تواجه شركة "سميت سالفدج" الهولندية المتخصصة في عمليات إنقاذ السفن، تحدياً هائلاً جديداً بعد أن استُدعيت لإزاحة ناقلة الحاويات العالقة في قناة السويس، والتي تسببت في تعطّل حركة العبور فيها، وفق ما أعلنت السلطات المصرية.
وكانت الشركة المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس، أكدت في وقت سابق، الجمعة، فشل المحاولة الثانية لتعويم السفينة، بينما تواصل فرق الإنقاذ أعمال التكريك لإزاحة الرمال المحيطة بمقدمتها. وأضافت الشركة في بيان، أن فريق الإنقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في 28 مارس للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة.
وتعد "سميت سالفدج" شركة متخصصة في إنقاذ السفن المنكوبة وانتشال الحطام في كل أصقاع العالم. وهي قادرة على محاصرة مواد خطرة يمكن أن تتسرّب من سفن تغرق.
وتقيم الشركة "مراكز للتدخّل الطارئ" في روتردام والكاب وسنغافورة، وتعتز بتوفير خدمات قطر السفن في نحو 90 ميناء في 36 بلداً من خلال شركات المحاصة.
وتأسست "سميت سالفدج" في عام 1842 في روتردام، وفي عام 2010 استحوذت عليها المجموعة الهولندية "رويال بوسكاليس وستمنستر"، المتخصصة في الجرف وتطوير الموانئ.
خطة معقدة
وصرح المدير التنفيذي لشركة "بوسكاليس بيتر بردوفسكي" للتلفزيون الهولندي بأن إزاحة ناقلة الحاويات "إيفر غيفن" قد تستغرق "أياماً بل أشهراً".
وتابع بردوفسكي في وصف وضع الناقلة العالقة "إنها حُوت ثقيل جداً على الشاطئ إذا جاز التعبير"، مشيراً إلى "خطر حصول كسر في هيكل السفينة" خلال عملية السحب.
وأضاف "إذا كانت (السفينة) عالقة حقاً، فسيتطلّب الأمر "نقل الحاويات الموجودة على متنها، وسحب كميات المياه والنفط، وإجراء عمليات جرف. ويجب أيضاً الأخذ في الاعتبار أن المعدات التي قد نحتاج لها ليست بالضرورة متوفرة على مقربة من الموقع".
لكن بردوفسكي شدد على أنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها سميت سالفدج "أوضاعاً كتلك"، مستذكراً وضعية مشابهة لسفينة علقت في الرمال قرب هامبورغ في ألمانيا، وتطلّبت عمليات إزاحتها 12 رافعة كبيرة.
وكان فريقا إنقاذ محترفان من هولندا واليابان شرعا الخميس، في العمل مع هيئة قناة السويس على محاولة التعويم الثانية، عن طريق التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين تابعتين للهيئة، لتسهيل تعويمها، بعد أن فشلت المحاولة الأولى الخميس.
عمليات شهيرة
وشاركت "سميت سالفدج" في انتشال حطام الغواصة النووية الروسية "كورسك"، التي غرقت في عام 2000 خلال مناورات في بحر بارنتس، ما أدى إلى مصرع طاقمها المؤلف من 118 بحاراً.
وكذلك كُلفت الشركة بشفط 2200 طن من الوقود من 17 خزاناً في سفينة الرحلات السياحية "كوستا كونكورديا" التي جنحت في عام 2012 قبالة سواحل غرب إيطاليا، ما أدى إلى وفاة 32 شخصاً.
وشاركت "سميت سالفدج" أيضاً في جهود إنقاذ الناقلة النفطية "برستيج" التي غرقت عام 2002 قبالة سواحل إسبانيا، في حادثة أدت إلى تسرّب 63 طناً من زيت الوقود الثقيل في البحر. وفي العام نفسه شاركت الشركة الهولندية في انتشال حطام السفينة النروجية "تريكولور" التي غرقت قبالة ميناء دانكيرك الفرنسي مع حمولة بآلاف السيارات.
وفي عام 2011 تمكنت الشركة من تفكيك الناقلة المالطية "تي كي بريمن" التي جنحت على شاطئ موربيان في فرنسا، من دون التسبب بأي تلوث أو حطام.
ومؤخراً، في سبتمبر 2020، شاركت "سميت سالفدج" في إخماد حريق ضخم اندلع على متن الناقلة النفطية المنكوبة "نيو دايمند" قبالة سواحل سريلانكا.
معدات متخصصة
وتؤكد "سميت سالفدج" أنها تمتك معدات متخصصة "يمكن نقلها جواً وجاهزة للاستخدام في أي وقت وفي أي مكان في العالم".
كما أن الشركة مخوّلة كذلك لاستخدام "القدرات الهائلة" التي تتمتّع بها الشركة الأم "بوسكاليس" التي يضم أسطولها 900 سفينة.
ومن المعدات التي تمتلكها "سميت سالفدج" مضخات غواصة عدة، وقواطع فائقة القوة، وغرف إزالة الضغط، وأجهزة سونار، ورافعات يمكن تثبيتها على سفن، وأذرع عائمة لاحتواء التسرب النفطي.
وتوظّف الشركة على نحو خاص، غطاسين ومهندسين ومستشارين للمخاطر البحرية، ومهندسين متخصصين.