016 - REUTERS
جنيف - أ ف ب

دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، الحكومات إلى استباق عواقب ظاهرة "إل نينيو" المناخية، التي بدأت أخيراً ومرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في العالم، وذلك من أجل "إنقاذ الأرواح وسبل العيش".

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إلى أنّ ظاهرة "إل نينيو" ستتواصل على مدار العام مع كثافة من المحتمل أن تكون "معتدلة على الأقلّ"، معلنة "بداية الحلقة" مع احتمال فرصة استمرارها في النصف الثاني من العام بنسبة 90%.

وفي 8 يونيو الماضي، أعلنت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، وصول ظاهرة "إل نينيو".

وعادة ما يصبح تأثير ارتفاع درجات الحرارة واضحاً بعد عام من تطور الظاهرة، وبالتالي من المرجح أن يكون ملموساً أكثر في عام 2024.

رسالة للحكومات

وقال مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ، بيتيري تالاس في بيان إن "وصول ظاهرة إل نينيو سيزيد بشكل كبير من احتمال تجاوز الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، والتسبب في حرارة أشد في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات". 

وأضاف أنّ "إعلان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن الظاهرة، هو إشارة للحكومات في جميع أنحاء العالم من أجل ان تستعدّ للحدّ من آثارها على صحتنا ونظامنا البيئي واقتصاداتنا".

وفي هذا الصدد، شدّد على أهمية أنظمة الإنذار المبكر والتدابير اللازمة لاستباق الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بهذه الظاهرة المناخية الكبرى لـ"إنقاذ الأرواح وسبل العيش".

كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، إذ تخشى من زيادة الأمراض المتعلقة بالمياه، مثل الكوليرا، إضافة إلى الأوبئة التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا، علاوة على الأمراض المعدية، مثل الحصبة، وفق ما ذكرت للصحافيين المديرة المكلفة بالصحة العامة والبيئة في المنظمة، ماريا نيرا.

وفي 2018-2019، أعلنت بعض المناطق وصول "إل نينيو"، واُعتبرت حينها ضعيفة. لكنّ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لم تصدر هذا الإعلان بسبب "الافتقار إلى الإجماع" الدولي، وفق ما أوضح للصحافيين رئيس قسم خدمات التنبؤ المناخي الإقليمي، ويلفران موفوما أوكيا.

وتعود آخر حلقة من ظاهرة "إل نينيو" إلى 7 سنوات، في 2015-2016، وكانت شديدة للغاية، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ظاهرة "إل نينيو"

وحدثت الظاهرة آخر مرة في 2018-2019، وأفسحت مجالاً لحلقة طويلة تناهز 3 سنوات من امتداد "إل نينيو"، التي تسبب آثاراً معاكسة أبرزها انخفاض درجات الحرارة.

و"إل نينيو" ظاهرة مناخية تحدث مرة كل سنتين إلى 7 سنوات، وتستمر عادةً من 9 إلى 12 شهراً، وترتبط بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ.

لكنّ الحلقة الحالية "تأتي في سياق مناخ تم تغييره بسبب الأنشطة البشرية"، على ما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وفي مايو، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أنّ الفترة بين عامي 2023-2027، ستكون بالتأكيد الأكثر سخونة على الإطلاق على الأرض، في ظل التأثير المشترك لظاهرة "إل نينيو"، والاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الغازات الملوثة. 

ويُقدر أن هناك فرصة بنسبة 66% بأن يتجاوز المتوسط العالمي السنوي لحرارة سطح الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية المستوى المسجّل ما قبل الثورة الصناعية لمدة عام واحد على الأقل بين عامي 2023 و2027.

وأوضح مدير الخدمات المناخية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كريس هيويت أنّ "هذا لا يعني أنه خلال السنوات الخمس المقبلة سنتجاوز 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاق باريس حول المناخ، لأنّ هذه الاتفاقية تشير إلى الاحترار المناخي الطويل الأمد لسنوات عديدة. ومع ذلك، فهو إشارة جديدة لليقظة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات