وزير الطاقة السعودي: قدمنا خفضاً طوعياً لإنتاج النفط لأن هناك حاجة إليه

الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي يتحدث في مؤتمر لمنظمة "أوبك" بالعاصمة النمساوية فيينا، بتاريخ 4 يوليو 2023 - الشرق
الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي يتحدث في مؤتمر لمنظمة "أوبك" بالعاصمة النمساوية فيينا، بتاريخ 4 يوليو 2023 - الشرق
دبي/فيينا-الشرقرويترز

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن السعودية قدمت خفضاً طوعياً لإنتاج النفط لأن هناك حاجة إلى ذلك، مشيراً إلى أن "أوبك+" تبحث عن وصفة جديدة للتعامل مع الوضع الحالي للسوق.

وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال جلسة حواية في الدورة الثامنة لمؤتمر "أوبك" الدولي بالعاصمة النمساوية فيينا، التزام المملكة بالتخفيض المؤقت. 

وقال: "علينا أن نقوم بذلك. لأن هناك حاجة ملحة وتوقعات ملحة في السوق بشأن (أوبك+)، ويجب أن نقوم بذلك إذا أردنا أن نكون عادلين مع الجميع".

وأكد وزير الطاقة السعودي على أن الحاجة إلى تعزيز الشفافية كانت من ضمن أبرز الدروس المستفادة من جائحة كورونا.

وقال إنه لتعزيز الشفافية في ما يتعلق بإنتاج النفط اعتُمدت جهات خارجية كأطراف ثالثة مستقلة لمتابعة إنتاج الدول في اتفاق خفض الإنتاج.

وأشار إلى أن أوجه القصور في بيانات الوكالة الدولية للطاقة تؤدي لاختلالات في السوق، موضحاً أن "أوبك+" تعتمد على الشفافية.

وفي السياق قال وزير الطاقة السعودي: "للأسف لم نأخذ وكالة الطاقة الدولية بالحسبان، لأنها تعدّل أرقامها بجانب الأرقام غير الدقيقة الصادرة عنها، وهذا يعمل على تشويش السوق".

وليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها الأمير عبد العزيز المنظمة، إذ قال في مايو الماضي إن توقعاتها "غير المستقرة" سببت تقلبات الأسعار خلال العام الماضي وحتى الآن بسبب توقعاتها الخطأ بشأن سوق النفط.

وتسعى المملكة لمواصلة جهودها في مفاجأة السوق، وتفعل كل ما هو ضروري للحفاظ على توازنها، وفق تصريحات الأمير عبد العزيز بن سلمان الذي أشار إلى أن المضاربين سيظلون في السوق دائماً و"الأدوات المضاربية خُلقت للتحوُّط ولكن المضاربين استخدموها بكثافة".

وأضاف: "سنواصل عملنا، ولدينا عديد من الأدوات لتحقيق أهدافنا، واللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج تجتمع كل شهرين لمتابعة وضع السوق".

التزام روسيا بخفض الإنتاج

وأفاد وزير الطاقة السعودي بأن التخفيضات الجديدة المشتركة في إنتاج النفط التي أعلنتها روسيا والسعودية في وقت سابق هذا الأسبوع أثبتت مرة أخرى أن المشككين بشأن علاقات الطاقة السعودية الروسية على خطأ.

وتابع: "يهدف ما فعلناه بمساعدة زملائنا في روسيا جزئياً أيضاً للتخفيف من تشكك المتابعين لما يجري بين السعودية وروسيا في هذا الصدد بالتحديد".

وأشار الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أن "أوبك" تأكدت من 7 جهات مستقلة من التزام روسيا خفض إنتاج النفط ضمن المتفق عليه في تحالف "أوبك+".

وقال: "قدمت روسيا خفضاً طوعياً إضافياً بنحو 500 ألف برميل يومياً، وسيكون من صادراتها، وستلتزم العمل مع الجهات الخارجية السبع المعتمَدَة لمراقبة إنتاج الدول في الاتفاق الحالي".

تأتي تصريحات الأمير عبد العزيز عقب تقارير تشير إلى عدم التزام روسيا خفض إنتاج النفط، كان من أحدثها تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في مايو الماضي، قالت فيه إن روسيا خفضت إنتاج النفط في أبريل بنحو 200 ألف برميل فقط يومياً، وهو أقلّ من نصف مليون برميل يومياً تعهدت بخفضها في وقت سابق اعتباراً من مارس.

خفض الإنتاج

والاثنين الماضي، أعلنت السعودية وروسيا، تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية شهر أغسطس المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول بوزارة الطاقة، أن المملكة ستمدد الخفض التطوعي لإنتاج النفط البالغ مليون برميل يومياً، والذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو الجاري لشهر آخر، ليشمل شهر أغسطس مع إمكانية تمديده.

وبذلك سيبلغ إنتاج المملكة في شهر أغسطس 2023 نحو 9 ملايين برميل يومياً.

وأوضح المصدر "أن هذا الخفض يأتي بالإضافة إلى الخفض التطوعي الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة في أبريل 2023 والممتد حتى نهاية ديسمبر 2024".

وأكد أن "هذا التخفيض التطوعي الإضافي، يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول "أوبك+" بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها".

كما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الاثنين الماضي، أن روسيا ستخفض صادراتها من النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أغسطس.

وأضاف في بيان: "في إطار الجهود المبذولة لضمان بقاء سوق النفط متوازنة، ستخفض روسيا طواعية إمداداتها النفطية في شهر أغسطس بواقع 500 ألف برميل يومياً من خلال خفض تلك الكمية من صادراتها إلى الأسواق العالمية".

واتفق تحالف "أوبك+"، مطلع يونيو، على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط من ديسمبر 2023 إلى نهاية 2024.

وبدأ التحالف في نوفمبر الماضي، تنفيذ خفض الإنتاج بواقع 2 مليون برميل يومياً، قبل أن يفاجئ الأسواق بخفض طوعي من كبار المنتجين اعتباراً من أول مايو الماضي، بواقع 1.66 مليون برميل يومياً.

وأعلن التحالف في بيان عقب اجتماع اللجنة الوزارية في العاصمة النمساوية فيينا، أن إجمالي مستوى إنتاج النفط الخام لدول "أوبك+" سيكون 40.46 مليون برميل يومياً، اعتباراً من أول يناير 2024 وحتى نهاية العام نفسه.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات