الفيدرالي الأميركي يرفع أسعار الفائدة ويترك الباب مفتوحاً لزيادة أخرى

جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يعلن زياردة أسعرا الفائدة. 26 يوليو 2023 - Bloomberg
جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يعلن زياردة أسعرا الفائدة. 26 يوليو 2023 - Bloomberg
واشنطن -وكالاتالشرق

أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الأربعاء، رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، لتبلغ بذلك أعلى مستوياتها خلال 16 عاماً، على خلفية استمرار ارتفاع معدلات التضخم، مشيراً إلى زيادات أخرى محتملة لأسعار الفائدة في المستقبل.  

وحدد الفيدرالي الأميركي، سعر الفائدة الرئيسي لليلة واحدة، عند نطاق 5.25% إلى 5.5%، لافتاً إلى أن لجنة السوق المفتوحة، ستواصل تقييم معلومات إضافية وتأثيرها على السياسة النقدية.

وبالتزامن مع الإعلان الأميركي، أعلن المصارف المركزية في عدد من دول الخليج العربية رفع أسعار الفائدة، قرر البنك المركزي السعودي رفع معدل اتفاقية إعادة الشراء "الريبو" بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6% ورفع معدل اتفاقية إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي" بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.50%.

وبحسب بيان المركزي السعودي، يأتي هذا القرار اتساقاً مع هدف البنك في السعودية للمحافظة على الاستقرار النقدي.​

وفي الإمارات، رفع المصرف المركزي سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس، وقال البنك في بيان، إنه قرر رفع سعر الأساس على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة إلى 5.40% من 5.15%، اعتباراً من الخميس.

وأعلن بنك الكويت المركزي، رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس، وقال المركزي الكويتي في بيان، إنه قرر رفع سعر الخصم إلى 4.25% من 4%، اعتباراً من الخميس.

وأضاف البيان أن هذا القرار جاء في إطار مساعي البنك المركزي الكويتي لـ"المحافظة على الاستقرار النقدي والاستقرار المالي، بما في ذلك حرص البنك على تعزيز الأجواء الداعمة للنمو الاقتصادي لمختلف القطاعات الاقتصادية، وخاصة القطاعات غير النفطية".

وأشار إلى أن ذلك يأتي أيضاً في ظل جهود البنك الرامية إلى "احتواء الضغوط التضخمية المحلية، والمحافظة على تنافسية العملة الوطنية وجاذبيتها كوعاء للمدخرات المحلية".

كما قال مصرف البحرين المركزي، في بيان، الأربعاء، إنه قرر وبأثر فوري رفع سعر الفائدة الأساسي على ودائع الأسبوع الواحد بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.25% من 6%.

وأضاف المركزي البحريني أنه قرر رفع سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة 25 نقطة أساس إلى 6% من 5.75%، والإبقاء على سعر الفائدة على الودائع لفترة 4 أسابيع دون تغيير عند 6.75%.

وكذلك قرر مصرف قطر المركزي، رفع أسعار الفائدة الرئيسية 25 نقطة أساس، وذكر البنك، في بيان، أن لجنة السياسية النقدية رفعت سعر فائدة الإيداع إلى 5.75% وسعر فائدة الإقراض إلى 6.25%، وسعر إعادة الشراء (الريبو) إلى 6%.

خفض التضخم

وفي مؤتمر صحافي أعقب قرار رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول إن "خفض معدلات التضخم إلى نسبة 2% هو مسؤوليتنا وهدفنا، ولا يزال بحاجة إلى الكثير من العمل والوقت، لكننا معنيون بشكل أساسي بخفض التضخم وتقييم المخاطر الاقتصادية".

وأضاف "العودة بمعدلات التضخم إلى 2% ستكون حجر الأساس للوصول إلى التوظيف الكامل. لقد حققنا الكثير من التقدم، إلا أننا لا نزال بحاجة إلى متابعة بيانات الاقتصاد والتطورات المالية قبل تحديد السياسة النقدية مستقبلاً".

وتابع "نتفهم بأن التضخم المرتفع له أضرار كبيرة ويؤذي المواطنين ويُمثل عائقاً أمام تحقيق أهداف الفيدرالي الأميركي. استقرار الأسعار هو مسؤولية الفيدرالي الأمريكي، وبدون تحيقق استقرار الأسعار فلن يكون لدينا نشاط اقتصادي مستدام".

وأشار باول إلى أن "سوق العمل في الولايات المتحدة لا يزال قوياً جداً"، لافتاً إلى أنه "رغم تباطؤ إضافة الاقتصاد للوظائف إلا أن المعدل لا يزال مرتفعاً".

كما أوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أن "النمو في مؤشر أسعار المستهلكين تباطأ بقوة مقارنة ببداية العام، بينما لا يزال العرض في سوق العمل أعلى من الطلب".

وقال "سوق العمل سيتحوّل إلى توازن أفضل فيما يتعلق بفرص العمل وإضافة الوظائف".

كانت الأسواق قد أظهرت تفاؤلاً بقرار الاحتياطي الفيدرالي، الشهر الماضي، والذي مثّل أول إبطاء في وتيرة السياسة النقدية، بعد أن رفع مسؤولو البنك المركزي الفائدة العام الماضي بأسرع معدل زيادة في أربعة عقود، شاملةً زيادتها 75 نقطة أساس أربع مرات متتالية.

لجنة السوق المفتوحة في "الفيدرالي" أكّدت في اجتماع، الأربعاء، أنها ستواصل مراقبة انعكاسات البيانات الواردة على التوقعات الاقتصادية، وستكون مستعدة لتعديل موقف السياسة النقدية بالشكل المناسب إذا ظهرت مخاطر قد تعرقل تحقيق أهدافها بإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف الذي تلتزم فيه بشدة.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة في سبتمبر المقبل بعد استراحة موسم الإجازات الصيفية في أغسطس، وهو ما يعني مدى أكبر لمراقبة البيانات الاقتصادية الصادرة حتى موعد الاجتماع لتحديد الخطوة القادمة، التي تتراوح بين الحفاظ على معدلات الفائدة عن مستويات يوليو أو زيادتها مرة أخرى.

كانت تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في يونيو الماضي أشارت لاحتمالية زيادة معدلات أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام الحالي مرتين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات