قال نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لمشروع "نيوم"، إن مدينة "ذا لاين" التي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ستشكل أكثر من 90% من التطوير في نيوم، وما بين 7 إلى 10% سيكون عبارة عن منتجعات سياحية وأماكن سكنية على ساحلي البحر الأحمر وخليج العقبة، وعلى جبال نيوم وجنوبها، ويُنتظر أن تستقطب ملايين السياح حول العالم سنوياً، وآلاف الناس الذين سينتقلون إلى المشروع لتأسيس مجتمع نيوم الكبير.
وأوضح النصر، في لقاء مع برنامج "شرق غرب" الذي يبث على قناة "الشرق"، أن نيوم منطقة كبيرة جداً تصل مساحتها إلى 27 ألف كيلومتر مربع، لتعادل بذلك مساحة بلجيكا، والعمل منتشر على جميع أراضي نيوم، وسيُعلن خلال ستة أو تسعة أشهر عن تفاصيل المناطق المختلفة بالمشروع، وقبل نهاية العام الحالي ستكون المنطقة مستعدة لاستقبال الزوار والإعلاميين، ليروا أعمال الإنشاءات بعشرات الآلاف من العمالة لإقامة البنية التحتية، وبعد عامين إلى 3 أعوام ستُفتتح أولى مناطق نيوم.
وأطلق الأمير محمد بن سلمان، الأحد، مدينة "ذا لاين" داخل منطقة "نيوم" بطول 170 كيلومتراً، في ما يعد أحدث صيحة في مدن المستقبل، إذ تعتمد على تقنيات الذكاء الصناعي بشكل كبير، وهي مدينة مستدامة من دون تلوث أو ضوضاء أو ازدحام، لأن بنيتها التحتية ومواصلاتها في طبقتين أسفل أرض المدينة التي ستكون فقط للسكن وسط الطبيعة، ويوفر المشروع 380 ألف فرصة عمل، ويضيف 48 مليار دولار لاقتصاد المملكة بحلول عام 2030.
وبحسب الرئيس التنفيذي لمشروع "نيوم"، يجري العمل منذ مطلع 2017 على وضع النظام التأسيسي، والقوانين التي ستوضع لتحفيز وتيسير الاستثمار أمام الشركات المحلية والإقليمية والعالمية في نيوم، حتى تكون المنطقة في صدارة مناطق العالم من حيث جذب الاستثمارات.
الشراكة مع Air Products وأكوا باور
وأضاف النصر أن أي شركة أو أي مشروع يُقاس نجاحه بالشراكات، لذلك تم التركيز منذ البداية على عقد شراكات قوية، وقبل عدة أشهر تم توقيع أول شراكة في نيوم، مع شركتي "أكوا باور" و" Air Products" الأميركية، على أن يتم تأسيس شراكة بما لا يقل عن 6 مليارات دولار، ويجري حالياً العمل في مرحلة التخطيط والتصميم لبدء البناء في المنطقة الصناعية.
وتعد هذه الشراكة أولى الخطوات لمنطقة "نيوم" لتصبح لاعباً أساسياً في سوق الهيدروجين العالمي، عبر دخولها في شراكة مع "Air Products" و"أكوا باور" لبناء منشأة لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة لتوفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي، ولمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.
وسيصبح المشروع، الذي سيكون مملوكاً بالتساوي من قبل الشركاء الثلاثة، جاهزاً لإنتاج الهيدروجين ومن ثم تصديره إلى الأسواق العالمية ليُستخدم وقوداً حيوياً يغذي أنظمة النقل والمواصلات، كما سينتج نحو 650 طناً من الهيدروجين الأخضر يومياً، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنوياً ليسهم بذلك في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 3 ملايين طن سنوياً.
وتابع النصر أن الشركة عكفت خلال السنوات الثلاث الماضية على وضع استراتيجيات لجميع قطاعات نيوم على مدار عامين، "قبل أن ننتقل إلى التخطيط وبدء التنفيذ، وانتقلنا بالكامل ليكون مقر الشركة داخل المنطقة، حتى نعرف أكثر تفاصيل وتضاريس أرض نيوم".
ومن المقدر أن تصل تكلفة مشروع "نيوم" إلى 500 مليار دولار.
هذا المحتوى من خدمة اقتصاد الشرق بالتعاون مع بلومبرغ