ضربت العاصفة "دانيال" اليونان وليبيا ما تسبب بهطول أمطار غزيرة وسيول أودت بحياة وإصابة العشرات، فيما تستعد سواحل مصر الغربية، الاثنين، لوصول بقايا العاصفة يصاحبها سقوط الأمطار.
أفادت مصادر طبية ليبية، الاثنين، بارتفاع حصيلة ضحايا العاصفة القوية التي ضربت مدن شرق ليبيا إلى 25 شخصاً، وفقاً لوكالة "رويترز".
واجتاحت العاصفة "دانيال" مدن شمال شرق ليبيا المطلة على البحر المتوسط، حيث هطلت أمطار غزيرة غمرت بعض المناطق، ما تسبب بخسائر في الأرواح وأضرار مادية كبيرة.
وأعلنت مؤسسة "رؤية" لعلوم الفضاء وتطبيقاته في ليبيا، انتهاء مرحلة الخطر الناجم عن العاصفة "دانيال" التي سيطرت على مناطق الجبل الأخضر (شمال شرق)، فيما لقي متطوع مصرعه، وفُقد اثنان آخران، أثناء عمليات إخلاء العائلات من مدينتي البيضاء والمرج، بحسب صحيفة "المرصد" الليبية.
وأعلن الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري في بيان، "فقدان الاتصال بـ5 جنود من القوات المسلحة رفقة آلياتهم، أثناء عمليات الإنقاذ للعائلات العالقة داخل البيضاء".
أما مدينة الشحات في شمال شرق ليبيا، فقد وجه مدير فرع جهاز الإسعاف والطوارئ، ميلود خليل، "نداءً عاجلاً" بشأن "غرق العديد من المنازل بالمدينة واضطرار سكانها للجوء إلى أسطح المنازل"، واصفاً الوضع بـ"المتفاقم".
وقال خليل لوكالة الأنباء الليبية، إن "الغرفة المشكلة بمدينة شحات وجهاز الإسعاف، فقدت السيطرة على الوضع"، وأن "هناك العديد من المواطنين العالقين في منازلهم، وقد تم نقل العديد منهم".
دعم حكومي
وأعلن رئيس الحكومة الليبية المعنية من البرلمان، أسامة حماد، في بيان، تخصيص "مبلغ 200 مليون دينار ليبي (41 مليون دولار) للبلديات والمدن والمناطق المتضررة من السيول والفيضانات التي خلفتها العاصفة المتوسطية وذلك لمواجهة الأضرار الواقعة بمناطقهم ومدنهم".
أما الحكومة الليبية المقالة من البرلمان والتي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، اعتبرت في بيان، كل البلديات التي تعرضت للفيضانات والسيول، "مناطق منكوبة".
ووصف الدبيبة، السيول والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت المدن الليبية بـ"الكارثة الوطنية"، مشيراً إلى أن "المنطقة الشرقية تواجه الآن موقفاً صعباً، وسنقف مع الجميع في هذه المرحلة الصعبة".
وأضاف: "في هذه الساعات تنطلق قوافل المساعدات والإسعاف والإنقاذ صوب المنطقة الشرقية لمساعدة المواطنين بكل ما يلزمهم"، بحسب ما نقلته صفحة الحكومة الليبية على فيسبوك.
من جهتها، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، استعدادها الكامل لتسخير كافة إمكانياتها ومواردها لدعم سكان المنطقة الشرقية المتضررين من العواصف والأعاصير التي تجتاح المنطقة.
وذكرت مؤسسة النفط في بيان، أنها ستركز جهودها على "تقديم الدعم العاجل للمتضررين وتأمين الإمدادات الأساسية وتوفير المساعدة الطبية الضرورية".
ودعت المؤسسة، جميع الشركاء والمؤسسات الأخرى والمجتمع الدولي إلى الانضمام إليها في جهودها الرامية إلى المساهمة في إعادة بناء وتعزيز المناطق المتضررة في بنغازي والجبل الأخضر.
استعدادات مصرية
من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية على فيسبوك، أن "بقايا العاصفة دانيال تصل إلى غرب البلاد، الاثنين، يصاحبها سقوط الأمطار بعدما فقدت العاصفة معظم قوتها".
وأشارت إلى أن "ليبيا تمر الأحد والاثنين، بيوم عصيب بسبب العاصفة، وتم رفع حالة الطوارئ والتأهب في جميع المدن المتأثرة".
أشد عاصفة ممطرة منذ عقود
أما في اليونان، فقد انتشلت فرق الإنقاذ جثث 4 أشخاص آخرين وسط البلاد، الأحد، ليرتفع عدد الوفيات إلى 15 حالة وفاة، جراء أشد عاصفة ممطرة تشهدها البلاد منذ بدء تسجيل تلك الأحداث عام 1930.
وقالت السلطات اليونانية، إن "2 آخرين ما زالا في عداد المفقودين"، فيما ضربت العاصفة "دانيال" اليونان لثلاثة أيام اعتباراً من الثلاثاء في نهاية الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق، مخلفة خراباً جديداً بعد حرائق غابات فتاكة.
وانهارت منازل وجسور ودُمرت طرق وأعمدة كهرباء، كما غرقت حيوانات وتلفت محاصيل في سهل ثيساليا الخصب.
وعُثر، الأحد، على جثث امرأة (88 عاماً)، ورجلين (58 و65 عاماً) قرب مدينة كارديتسا، إحدى المناطق الأكثر تضرراً، ولاحقاً عثرت فرق الإنقاذ على جثة رجل يبلغ من العمر 42 عاماً في منطقة فولوس.
وتم إجلاء السكان المتضررين من الفيضانات جواً أو بقوارب نجاة.
معالجة آثار العاصفة
وقالت السلطات اليونانية، إنه تم إجلاء أكثر من 4250 شخصاً حتى الآن، إذ تركزت الجهود على القرى القريبة من مدينة لاريسا وبالقرب من نهر بينيوس، الذي فاضت أجزاء منه على القرى بشكل أكبر.
وزار رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، مركز العمليات الرئيسي في ثيساليا، الأحد، وأعلن سلسلة إجراءات لمساعدة المتضررين من العاصفة، وقال إن الأولوية لدى الدولة تتمثل في "علاج الجروح الخطيرة الناجمة عن هذه الكارثة".
وسيلتقي ميتسوتاكيس برئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في ستراسبورج، الثلاثاء. وقال إنه يريد ضمان حصول اليونان على أموال إضافية لمعالجة آثار العاصفة التي اعتبر أن مداها "يفوق أي توقع".
وضربت العاصفة، اليونان، في أعقاب حريق غابات ضخم شمال البلاد. ويقول علماء إن مناخ البحر المتوسط الجاف في اليونان يضعها على خط تغير المناخ الأمامي عالمياً، إذ تشيع حالات الطقس المتطرف بشكل متزايد.
اقرأ أيضاً:
