دراسة: الغضب "محرك رئيسي" للمشاركة في النشاط المناخي

الناشطة المناخية جريتا ثونبرخ خلال ندوة عن معالجة أزمة المناخ على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. 19 يناير 2023 - REUTERS
الناشطة المناخية جريتا ثونبرخ خلال ندوة عن معالجة أزمة المناخ على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. 19 يناير 2023 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

وجد 3 من علماء النفس بمركز الأبحاث النرويجي، ومركز النرويج لتحول المناخ والطاقة التابع لجامعة "برجن"، أن العامل المحرك الرئيسي الذي يدفع الناس إلى المشاركة في النشاط المناخي هو الغضب.

وفي دراستهم التي نشرت في دورية Global Environmental Change، قام الباحثون باستطلاع رأي أكثر من 2000 من البالغين النرويجيين بشأن مشاعرهم فيما يتعلق بالنشاط المناخي المتعلق بتباطؤ تغير المناخ.

كما توصل الباحثون إلى أن ما ينقص قليلاً عن نصف المشاركين شعروا بالغضب بشأن تغير المناخ، وقالوا إن التغير الحادث في المناخ "يرجع في الغالب إلى تصرفات الإنسان"، كما كان الكثيرون غاضبين بشأن إعطاء الأولوية للتمويل نحو الأنشطة التي اعتبروها أقل أهمية من تغير المناخ.

وتتسق نتائج تلك الدراسة مع ما يظهر من "مشاعر الغضب" في خطاب بعض نشطاء المناخ.

على سبيل المثال، تتسم خطابات الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج بالغضب الشديد والمطلق الموجه نحو زعماء العالم الذين في نظرها، فشلوا في اتخاذ إجراءات ذات معنى تجاه حل مشكلة التغير المناخي.

وتقول تلك الدراسة إن غضب ثونبرج ليس مجرد شعور شخصي، إذ يتردد صداه لدى الشباب وعدد لا يحصى من الذين يشاركونها إحباطها إزاء الاستجابة غير الكافية لأزمة المناخ.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن تغير المناخ يُمكن إبطاؤه أو إيقافه أو حتى عكس اتجاهه من خلال وقف انبعاثات الغازات الدفيئة، وتوظيف التكنولوجيا التي تزيل الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي.

لكن، ولسوء الحظ، لم يتم إحراز تقدم يذكر على أي من الجبهتين.

وفي هذه الدراسة الجديدة، سعى الباحثون إلى فهم أفضل لسبب عدم بذل الكثير من الجهد لإنقاذ الكوكب بالنظر إلى حجم التداعيات المستقبلية.

وبشكل أكثر تحديداً، تساءلوا عما يلزم لتحفيز الناس من مجرد التفكير في تغير المناخ إلى الانخراط بنشاط في الأنشطة التي قد تؤدي إلى الضغط على الحكومات والصناعة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأرسل الباحثون استطلاعاً لآلاف البالغين النرويجيين بهدف تحديد دوافع الناس للمشاركة في النشاط المناخي.

ولتحقيق هذه الغاية، سأل الاستطلاع ما إذا كان المستجيبون منخرطين في النشاط المناخي وما يعتقدون أنه قد يدفعهم إلى القيام بذلك إذا لم يكونوا نشطين.

كما سألوا أيضاً عن مشاعر محددة تتعلق بالنشاط المناخي، مثل ما إذا كانوا يشعرون بالخوف بشأن التغييرات القادمة، أو الغضب من حكومتهم والآخرين لعدم سن قوانين تحظر انبعاثات الغازات الدفيئة، أو ببساطة اليأس.

وعندما سُئل المشاركون عن المشاعر التي من المرجح أن تدفعهم إلى الانخراط في النشاط المناخي، تم الاستشهاد بالغضب في أغلب الأحيان، 7 مرات أكثر من الأمل، الذي جاء في المرتبة الثانية.

وتؤكد الدراسة أنه على الرغم من أن الغضب المناخي هو عامل رئيسي يحفز المشاركة في تغير المناخ، إلا أن تأثيره ليس الوحيد، فعلى الرغم من أن الغضب ظهر باعتباره أقوى مؤشر والمحرك الرئيسي للمشاركة في الأنشطة المناخية، إلا أن الصورة تصبح أكثر تعقيداً عند النظر في السلوكيات الفردية.

ويبدو أن المشاعر الأخرى مثل الحزن أو الخوف تلعب دوراً أكثر أهمية في التأثير على التصرفات الفردية، ما يشير، وفقاً لرأي الباحثين، إلى أن المشاعر المرتبطة بتغير المناخ تعمل ضمن مصفوفة معقدة من الدوافع.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات