شارك آلاف المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مقطع فيديو قصيراً يوضح كيفية استخدام "إشارة النجدة"، وهي مجموعة حركات بسيطة يمكن للنساء أداؤها باستخدام كف اليد لطلب المُساعدة من المُحيطين بدون حديث في مواقف التعرض للتهديد والاختطاف أو العنف الأسري.
ويُظهر مقطع الفيديو الذي شاهده ما يزيد على 5 ملايين مُستخدم، كيف يمكن استخدام الإشارة من قبل الرجال والأطفال والنساء على حد سواء، وفي مواقف مختلفة لطلب المساعدة لدى التعرض للعنف من الأقارب والغرباء أو محاولات الاختطاف.
ويأتي الاهتمام العالمي بـ"إشارة النجدة" في أعقاب واقعة اختطاف ومقتل شابة لندنية أوائل مارس الجاري، والمُتهم بالضلوع فيها أحد أفراد الشرطة.
5 ملايين مشاهدة
يعود تاريخ بث مقطع الفيديو إلى الـ10 من مارس الجاري، إلا أنه تمكن خلال أيام قصيرة من حصاد ما يزيد على 5 ملايين مشاهدة حول العالم، بعد أن بثه حساب طاهٍ هندي شهير يُدعى هارجيندر سينغ كوكريغا، الذي أرفق الفيديو بعبارة مختصرة مع الوسم الإلكتروني (#HelpMe)، يُشجع خلالها متابعيه التعرف إلى معنى "إشارة النجدة"، ويدعوهم قائلاً "فلنمنح تلك الإشارة الشهرة".
ويتضمن مقطع الفيديو 3 مواقف مختلفة لاستخدام "إشارة النجدة"، بينها أداء طفلة مختطفة للإشارة رغبة في لفت أنظار أحد المارة، وأداء سيدة مُعنفة للإشارة عبر النافذة، فضلاً عن استخدام رجل محتجز للإشارة ذاتها لعامل توصيل الطلبات، فيما يوضح مقطع الفيديو أن الاتصال بالشرطة من بين ردود الأفعال الواجبة عند تلقي الإشارة من أحد الأفراد.
أما عن ماهية الإشارة المقصودة، فتتضمن ضم الإبهام إلى الكف، ثم ثني بقية الأصابع على الإبهام لتكوين قبضة.
ووفقاً لتقرير أعدته مجلة "فوغ" في أبريل من العام الماضي، لا يزال عمر الإشارة قصيراً، إذ ابتُكرت خصيصاً بعد حركات الإغلاق العام في مدن العالم بسبب تفشي الجائحة، وتزايد صعوبة الإبلاغ عن حالات العنف المنزلي، فكانت الحاجة إلى إشارة صامتة يمكن استخدامها لطلب المساعدة.
إشارة الجائحة
وباتت إشارة النجدة تُعرف رسمياً باسم "الإشارة الدولية للمساعدة"، وذلك بعد أن دشنتها شبكة تمويل المرأة، وهي إحدى الجهات الخيرية الأميركية، بالتنسيق مع مؤسسة المرأة الكندية.
وتشرح الشبكة الدافع وراء تصميم الإشارة بزيادة عزلة الأفراد أثناء فترات الحجر الصحي، مع شيوع استخدام تطبيقات الاتصال عبر الفيديو، ما خلق ضرورة لابتكار إشارة مميزة وسرية تستطيع من خلالها الناجيات من العنف طلب المُساعدة على الرغم من كونهن عالقات في المنزل مع معنفيهن.
ويُحدد الموقع الإلكتروني للشبكة، وسائل التفاعل مع إشارة النجدة لدى تلقيها من أحد الأفراد، وهي محاولة التواصل مع الشخص المتعرض للعنف والإيذاء، بوسيلة تواصل أخرى كالبريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، لطرح أسئلة أكثر تحديداً عن مدى سلامته على أن تدفعه صيغة الأسئلة للإجابة بنعم أو لا فقط حفاظاً على سلامته.
ويؤكد الموقع ضرورة عدم إبلاغ الشرطة عن حالة العنف المنزلي إلا في حال طلب الشخص مُرسل الإشارة ذلك.
سارة إيفيرارد
ويرجع الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي بوسائل حماية النساء من العنف المنزلي ووسائل تعبيرهن عن الخطر الداهم، إلى واقعة اختفاء امرأة بريطانية تدعى سارة إيفيرارد أوائل مارس الجاري، التي تبين لاحقاً أنها تعرضت للاختطاف وعُثر على جثمانها بموقع يبعد مسافة تتخطى 80 كيلومتراً عن محل رؤيتها لآخر مرة، وفقاً لتقرير أعدته شبكة CNN الأميركية.
وأثارت واقعة وفاة الشابة البريطانية الجدل بشأن أمن النساء في الطرقات، وكيفية توفير الحماية لهن، خصوصاً بعد أن وجهت اتهامات في القضية لأحد ضباط الشرطة اللندنيين ويُدعى، واين كوزينز، والذي بدأت أولى جلسات الاستماع في قضيته السبت الماضي.